5 تمارين تعليمية مهمة لاتخاذ القرارات بثقة تامة

4 دقائق
اتخاذ القرارات بثقة تامة

هناك أساليبٌ تساعدك على تعلّم كيفيّة اتخاذ الخيارات الصحيحة! فيما يلي نقدم لك 5 تمارينٍ لتتعلم كيفية اتخاذ القرارات بثقة تامة وكيف تطبّق قراراتك.

أزح عن نفسك كل ما يثقل كاهلك

يقول باتريك أندريه شيني؛ مدير أكاديمية علم السيوفولوجيا في باريس، ومؤلف كتاب السيوفولوجيا والأسس والمنهجية: "لأننا منزعجون من المطالب الخارجية وصراعاتنَا الداخلية؛ لم نعد قادرين على رؤية ما بداخل أنفسنا بوضوحٍ. وفي الحقيقة؛ إن إعادة التركيز هي الطريقة الوحيدة لتحييد كل هذا التشويش". وفي هذا السياق؛ يقترح طبيب السيوفولوجيا؛ تمريناً ليستطيع المرء أن يحقق رغبته:

  • اجلس وظهرك مستقيم، أو قف بحيث تكون ساقاك مرنتان. انتبه لأطراف جسمك المختلفة التي تشعر فيها بالتوتر، ثم استرخِ؛ لكن لا تسترخِ تماماً، لتظل متجاوباً وواعياً بنفسك.
  • حدد، من بين الأطراف الأربعة التالية؛ إما الوجه أو الرقبة، الكتفين أو الذراعين، الصدر أو منطقة الساقين والحوض، وحاول أن تتأكد من المنطقة التي تتركز فيها "الطاقة السلبية" حسب رأيك. ثم ابحث عن الإحساس الذي يسود عندما تفكر في الخيار الذي تريد القيام به: هل تشعر بالتوتر المستمر، الجمود، أم القمع والخوف؟ ركّز على المنطقة المعنية، وكن على درايةٍ بتنفسك، واربط كل زفيرٍ يخرج من الفم، بإخراج هذه الطاقة "السلبية" في ذات الوقت. واستمر في ذلك حتى تطرد الطاقة السلبية كلياً.
  • ثم بعد ذلك؛ اعكس العملية عن طريق غرس الطاقة "الإيجابية" (الشعور بالدفء أو النعومة أو الضوء أو الرائحة اللطيفة أو الطعم اللذيذ) في المنطقة التي قمت "بتطهيرها" للتو عن طريق التفكير. انتهى التمرين بمجرد أن يهيمن الانطباع بالرفاهية والراحة. هكذا؛ تكون تحرّرت ممّا يشوش عقلك، أنت الآن استعدت السيطرة على ذاتك.

حدّد رغبتك

طبقاً لما شرحته عالمة النفس والمعالجة النفسية سيسيل كافار؛ مؤلفة كتاب "طريق النية أم كيف تختار حياتك؟" (?l’intention ou comment choisir sa vie)؛ عندما يتوافق القرار مع نيتنا العميقة، فإن مجرّد ذكره يجب أن يغمرنا بمشاعر إيجابيةٍ ويعطينا انطباعاً بأننا نندفع للأمام. هل أنت متردّدٌ؟ اختبر نفسك من خلال "العمل" على نيتك.

  • احصل على ورقة وقلم رصاصٍ. أعط عنواناً وتاريخاً لإنجاز مشروعك.
  • أبرز نفسك في الوقت المناسب، وقدم تقريراً تفصيلياً وملموساً قدر الإمكان عن مشروعك، كما لو كنت قد أنجزته بالفعل وكنت ستخبر به طرفاً ثالثاً لا يعرف عنه شيئاً.
  • أثناء الكتابة؛ انتبه إلى ما تشعر به، واكتب كل ما تشعر به "لم أعد أشعر بالتوتر بعد الآن"، "أنا أعيش حياتي حقًا"، أو على العكس من ذلك - "أشعر بأنني عالقٌ".

في هذه المرحلة؛ تبدأ في تحديد ما تريده حقاً.

استمع إلى حدسك

وفقاً لما تقوله فانيسا ميلتشارك؛ مؤلفة كتاب "دليل الشخص السعيد ومدربة التنمية البشرية" (Guide de la personne heureuse): "إن الحدس هو ذكاءٌ في حد ذاته، إنه مرتبطٌ بعالمنا الداخلي؛ وبالتالي برغبتنا الفردية؛ حيث إنه يعطينا المعلومات والأفكار التي يجب أن نعرف كيف نلتقطها من أجل تعزيز عملية التفكير".

ينبغي عليك أن تحدد مظاهر ذكائك الحدسي. على سبيل المثال؛ لقد قابلت للتو شخصاً ما. هكذا؛ يمكن أن يبدأ حوار داخليّ يبرز في شكل صوتٍ صغيرٍ يتحداك: "هل أنت متأكدٌ أنك تريد رؤيته (أو رؤيتها) مرة أخرى؟ ماذا لو اتصلت به؟

ويمكن أن يكون إحساساً جسدياً؛ أمام هذا الشخص، يتوتر جسمك، أو على العكس من ذلك؛ يرتاح. دع هذه المشاعر تتطور، ثم ستأتي فيما بعد معلوماتٌ أخرى على غرار ترابطات الأفكار، الذكريات والرغبات.

يمكن أن يكون أيضاً "وميضاً" بصرياً أو سمعياً أو فكرياً؛ والذي يُظهر فجأةً ما هو واضحٌ بالنسبة لك؛ إما "هذا هو الشخص الذي كنت أنتظره"، أو "يجب أن أنسحب من هذه العلاقة".

التقط الإشارات من حولك لتتحقّق من اختيارك البديهي. أخبرك حدسك أنه الشخص المناسب؛ لكنك مازلت تشعر بتردّدٍ، ثم فجأةٍ تسمع كلمات أغنيةٍ؛ "لا تتركني" - هذا جيّد لك!.

استمر في الاستماع لالتقاط الرسائل التي سترسّخ اختيارك أكثر.

تواصل مع الآخرين

بحسب ما يقوله بيير كاتلين؛ مؤلف كتاب "أكسل دو برانت دو بيانفونو سور تير" (Axelle de Brandt de Bienvenue sur Terre)؛ من النادر أن يتعلق القرار بالنفس فقط. الهدف إذاً هو التحرك نحو تحقيق رغبة المرء دون إنكار احتياجات أحبائنا. كما يوضح الممارس والمدرب في مساعدة العلاقات: "إن ممارسة الذاتية الفوقية، يمكن أن تساعد على إيجاد توافقٍ في الآراء بين الطرفين".

قبل إخبار الآخرين عن اختيارك -على سبيل المثال؛ تغيير الوظيفة- ضع قائمة بجميع الحجج التي تبرر ذلك في عينيك. وبالتالي؛ سيتم إنشاء تسلسل هرمي بين حاجتك المركزية (وظيفة أكثر إبداعاً) واحتياجاتك المحيطية (أن يكون لديك زملاءٌ أفضل). إذا كانت الحجج الأولى غير قابلةٍ للتفاوض؛ يمكن أن تخضع الحجج الثانية للتعديلات. سيسمح لك هذا التمييز أيضاً بعدم الضياع في النزّاعات غير الضرورية.

قدم قرارك للآخر (الشريك، المدير، الأسرة) من خلال صياغة حاجتك المركزية: "لقد قررت تغيير الوظيفة، ثم ادعه للحوار "كيف تنظرون؟". اكتب كلّ نقطةٍ تم الاتفاق عليها "نحن لا نتحرك"، وكذلك الأسئلة التي لا تزال دون إجابةٍ "هل سأقوم بتدريبٍ غير مدفوع الأجر؟". إذا صمت الآخر، فامنحه وقتاً للتفكير، واستأنف المناقشة لاحقاً. الهدف هو الوصول إلى إجماعٍ (اتفاق يحترم كلتا الرغبتين) وليس تسويةً (اتفاقٌ يقلل رغبة أحدهما لمنفعة الآخر).

طبّق اختياراتك على أرض الواقع

للتصرّف؛ من الضروري أن يحرر المرء نفسه قدر الإمكان من مخاوفه وشكوكه وما يعيقه. في هذا السياق؛ يقول بول بيرونيت؛ مدرس البرمجة اللغوية العصبية ومؤلف كتاب "قوة التماسك" (La Puissance de la cohérence): "يجب علينا تنسيق طموحاتنا بشكلٍ إيجابيٍ مع خطة عملٍ ملموسةٍ". يسمّى هذا "الدخول في التماسك الشخصي".

  • قف واسترخِ وركّز على القرار الذي يجب اتخاذه - الذهاب إلى مقابلة عمل لأنك تريد تغيير الوظيفة.
  • تخيل نفسك تتصرف (أقنع صاحب العمل المستقبلي بمهاراتك) من خلال التفكير في أن الحوار يحدث في أفضل الظروف الممكنة (أنت رائع، إنه مندهش). تصوّر المشهد كما لو كنت تشاهد فيلماً.
  • عش المشهد واشعُر بإنجازك. حدّد المكان في جسمك حيث تتركز هذه الرفاهية، وأعطها لوناُ خاصّاً (أرجوانياً على سبيل المثال). ستشعر أن تلك المنطقة تشعّ في داخلك.
  • تذكر حالةً أعطتك نفس شعور الرفاهية هذا (نزهة عائلية على البحر) واسترجع تلك الذاكرة.
  • امزج المشهَدين (أنت صاحب العمل تتحدثان مع العائلة على البحر). عش هذا الوضع "المثالي" حتى تسود حالة من الرفاهية بالكامل داخلك. ستكون مستعداً للتصرف عندما يتغلّب نفاد الصبر على القلق. وأثناء المقابلة؛ أعد تصوّر اللون واسترجع "المشهد المثالي".

المحتوى محمي