ملخص: لا أحد منّا يحبّ أن يخسر صديقه أو رفيق دربه، ولا سيّما إذا كانت علاقة الصداقة قديمة وغنية بالذكريات المشتركة. لكن عندما يمارس صديقك سلوكاً ساماً مثل احتكار الكلام أو تكرار مقاطعتك فقد تتحول هذه العلاقة إلى عبء مرهق لك. كيف تنقذها إذاً وتضعها من جديد على مسار صحيح؟ تقدم المختصة النفسية إلينور غرينبرغ في المقال التالي 3 نصائح عملية تساعدك على إنقاذ صداقتك وتجنّب تحوّلها إلى علاقة سامة: 1) مناقشة السلوكيات المزعجة: صارح صديقك بانزعاجك من احتكار الكلام واطلب منه بلباقة ولطف السماح لك بالحديث. 2) الأنشطة المشتركة الجديدة: احرص على التخلص من اللقاءات الروتينية التي تطغى عليها الثرثرة وعوّضها بأنشطة أخرى مثل النزهات أو حضور الأنشطة الثقافية. 3) تقليل الأوقات التي تقضيانها معاً: إذا لم يتحسن الوضع يمكنك أن تقلل الوقت الذي تقضيه مع صديقك وتأخذ المسافة الموضوعية الكافية لتأمل العلاقة، فصداقتك القديمة تستحق جرعات من الصراحة والتغيير والموضوعية.
قد يصبح الحفاظ على صداقة قديمة أمراً صعباً عندما تتدهور العلاقة وتسود خيبة الأمل؛ لكن هناك حلولاً تساعد على تجنّب تحول هذه الصداقة إلى علاقة سامة.
من الممكن أن تتحول الصداقات التي كانت متينة في الماضي إلى عبء حقيقي. تظهر الصداقة السامة عندما يحتكر الصديق الحديث ويتجاهل احتياجات صديقه وفقاً لما ذكرته المختصة النفسية إلينور غرينبرغ (Elinor Greenberg) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today). قد يسبب هذا السلوك شعوراً بالإرهاق وخيبة الأمل، ويتطلب إنقاذ هذا النوع من الصداقات جهداً كبيراً لإعادة التوازن إلى العلاقة.
تذكّر غرينبرغ بأن الحل يكمن غالباً في التواصل الصريح والإدارة الجيدة للنزاعات، وتشير إلى أن معظم الصداقات القديمة يمر بمراحل تتغير خلالها الانتظارات والتوقعات. لذا؛ فإن الحوار الصريح بين الصديقين ضروري لمناقشة السلوكيات التي تزعجهما وإتاحة النمو الصحي لصداقتهما.
مناقشة السلوكيات المزعجة
الخطوة الأولى لإنقاذ الصداقة هي تحديد السلوكيات التي تخلق التوتر بين الصديقين. قد لا تكون هذه السلوكيات متعمدة في بعض الأحيان لكنها تؤثر في العلاقة. على سبيل المثال؛ من الممكن أن يحتكر أحد الصديقين الحديث طوال الوقت دون أن يدرك أنه يتجاهل دور صديقه. لذا؛ من الضروري أن يوضح الآخر مدى تضرّره من هذا السلوك دون أن يلوم صديقه. يمكنه أن يعبر عن ذلك باستخدام العبارة التالية مثلاً: "أشعر أحياناً بأنك تنسى وجودي عندما تُكثر الحديث عن نفسك". قد تتيح هذه الصيغة فتح نقاش بناء حول الموضوع.
تقترح غرينبرغ أيضاً استخدام بعض الأساليب اللطيفة في التعامل مع هذه السلوكيات المزعجة. يمكن مثلاً أن تكون الدعابة أسلوباً ممتازاً لنزع فتيل موقف حساس دون إيذاء مشاعر الآخر. إذا كان صديقك مثلاً يقاطعك كثيراً أو يركّز في حديثه على نفسه باستمرار فيمكنك أن تقول له وأنت تبتسم: "هيا، لقد حان دوري الآن". يمكن لهذه النوعية من العبارات المقتضبة أن تعيد وضع صداقتكما على المسار الصحيح، لأنك تُظهر من خلالها استعدادك لتحقيق بعض التوازن في محادثاتكما وحواراتكما.
تشجيع أنشطة مشتركة جديدة
تنصح الخبيرة النفسية أيضاً بالخروج عن روتين العادات المألوفة. إذا كانت لقاءاتكما تدور في الغالب حول المواضيع نفسها فقد يؤدي ذلك إلى استنزاف علاقتكما. وبدلاً من أن تركزا فقط على المحادثات، يمكنكما الانخراط في أنشطة مشتركة أخرى. إنّ تشارك بعض اللحظات خارج إطار الأحاديث الشخصية مثل النزهات أو حضور دروس الطهو أو الأنشطة الثقافية قد يسمح لكما بتعزيز علاقتكما من خلال خلق ذكريات مشتركة جديدة.
قد تحدّ هذه التجارب الجديدة من التوترات المرتبطة بالمحادثات المتكررة أو السلبية، علاوة على أن اقتراح قائمة من الأنشطة المشتركة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التنوع والتوازن في صداقتكما. ويساعد على تهدئة الأجواء وبث روح البهجة والمرح في العلاقة.
اقرأ أيضاً: ما هي تقنية الساندويتش؟ وكيف تطبقها لتنسحب من المحادثات بلباقة؟
تقليل الأوقات التي تقضيانها معاً
إذا استمرت أزمة العلاقة على الرغم من هذه الجهود، فقد يكمن الحل في تقليل الوقت الذي تقضيانه معاً. تستطيع فعل ذلك دون أن تفاجئ صديقك إذ يمكنك أن توضح له مثلاً أنك منشغل في الوقت الحالي. تسمح لك هذه الخطوة بالابتعاد وأخذ مسافة موضوعية دون إثارة النزاع أو الانزعاج. يترك هذا النهج اللطيف أيضاً الباب مفتوحاً على مصالحة محتملة لاحقاً إذا تحسنت الأوضاع، أو ظهرت لديكما رغبة في التقارب من جديد.
من الطبيعي أن تتطور الصداقات وقد تتطلب أحياناً بعض التغييرات كي لا تتحول إلى علاقة سامة. لذا؛ يمثل التواصل الصريح وتنويع الأنشطة وأخذ المسافة الموضوعية الضرورية حلولاً مناسبة لإنقاذ هذه العلاقة الثمينة قبل أن تتدهور أكثر.