ملخص: العلاقة الزوجية تعاون وتآزر بين طرفين اتّفقا على العيش معاً في حبّ وانسجام. هذه هي الصورة المثالية التي نحملها جميعاً عن العلاقة بين شريكين عاطفيين؛ لكن الواقع يثبت أنّ هناك كثيراً من العلاقات الزوجية غير المتوازنة إلى درجة أنّها قد تكون أحادية الجانب. فماذا نقصد بالعلاقة الأحادية الجانب؟ ما السّمات التي تميّز هذا النوع من العلاقات السامة؟ وكيف يمكن إصلاحها وإنقاذها؟ إليك الإجابات.
محتويات المقال
تختلف علاقاتنا من شريك إلى آخر، فنحن لا نتصرّف بالأسلوب نفسه مثلاً في إطار علاقات الحبّ عندما تفرض علينا الظروف تغيير شريك الحياة. هذا أمر منطقي نظراً إلى أننا نشارك في الحقيقة في بناء علاقة زوجية جديدة بين شخصين لهما تطلعاتهما ورغباتهما واحتياجاتهما الفريدة. وتبدو ملاحظة الاختلافات التي يمكن أن تظهر في العلاقة الجديدة مع الشريك الجديد مسألة طبيعية جدّاً؛ لكن قد تكون مراجعة هذه العلاقة ضرورية إذا شهدت اختلالاً واضحاً يتمثّل في انخراط أحد الشريكين أكثر من الآخر.
إذا كانت هذه الدينامية مؤقتة فلا داعي للقلق لأنّ الزمن كفيل بإعادة التوازن إلى العلاقة؛ لكن إذا استمر عدم التوازن وترسّخ بمرور الوقت نصبح حينها في إطار علاقة أحادية الجانب، نطلق عليها أيضاً مصطلح "علاقة في اتجاه واحد". لا يبدي الزوجان في إطار هذه العلاقة القدر نفسه من الرغبة، ولا يبذلان من أجلها القدر نفسه من الجهد والطاقة؛ بل يأخذ أحدهما أكثر ممّا يعطي بينما يتابع الآخر خروج هذه العلاقة عن سيطرته وهو مرهق ومستنزَف، في الوقت الذي تترسّخ فيه المعاناة والتعاسة. لذا؛ اهتمت المختصّتان في علم النفس، جيني وودفين (Jeni Woodfin) وآمبر سميث (Amber Smith) بهذا الموضوع لاكتشاف الإشارات المؤكّدة الدالّة على العلاقة الأحادية الجانب.
ما هي العلاقة أحادية الجانب؟
إذا كانت علاقتك الزوجية تتمحور باستمرار حول إسعاد شريك حياتك، وتتجاهل احتياجاتك، فقد تكون تلك علامة سامّة وفقاً لجيني وودفين. تقول محذّرة: "مراعاة احتياجات شريكك أمر طبيعي؛ لكن إذا كنت تحرص باستمرار على عدم إرضاء نفسك لإرضاء شريكك، فعليك أن تفكر جدّياً في وضع حدود في إطار علاقتكما".
وترى المختصّة في الطبّ النفسي السريري، آمبر سميث، إنّ العلاقة الأحادية الجانب هي التي "يتحمّل فيها أحد الشريكين العبء الأكبر في العلاقة، سواء كان مادّياً أو عاطفياً أو نفسياً، أو يجمع هذه الجوانب كلّها"، فيشعر الآخر بأنّه أقل مكانة وقيمة، وأنّه ليس عنصراً يمكن الاعتماد عليه في العلاقة.
5 إشارات تحذرك من أنك في علاقة من طرف واحد
إليك إذاً الإشارات التحذيرية التي تؤكد أن علاقتك من النوع الأحادي الجانب وفقاً للمختصّتين النفسيتين:
- التواصل في اتجاه واحد: أنت دائماً أوّل من يبادر إلى إرسال الرسائل النصية؛ بينما تكون محادثاتكما متقطعة باستمرار، وتتميّز بفترات زمنية طويلة تفصل بين إرسال الرسالة وتلقّي الردّ.
- الشعور بالإحباط والفراغ الداخلي بعد قضاء الوقت مع شريك حياتك بدلاً من الشعور بالسعادة والرضا بفضل الحوار والنقاش بينكما.
- التقسيم غير العادل للأعمال المنزلية (أعمال التنظيف مثلاً) أو المسؤوليات أو مستوى الإسهام في واجبات العلاقة.
- مطالبتك المستمرّة لشريك حياتك بتحسين سلوكه أو تغييره أو هما معاً.
- مبادرتك وحدك باستمرار إلى وضع المخطّطات والمشروعات المشتركة.
كيف تخرج من علاقة أحادية الجانب؟
بحسب المختصّة النفسية آمبر سميث؛ من الأفضل أن تتساءل أولاً: هل تستحقّ هذه العلاقة الإنقاذ؟ لأنّ هذا النمط ينطوي على الكثير من الأذى ومن الضروري أن تحمي نفسك منه. لكن إذا كنت تشعر مع ذلك بالحاجة إلى محاولة إصلاح هذه العلاقة، فإليك بعض النصائح:
احرص على الحوار الصريح
تحدّثْ بهدوء إلى شريك حياتك لتعرف إذا ما كان واعياً بعدم التوازن الذي يميّز علاقتكما، فبعض الأشخاص يتّسم بقدر كبير من الانغلاق ولا يستطيع إدراك هذا الاختلال لسوء الحظ، ولا يتعمّد ذلك في الغالب.
أعدْ تحديد طبيعة العلاقة بمعيّة شريكك
خصّصا الوقت الكافي للحوار بصدق وصراحة لتعزيز علاقتكما العاطفية. وضّحا احتياجاتكما ورغباتكما وتوقّعاتكما باحترام متبادل. سيمكّنكما ذلك من استئناف علاقتكما على أسس صحية وإيجابية.
تعامل مع الإصلاح بحذر
كن حذراً طوال هذه العملية لأنّ العلاقة بينكما يجب أن تنبني على الحوار والتبادل. لضمان نجاح هذه النصائح، يجب أن يعترف الآخر بعدم التوازن القائم في العلاقة، وأن يكون صادقاً ومستعداً لتغيير سلوكه وبذل الجهد لإصلاح ذاته وإنقاذ علاقتكما.
اقرأ أيضاً: