كيف تتصرّف إذا كنت منفتحاً وكان شريك حياتك انطوائياً؟

2 دقيقة
شريك حياة انطوائي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قد تجمع الأقدار بين شريكين يتمتّعان بشخصيتين متناقضتين ظاهرياً على الأقلّ. ماذا سيحدث مثلاً إذا ارتبط شخص منفتح بشريك حياة انطوائي؟ هل هي علاقة فاشلة بالضرورة؟ ألا يمكن أن يتعايش المنفتح والانطوائي في علاقة سعيدة ومُرضية للطرفين؟ يقدّم المقال التالي إجابات شافية ويقترح 5 نصائح ثمينة، تساعد هذين الشريكين على إنجاح علاقتهما على الرغم من اختلافاتهما.

قد تكون العلاقة التي تجمع بين شريكين أحدهما انطوائي والثاني منفتح غنية ومجزية شرط أن يفهما اختلافاتهما ويحترماها. ويمكن تحقيق التوازن في هذا النوع من العلاقات باتخاذ بعض الإجراءات.

تقول مؤلفة كتاب "الانطوائيون في علاقات الحب: الطريق الهادئة إلى السعادة الأبدية" (Introverts in Love: The Quiet Way to Happily Ever After ) صوفيا ديمبلينغ (Sophia Dembling) في مقال نشره موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "قد يعتقد الأشخاص الذين يولون اهتماماً كبيراً للاتجاهات الثقافية أن حركة الانطوائيين الإيجابيين تكاد تفقد أهمّيتها ومصداقيتها في المجتمع؛ لكنّ الانطوائيين يدركون أنّ سلوكهم هذا صائب". إليك إذاً أهمّ النصائح العملية التي تساعد على إنجاح هذا النوع من العلاقات.

1. الصبر والتفاهم

لا بد أن نقرّ بأن معرفة أساليب تصرّف الشريك وطرائق تواصله تتطلّب وقتاً. لذا؛ فإن التحلّي بالصبر ضروري لتقدير القيم التي يثري من خلالها الطرف الانطوائي وشريكه المنفتح هذه العلاقة.

تؤكد صوفيا ديمبلينغ ذلك قائلة: "يمكن بفضل هذا الصبر أن يفهم الشريكان اختلافاتهما ويتقبّلاها، وسيتعلمان أيضاً العمل معاً بفضل هذا التنوّع المثير الذي يميّز علاقتهما، وسيمرّ كل شيء على ما يرام".

2. احترام احتياجات الآخر دون التضحية بالاحتياجات الشخصية

من الضروري أن يحترم الطرف المنفتح حاجة شريكه الانطوائي إلى الخصوصية دون إهمال احتياجاته الاجتماعية الشخصية. يجب أن يتوصّل الطرفان إلى تحقيق التوازن المُرضي لهما. في هذا السياق، تنصح ديمبلينغ بما يلي: "يجب أن تحترم احتياجات شريكك الانطوائي؛ لكن دون أن تتخلّى عنه إذا لم يحترم هو احتياجاتك، من حقّك أن تطلب منه ما تريد، إذا كنت تريد مثلاً أن تحضر حفلاً فمن حقّك أن تطلب منه مرافقتك".

3. التواصل المحدّد والصريح

توضّح ديمبلينغ هذه النصيحة قائلة: "من المفيد أن تطرح على نفسك أسئلة محدّدة، ما الذي يكرهه شريكك الانطوائي كثيراً؟ ما نوع التفاعل الاجتماعي الذي يجد فيه صعوبة كبيرة؟ ماذا عن اختياراتك المفضلة في مجال التواصل؟ ربّما لم يسبق لك أن فكرت مليّاً في هذه التفاصيل؛ لكن إذا طرحت بعض الأسئلة فقد تجد أرضية مشتركة تستجيب إلى احتياجاتكما معاً".

إن طرح الأسئلة المحدّدة يساعد على فهم أفضل لاحتياجات الآخر وتلبيتها. وتساعد هذه الأسئلة على بناء أرضية توافق حول قضايا متنوعة بدءاً من التخطيط للأنشطة الاجتماعية وصولاً إلى التفكير في كيفية قضاء الوقت معاً.

4. عدم تجنّب النقاشات المهمّة

تضيف الخبيرة: "قد يشعر الانطوائيون بالارتباك بسبب الانفعالات العاطفية للأشخاص المنفتحين، لذا؛ هم في حاجة دائمة إلى بعض الوقت لاستيعاب الموقف قبل خوض نقاشات حسّاسة". هذا يعني أن الانطوائيين يحتاجون إلى الوقت للتفكير قبل النقاش، ومع ذلك من المهم ألّا نتجاهل الموضوعات الحسّاسة ونؤجلها إلى أجل غير مسمّى.

5. مواجهة مشكلات العلاقة

عليك أن تكون حذراً إذا لاحظت أن التوافق يحدث من جانب واحد أو بدا لك أن شريكك يتخلّى عن التزامه بالعلاقة. وقد يكون سبب المشكلة مرتبطاً بطبيعة العلاقة نفسها وليس بسمتَي الانطواء أو الانفتاح. لذا؛ تحذّر الخبيرة قائلة: "السّمة الانطوائية ليست مبرّراً لفعل أيّ شيء، إذا استخدم الشريك الانطوائي سِمته هذه مبرراً لتجنّب قضاء الوقت مع شريكه المنفتح، أو التهرّب من المشاركة في الأنشطة التي يرغب فيها أو مناقشة القضايا المهمة، فمن حقّه أن ينبّهه إلى هذا الأمر".

اقرأ أيضاً: