شارك
الرئيسية
مع كل جديد في عالم التكنولوجيا المتسارعة التطور، تظهر أسئلة حول تأثيرها في تغيير عقول البشر ونفسياتهم. وربما لا يزال العالم يجادل بعضه بعضاً حول فكرة “إدمان وسائل التواصل الاجتماعي” نظراً لما تجمعه هذه العادة لدى الكثيرين من عوامل مشابهة لعادات الإدمان الأخرى مثل القمار والإدمان على بعض المشروبات والتدخين، والتي تتضمن استحواذ العادة على سلوك الإنسان بشكل متكرر ولا إرادي واحتوائها على المكافأة التي تجعلها مسيطرة ومستمرة بشكل يطغى على القرارات الإرادية المفيدة للإنسان.
في خضم هذا الجدل، بدأ خبراء علم النفس بالتحذير مؤخراً من إدمان جديد، يتعلق بإدمان التداول بالعملات الرقمية أو (إدمان العملات المشفرة). قد تشعر بأنك بعيد عن الوقوع في هذا الإدمان، لكن عليك أن تحصن نفسك بهذه الأفكار قبل أن تنجر إلى هذا النوع من الإدمان وأنت لا تعلم.
بالنسبة إلى الكثير من الناس؛ يبدو أن العملات المشفرة طريقة سهلة للثراء في ظروف تداول يشوبها الكثير من التقلبات والغموض، وهي من هذه الناحية تشبه جميع أشكال المقامرة؛ وبالتالي يمكن أن تكون مسببة للإدمان بشكل كبير.
قبل بضع سنوات؛ كانت التجارة اليومية لهذه العملات تتم فقط من قبل الشركات المالية وخبراء الاستثمار. أما الآن، فهذه الأنواع من المعاملات متاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت.
لكن هل فكرت في إدمان تلك العملات؟ لماذا قد يدمن البعض تجارة ما؟
إن الدوافع النفسية تؤدي دوراً كبيراً في أي إدمان نقع فيه؛ ولكن الأمر ليس متعلقاً بالدوافع النفسية فقط، فهناك الكثير من الأسباب التي تجعل إدمان تلك العملات أمراً مثيراً لبعض الأشخاص، وتتمثل هذه الأسباب في:
الاستثمار بدلاً عن المقامرة
يبرر العديد من الأشخاص المقامرة في أسواق العملات المشفرة على أنها “استثمار”. إذا كان استثماراً، فمن المعقول القيام به. إن أسواق العملات المشفرة متقلبة بشكل لا يُصدق، وخاصة مع وجود الآلاف من العملات المشفرة المختلفة المتاحة للاختيار من بينها، فمن السهل الانجرار إلى دائرة من المضاربة والمكاسب والخسائر.
سهولة الوصول والمتابعة عبر الهواتف الذكية
يتيح الإنترنت لأي شخص لديه هاتف ذكي الوصول بسهولة ويسر إلى الأسواق العالمية؛ حيث يتم تحديث الأسعار كل بضع ثوانٍ. قد تكون مشاهدة تقلبات الأسعار مقنعة، وفي بعض الحالات؛ تسبب الإدمان.
تقلب الأسواق
إن المخاطر العالية والمتذبذبة في سوق العملات المشفرة تجذب المقامر الذي يعاني من مشاكل، ويفضل الإثارة والهروب من الواقع. على سبيل المثال، تم تداول البيتكوين بكثافة وتحققت مكاسب وخسائر ضخمة.
وسائل التواصل الاجتماعي
هناك العديد من الأشخاص على منصات الفيديو مثل “تيك توك” و”يوتيوب”، يتظاهرون بأنهم خبراء يمكنهم تثقيف المستهلكين حول أسواق العملات الرقمية الناشئة على الرغم من أن “تيك توك” قد فرضت قيوداً على نشر النصائح المالية على المنصة، فلا يزال هناك الكثير من المواد التي تقدم “نصائح” استثمارية حول التداول باستخدام العملات المشفرة؛ والتي لديها عدد كبير من المتابعين. يستخدم العديد من الأشخاص مجموعات “واتساب” كطريقة لتبادل نصائح تداول العملات المشفرة.
كيف تعرف أنك مصاب بإدمان العملات الرقمية؟
هناك الكثير من العلامات التي تبين مدى إدمانك للعملات الرقمية؛ ومنها:
- زيادة الحاجة إلى رهان أكبر من أجل الحصول على الرضا أو الإثارة.
- الهوس بالبحث عن العملات المشفرة وتداولها، أو أن يكون لديك انشغال أو إجبار على التحقق من الأسعار باستمرار.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية التي كانت ممتعة في السابق على حساب الانخراط في التجارة.
- التجارة من أجل البحث عن المتعة.
- الكذب أو إخفاء الأنشطة التجارية أو المتعلقة بالمتاجرة عن الأهل والأحباء.
- السرقة أو الاقتراض أو بيع الأصول أو استخدام الأموال التي يجب إنفاقها على الضروريات من أجل إجراء الصفقات.
- الاستمرار في التجارة على الرغم من العواقب السلبية على الاستقرار المالي أو العلاقات أو الرفاهية الجسدية والعقلية أو غيرها من مجالات الحياة المهمة.
إذا كنت تعاني من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، فقد تكون معرضاً لـ “إدمان العملات المشفرة”، عندها عليك عدم التردد في تقييم حالتك، واتخاذ القرار في الوقت المناسب بالتوجه لأقرب طبيب نفسي لطلب العلاج ووقف الضرر.