3 عبارات تخفي الإصابة باضطراب تشتت الانتباه

2 دقيقة
نقص الانتباه
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ما هي العبارات الدالة على الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ قد تبدو هذه العبارات عادية لكننا يجب أن نأخذها بجدية وفقاً لما تنقله لنا المختصة في علم النفس العصبي لورا جياتي (Laura Geati).

تشتت الانتباه مع فرط الحركة أو دونه اضطراب في النمو العصبي يتميز بظهور 3 أعراض تختلف حدتها ومظاهرها وفقاً لحالات المصابين.

من مظاهر اضطراب تشتت الانتباه عدم القدرة على الحفاظ عليه أو إنهاء مهمة ما، علاوة على حالات النسيان المتكررة والاندفاع (صعوبة الانتظار والميل إلى مقاطعة أنشطة الآخرين على سبيل المثال).

3 عبارات تخفي الإصابة باضطراب تشتت الانتباه

"أجد صعوبة في تنفيذ المهام" أو "أشعر بتعثر مشروعاتي" أو "أعلم أن لدي مهام كثيرة لكنني أميل إلى التسويف". يكرر مرضاي كثيراً عبارات من هذا القبيل خلال الاستشارة، فما تفسيرها؟ أولاً، من الضروري أن نعرف أن الوظائف المسؤولة في الدماغ عن الإنجاز واتخاذ الإجراءات هي الوظائف التنفيذية.

تسمح لنا هذه الوظائف بتخطيط المهام وحل المشكلات واتخاذ القرارات والسيطرة على عواطفنا وأفعالنا. ويمكن أن تكون السلوكيات التي تشير إليها هذه العبارات من أعراض تشتت الانتباه في بعض الحالات شريطة أن تظهر علاماته.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف حقيقة مفاجئة عن دماغ المصاب باضطراب فرط الحركة!

كيف تتجلى صعوبة بدء المهام لدى المصابين؟

يعاني مرضى هذا الاضطراب نقصاً في الوظائف التنفيذية؛ الأمر الذي قد يؤثر في قدراتهم على بدء تنفيذ المهام وتنظيمها وتركيز جهودهم عليها. يمكن أن تولّد لديهم المهمة وحدها شعوراً بالشلل، ينجم عن إحساسهم بالإرهاق بسبب ضرورة تنظيم كمّ كبير من المعلومات، فلا يعرفون بداية المهمة ولا كيفية إنجازها. يدفعهم هذا الأمر إلى التسويف وتجنّب المهام وتبني سلوكيات التأجيل إلى وقت لاحق.

وهناك انعكاسات أخرى تشمل بعض المشكلات التي يواجهها المريض مباشرة بعد بدء تنفيذ المهمة؛ إذ يجد صعوبة في الحفاظ على انتباهه والمثابرة في بذل الجهد.

يمكن تفسير هذه الظاهرة بانخفاض الدوبامين (هرمون المتعة الفورية والتحفيز) والنورأدرينالين؛ الذي يصعّب على المريض الحفاظ على انتباهه وتركيزه على مهمة معينة.  ويولّد هرمون الدوبامين عادة الأحاسيس التالية:

  • اليقظة.
  • التركيز.
  • الحافز.
  • الحالة العاطفية.

علاوة على ذلك، يسهم الدوبامين في تنشيط "نظام المكافأة"؛ وهو عبارة عن دارة دماغية ضرورية للبقاء. هذه الآلية هي التي تساعد الأفراد على توليد الحافز الضروري لإنجاز عمل ما، أو تعزيز الشعور بالمتعة والمكافأة أو تجنب العقاب.

"أعرف الخطوات التي يجب اتّباعها لكنني عاجز عن إنهاء المهمة". هذه أيضاً من العبارات التي أسمعها كثيراً. يجب علاج الإحباط والتقليل من شأن الذات الناجمَين عن الفشل في اتخاذ إجراء تنفيذي؛ لأنهما يؤثران تأثيراً كبيراً في مستوى التقدير الذاتي. وقد يؤدي ذلك إلى تصنيف خاطئ لمرضى اضطراب تشتت الانتباه باعتبارهم "كسالى"، وتوليد قلق اجتماعي حاد لديهم تّجاه الانتقادات الخارجية.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن تقنية الضوضاء البيضاء لتعزيز تركيز المصابين بنقص الانتباه؟

ما هي الحلول التي تساعد المرضى على الانتقال إلى تنفيذ المهام؟

هناك استراتيجيات خارجية تسهّل تحسين الوظيفة التنفيذية. من هذه الاستراتيجيات جدول المكافآت الذي يسمح بتدوين الأحداث الإيجابية اليومية لإبراز الأهداف المحقّقة، وتعزيز الشعور بالإنجاز الشخصي. فالمشكلة التي تميز هذا الاضطراب هي أن عقل المريض يكون مشتتاً و"غير منظم" نوعاً ما.

لذا؛ فإن تدوين الأهداف على الورق من خلال مخططات يومية يساعد على تحسين التخطيط للمهام وتنظيمها والبدء بتنفيذها، وتخفيف العبء الذهني المصاحب لها. وتساعد هذه الأدوات والحلول أيضاً على التحرر من الشعور بالذنب وتخصيص أوقات لمكافأة الذات؛ مثل تنظيم نزهة رفقة الأصدقاء شريطة التقدم في إنجاز مشروع معين.

يُنصح أيضاً في إطار استراتيجيات التكيف وتسهيل الشروع في التنفيذ بتقسيم المهام الصعبة إلى خطوات صغيرة، وتسجيل موعد التنفيذ المحدد في مذكرة للاستفادة من التحفيز الذي تخلقه درجة الاستعجال.

تتطلب إدارة أعراض اضطراب تشتت الانتباه متابعة يومية لمواءمة استراتيجيات التكيف؛لكن من الضروري أن نشير إلى أن تأجيل المهام إلى موعد لاحق لا يعني بالضرورة الإصابة باضطراب تشتت الانتباه، فهناك عوامل نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب يمكن أن تفسر أيضاً صعوبات التركيز.

لذا؛ إذا شعرت بصعوبات بالغة في التركيز، من المفيد لك أن تستشير مختصاً في علم النفس العصبي للعناية بصحتك النفسية والمعرفية.