ماذا تعرف عن تقنية الضوضاء البيضاء لتعزيز تركيز المصابين بنقص الانتباه؟

تظهر على بعض الأطفال علامات دالة على مشكلات الانتباه منذ سن مبكرة، وتؤكد أعراض عديدة مثل الهياج ونقص التركيز والاندفاع وجود هذه المشكلات. وإذا كانت صعوبة التركيز قد تحدث لأسباب عديدة، فإن اضطراب الانتباه الفعلي لا يهمّ إلا ما بين 3.5 و5.6% من أطفال المدارس وفقاً لإحصائيات الهيئة العليا للصحة في فرنسا.

وعادةً ما يشخَّص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو دونه في سن تتراوح بين 9 و10 سنوات. وبعد تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب ثمة أساليب علاجية عديدة يمكن اللجوء إليها؛ إذ يخضع المصابون بهذا الاضطراب للعلاج السلوكي والإدراكي مع تناول الأدوية، وتُعد الأمفيتامينات والميتيل فينيدات أدويةً معتمَدةً لعلاج لهذا الاضطراب. وعلاوة على التكفل العلاجي، من الممكن تكييف الحياة اليومية للمصاب من أجل تقوية تركيزه. ومن بين الأساليب التي يشيع استخدامها في هذا الإطار الاستماع إلى الضوضاء البيضاء، فماذا تعرف عنها؟

ما هي الضوضاء البيضاء؟

قد لا تعرف معنى عبارة “الضوضاء البيضاء” لكن من المؤكد أنك تسمع عنها بانتظام، ويعرّف موقع “فوتورا” (Futura) الضوضاء البيضاء بأنها: “نغمة متولدة عشوائياً تجمع ترددات الصوت جميعها بالتزامن. والسمة الوحيدة التي يمكن وصفها في هذه النغمة هي نوع من الانتظام الذي يشبه مطراً خفيفاً أو عاصفة رعدية أو صوت مروحة أو غسالة”.

وتُعرف الضوضاء البيضاء بتأثيراتها المساعِدة على النوم؛ ولهذا السبب على وجه التحديد يستخدمها بعض الآباء والأمهات الحديثي الإنجاب، فيلجؤون إلى أصوات أجهزة مثل شفّاط بخار المطبخ أو مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية من أجل تنويم الرضيع.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

ما تأثير الضوضاء البيضاء في علاج اضطراب نقص الانتباه؟

في دراسة نُشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 في “الدورية الدولية للأبحاث البيئية والصحة العامة” (International Journal of Environmental Research and Public Health)، اهتم باحثون من تايوان بالفوائد المحتملة للضوضاء البيضاء في علاج الأشخاص الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو دونه. وخلص الباحثون إلى أن: “نتائج هذه الدراسة تؤكد أن التحفيز بالضوضاء البيضاء علاج غير صيدلاني مفيد للأطفال قبل سن التمدرس المصابين بهذا الاضطراب”.

وتحسّن الضوضاء البيضاء: “قدرات الانتباه الذهنية (من خلال تقليل أخطاء إغفال الأشياء أو تغيّر مدة رد الفعل) وتقلل سلوكات فرط النشاط الجسدية (مثل التململ)”، وهذا يعني إذاً أن استخدام بعض الأصوات يمكن أن يكون مفيداً في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو دونه.

ويضيف الطبيب النفسي أليكس ديميتريو (Alex Dimitriu) في تصريح لموقع “سايكولوجي توداي” (Psychology Today) إن التمرينات البدنية والنوم المريح والكافي والنظام الغذائي المنخفض السكريات، أو حتى أدوات تنظيم الحياة اليومية للمصاب، كلها طرائق مفيدة لتعزيز التركيز.