من هنّ أمهات اللوز؟ وكيف يؤذي سلوكهنّ نفسية الأطفال؟

2 دقيقة
أم اللوز
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: ينشغل بعض الأمهات جداً بصورة أجسادهن وأجساد أطفالهن إلى حد حرمانهم من بعض الأطعمة وفرض حميات غذائية عليهم، وهو سلوك مؤذٍ ذو عواقب وخيمة على الطفل فما هي؟

“أم اللوز” هو تعبير شاع على الشبكات الاجتماعية، يشير إلى سلوك سام يتخذه بعض الأمهات ويؤثر بشدة في عادات الأكل لدى أطفالهن، وفيما يلي تفاصيل أوسع حول هذا الموضوع.

حقق وسم #Almond Mom (أم اللوز) انتشاراً واسعاً خلال بضع أشهر ولا سيما في وسائل الإعلام الغربية كما حصد قرابة 400 مليون مشاهدة على منصة تيك توك، فما المقصود “بأم اللوز”؟ يشير هذا التعبير إلى الأم التي تفرض عادات أكل صارمة على أطفالها، والتي تنظر إلى النحافة على أنها النموذج المثالي للجمال الجسدي، وعلى الرغم من أن التعبير قد يبدو مضحكاً فهو ليس كذلك في الحقيقة، ووفقاً لصحيفة الإندبندنت، فإنه يعبر عن سلوك أكل مؤذٍ وغير صحي، فما سمات “أم اللوز”؟ وما المخاطر التي يواجهها أطفالها بسبب سلوكها؟

ما هي سمات “أم اللوز”؟

أُخذ هذا التعبير من إحدى حلقات برنامج تلفزيون الواقع “ربات البيوت الحقيقيات في بيفرلي هيلز” (The Real Housewives of Beverly Hills) ، وعلى الرغم من أنها تعود إلى عام 2013، فإن مقطع الفيديو المقتطف منها انتشر بسرعة في الأشهر الأخيرة، وتظهر فيه عارضة الأزياء السابقة يولاندا حديد، والدة بيلا وجيجي حديد وهي تنتقد باستمرار قصَّة شعر ابنتيها وطولهما ومقدار التمارين البدنية التي تمارسانها، وفي أحد المقاطع، نصحت ابنتها جيجي بتناول حبتين من اللوز حينما اشتكت من أنها لم تأكل أي شيء طوال اليوم!

ولكن على الرغم من أن تأثير الأم في نمو الطفل لا يمكن إنكاره فإن هذا السلوك المؤذي قد يصدر عن أي شخص مسؤول عن رعايته، سواء أكان أباً أو جدة أو عماً أو عمة، وفيما يلي توضح مختصة التغذية والعلاج النفسي كاثرين ميتزيلار (Katherine Metzelaar) بعض العلامات التي تميز “أم اللوز”:

  • الانشغال الشديد بوزنها أو وزن أطفالها وإبداء التعليقات باستمرار حول ذلك.
  • اتباع قواعد غذائية صارمة وتطبيقها على أفراد العائلة جميعهم.
  • الانشغال الشديد بما تناوله أطفالها من ناحية كميته وما يحتويه من سعرات حرارية ودهون وسكريات.
  • حظر بعض الأطعمة للحفاظ على وزن وقوام ومظهر معين.
  • إقفال خزائن الطعام لمنع الأطفال من الوصول إليه.
  • إجبار الأطفال على اتباع حميات غذائية.
  • الانشغال الشديد بالحصول على جسم نحيل أو الحفاظ عليه.

كيف يؤثر سلوك “أم اللوز” في نفسية أطفالها؟

يؤدي هذا الانشغال الشديد بالنحافة إلى عواقب وخيمة على الطفل، فالأم هي شخصية محورية في حياة أطفالها ومن ثم فإن نظرتها إلى صورتها الذاتية وجسدها لها دور جوهري في حياتهم، كما أن الملاحظات التي قد تبدو غير مؤذية تؤثر في نموهم، فكيف ذلك؟

  • قد تؤدي سلوكيات الأم المذكورة آنفاً إلى ظهور اضطرابات أكل لدى طفلها وتبنيه صورة سلبية عن جسده، وتقول المختصة: “يعلِّم هذا السلوك الطفل أن هنالك أطعمة عليه تجنبها وأنه إذا أكل منها لن يكون إنساناً صالحاً، ويترسخ في نفسه بعد ذلك شعور خزي تجاه علاقته بالطعام وجسده ونفسه”.
  • حينما تحظر الأم مجموعة من الأطعمة أو طعاماً بعينه يعتقد الطفل متوهماً أن الطعام نادر، ومن ثم يطور دون وعي منه سلوكيات إشكالية مثل إخفاء الطعام والشعور بالقلق على المائدة، إضافة إلى ارتفاع خطر إصابته باضطرابات الأكل بالتأكيد، ويسبب له ذلك كله اضطرابات جسدية وعاطفية.
  • يؤثر انشغال الوالد الشديد بوزن طفله أو مظهره تأثيراً سلبياً في ثقة الأخير بنفسه واحترامه لذاته وعلاقته بجسده، ومن ثم سيواجه صعوبةً في الدفاع عن نفسه وتأكيدها في مختلف المواقف، والاستقرار في حياته المدرسية، وستقل ثقته بالآخرين، بالإضافة إلى ذلك، يعاني المراهقون الذين ينشؤون مع هذا النوع من الأمهات مستوى أعلى من القلق والاكتئاب.

أخيراً للتخلص من نمط الحياة السلبي والمدمر هذا، تنصح المختصة باتباع أسلوب الأكل الحدسي واستشارة طبيب مختص في اضطرابات الأكل.

error: المحتوى محمي !!