هذه السلوكيات الإيجابية ليست سوى أقنعة يختفي القلق وراءها

2 دقيقة
اختفاء القلق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

هناك مزايا تحظى بالتقدير مثل سيطرتك الدائمة على المواقف المختلفة، أو تحدّيك لقدراتك وتجاوزها أو اهتمامك باحتياجات الآخرين. لكن هل تعلم أن الإفراط فيها قد يخفي قلقاً كامناً؟

قد تخفي بعض السلوكيات المثيرة للإعجاب والتقدير مشكلة نفسية يصعب تحديدها أحياناً. لذا؛ فإن التعرّف على العلامات التي تشير إلى هذه السلوكيات لن يساعدك على الوعي بأسبابها فحسب، بل سيمكّنك أيضاً من الاعتناء برفاهتك النفسية بطريقة أفضل.

1. الهدوء في الأزمات

الحفاظ على الهدوء قدرة مهمة جداً، لكنها قد تنتج أيضاً عن اعتيادك حالات التوتر الشديد. وفقاً للتصريح الذي أدلت به المعالجة النفسية أميليا كيلي (Amelia Kelley) لموقع هاف بوست (HuffPost)، فإن الأشخاص الذين اعتادوا مواقف القلق أكثر فعالية في التعامل مع لحظات الأزمات، لأن أدمغتهم اعتادت أصلاً حالات الضغط الشديد.

لكن هذه القدرة على التكيف قد تقودهم إلى الإرهاق إذا كانوا يوظفونها باستمرار. لتجنّب الإنهاك أو الاحتراق الوظيفي مثلاً بسبب هذه العادة، امنح نفسك فترات استراحة منتظمة بعد هذه المواقف المرهقة.

2. السعي إلى الكمال

يخفي حرصك على الكمال خوفاً من الفشل أو عدم الوصول إلى مستوى جيد "بما يكفي". يوضح المختص النفسي إرنستو ليرا دي لا روزا (Ernesto Lira de la Rosa)، أن هذه الحاجة إلى السيطرة الشاملة قد تعكس قلقاً عميقاً. بدلاً من السعي إلى الكمال احرص على تقدير التقدم الذي تحققه، وتقبّل الأخطاء باعتبارها فرصة للتعلم.

3. الإفراط في الجهد

الحاجة إلى تحدّي القدرات الشخصية وتجاوزها قد تكون مجرد استراتيجية لسدّ ثغرة الشعور بالنقص. يميل الأشخاص الذين يشعرون بالقلق إلى إرهاق أنفسهم ببذل جهد مفرط لتجنب الشعور بعدم الجدوى أو النقص. احرص إذاً على تحديد أولويات عملك والتزاماتك، وخصص بعض الوقت للأنشطة التي تعزز رفاهتك.

4. التعامل الاستباقي مع كل شيء

الهوس بالسيطرة الشاملة وتوقع التفاصيل كلها قد يبدو سلوكاً مثيراً للشعور بالأمان والاطمئنان، لكنه يعكس في الحقيقة خوفاً من أجواء الشك وعدم اليقين. وقد يتحول الإفراط في حماية النفس بهذا الأسلوب إلى مصدر توتر إضافي. وللتخلص من هذه العادة، عليك أن تمتلك شجاعة تفويض المهام إلى الآخرين، وتقبّل حقيقة مفادها أن الواقع لا يمكن أن يكون مثالياً تماماً.

5. الحاجة إلى نيل رضا الآخرين

يسعى الأشخاص "الحريصون على إرضاء الآخرين" باستمرار إلى نيل إعجاب من حولهم، ويفعلون ذلك في الغالب خوفاً من تخييب آمالهم. إذ يمكّنهم هذا السلوك من تجنّب النزاعات والخلافات، لكنه يدفعهم إلى إهمال احتياجاتهم الشخصية. لذا؛ فإن تعوّد قول "لا" للآخرين ورفض طلباتهم ووضع الحدود الشخصية ضروري لحماية الذات، مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات صحية معهم.

6. التعاطف المفرط

التعاطف ميزة ضرورية، لكنها قد تولد التوتر إذا أفرطنا فيها. قد يؤدي التفاعل الدائم مع عواطف الآخرين إلى الإرهاق العاطفي والإنهاك. لذا؛ فإن ممارسة بعض تمارين إعادة التركيز، مثل التأمل، قد تساعدنا على إظهار التعاطف باتّزان.

7. الشعور المفرط بالمسؤولية

قد تبدو الرغبة في تحمّل المسؤوليات كلها ورعاية الآخرين مسألة مثيرة للإعجاب، لكنها قد تكون أيضاً علامة على الخوف من المفاجآت غير المتوقعة أو الفشل. لذا ينصح المختص النفسي إرنستو ليرا دي لاروزا بتفويض المهام والالتزامات، وعدم تهويل النتائج المتوقعة لهذه الخطوة، لاعتياد إشراك الآخرين في تحمّل هذه المسؤوليات.

المحتوى محمي