حركة أم تشويق أم وثائقية؟ هذا ما تكشفه أفلامك المفضلة عن دماغك

2 دقيقة
أفلام الحركة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قلْ لي ما نوعية الأفلام التي تحبّها أخبرك بطبيعة تفاعل دماغك مع العواطف. هذه هي خلاصة دراسة علمية شملت 260 مشاركاً وقارنت بين نشاط أدمغة هواة أفلام الحركة، وهواة الأفلام الوثائقية وأفلام التشويق. وقد أظهرت الدراسة أن الفريق الأول يتفاعل بقوة أكبر مع العواطف السلبية خلال المشاهدة؛ نتيجة نشاط منطقتَي إدارة العواطف والمكافأة في الدماغ؛ وهذا ما يؤكد أن هذه الأفلام تقدم جرعة قوية من المتعة العاطفية. في المقابل، يُظهر هواة الأفلام الوثائقية وأفلام التشويق تفاعلاً أهدأ وأكثر اعتدالاً تجاه العواطف نفسها، وتشهد المنطقتان الدماغيتان لديهم نشاطاً أقل؛ وهذا ما يؤكد أنهم أقلّ حساسية تجاه العواطف السلبية أو أكثر اعتياداً على إدارتها. وتخلص الدراسة إلى أن اختياراتنا السينمائية ليست سلوكاً عادياً بل تعكس جانباً مهماً من عمل أدمغتنا، وتفتح الباب على مصراعيه أمام فهم أفضل لتأثير وسائل الإعلام في حيواتنا العاطفية.

كشفت دراسة أجرتها جامعة مارتن لوثر في هال ويتنبرغ (Martin Luther University Halle-Wittenberg) بألمانيا اختلاف تفاعل الدماغ مع العواطف وفقاً للأفلام التي نفضلها. ودرس الباحثون النشاط الدماغي لنحو 260 مشاركاً واكتشفوا أن هواة أفلام الحركة يتفاعلون بقوة مع العواطف السلبية. بينما يتميز الأشخاص الذين يفضلون الأفلام الوثائقية وأفلام التشويق بتفاعلات أكثر اعتدالاً.

وتُظهر النتائج التي نشرها موقع ساينس ديلي (Science Daily) وجود ارتباط بين أذواقنا السينمائية وطريقة إدارة أدمغتنا للعواطف.

أفلام الحركة: تحفيز دماغي مكثف

يتفاعل هواة أفلام الحركة بطريقة قوية جداً مع العواطف عندما يشاهدون أفلامهم المفضلة. ويتجلى هذا التفاعل في التحفيز القوي للوزة الدماغية، وهي المنطقة المسؤولة عن إدارة عواطف مثل الخوف والغضب. وتشدّ مشاهد السرعة والقوة التي تميز هذه الأفلام انتباه المشاهد إلى درجة إثارة هذه الاستجابة العاطفية الملحوظة.

كما تشهد منطقة النواة المتكئة التي تشكل مركز المكافأة في الدماغ نشاطاً قوياً أيضاً. وهذا يعني أنّ هذه الأفلام لا تثير الانتباه فحسب، بل تقدم للمشاهد أيضاً جرعة قوية من المتعة العاطفية. ويبحث هواة أفلام الحركة لا شعورياً عن هذا التحفيز، الذي ينشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة والراحة النفسية. وقد يفسر هذا الجمع بين الكثافة العاطفية والمتعة سبب إعجاب الكثيرين بهذه النوعية من الأفلام.

اقرأ أيضاً: تقنية بسيطة لتهدئة دماغك من الأفكار الصاخبة

أفلام التشويق والأفلام الوثائقية: تفاعل أكثر اعتدالاً

يُظهر هواة أفلام التشويق والأفلام الوثائقية تفاعلاً دماغياً أهدأ مقارنة بهواة أفلام الحركة، إذ تبدو اللوزة الدماغية المسؤولة عن عواطف مثل الخوف والنواة المتكئة لدى هواة تلك الأفلام أقل نشاطاً في مواجهة المحفزات العاطفية نفسها. يشير هذا الأمر إلى أن هؤلاء الأشخاص أقلّ حساسية تجاه العواطف السلبية أو أكثر اعتياداً على إدارتها.

ومن المرجح أنّ هذه الأفلام تحفز أدمغتهم لتتفاعل بطريقة أدقّ وأكثر تحليلاً، وتقدم تجربة أقلّ حدة لكنّها قد تكون أكثر عمقاً في التفكير. لذا؛ فإنهم يفضلون محتوىً يتطلب تحليلاً أعمق بدلاً من التفاعل العاطفي الفوري. وقد يعكس ذلك أيضاً سيطرة أفضل على العواطف أو بحثاً عن نوع آخر من التحفيز الذهني.

اقرأ أيضاً: ما الذي تفعله حرارة الصيف بدماغك؟ العلم يجيب

أفلامك المفضلة تكشف خصائص دماغك

تكشف الأفلام السينمائية التي تفضلها الكثير من المعلومات عن دماغك وطريقة استشعارك للعواطف. سواء كنت هاوياً لأفلام الحركة أو الأفلام الوثائقية أو أفلام التشويق فإن تفضيلاتك تعكس كيفية تفاعل دماغك مع العواطف.

تُظهر هذه الدراسة إذاً أنّ اختياراتنا الترفيهية ليست فعلاً عادياً بل تؤثر مباشرة في أدمغتنا وسلوكياتنا اليومية. ويفتح هذا الاكتشاف المجال لتحقيق فهم أفضل لتأثير وسائل الإعلام في الحياة العاطفية للفرد.