5 أفكار لتنمية ذكائك العاطفي خلال الأزمات

الذكاء العاطفي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تُعد الأزمات فرصاً مثالية لتطوير الذكاء العاطفي، غير أننا كثيراً ما نضيعها. وعادةً نقول لأنفسنا في أوج الأزمة: “ليس هذا هو الوقت المناسب، سأحاول التحمّل”. وبمجرد أن تبدأ الظروف في التحسن نقول لأنفسنا: “ليس هذا الوقت مناسباً، سأستغل هذا الوضع”. إليك 5 مفاتيح لتقوية ذكائك العاطفي حتى عندما تبدو الظروف صعبة.

إذا كانت الأزمات مناسَبة مثالية للعمل على عواطفنا، فلأنها تسرّع ردود أفعالنا المعتادة وتولّد سلوكات عاطفية قوية. ولربما لاحظتم خلال فترة الحجر الصحي انتشار التقلبات العاطفية بأسئلتها وأشكالها المختلفة التي كان الناس يطرحونها؛ مثل القلق “هل ستستمر الجائحة لسنتين أخريين؟ هل سأتمكن من الحفاظ على عملي؟”، والإحباط “أريد أن أخرج من البيت وأستمتع بأشعة الشمس”؛ بل وحتى الفرح “يمكنني أخيراً أن أستمتع بالجلوس في البيت”، أو الطمأنينة “أخيراً، يمكنني أن أرتاح”.

والذكاء العاطفي هو قدرة التعرّف على العواطف وفهمها وإدارتها، سواء في الذات أو لدى الآخرين حسب تعريف دانييل غولمان (Daniel Goleman). وسواء انتهت الأزمة أو لا، هذا بعض المفاتيح لاستغلالها من أجل تطوير ذكائك العاطفي.

1. افتح عينيك وقلبك

أول خطوة هي الانتباه إلى كل ما تشعر به. خلال فترات الأزمة، قد تواجه خليطاً من المشاعر المتقبلة باستمرار؛ مثل الخوف والأمل والإحباط والخيبة وغيرها. وعندما تكون في خضمّ انشغالاتك اليومية قد يصل بك الأمر إلى أن تنسى أنك تحس بأيٍ من المشاعر طوال الوقت، ولو حالة الهدوء التام. يجب أن تعتاد “قياس مزاجك العاطفي” بشكل منتظم؛ أي أن تعرف ما تشعر به في التوقيت نفسه كل يوم. حاول أن تجد الوصف الدقيق لما تشعر به وتحدد بالضبط أي نوع من الأحاسيس هو، بالإضافة إلى مدى حِدّته.  إذا كان قلَقاً على سبيل المثال، فإنه قد يبدأ بالتوتر ويصل إلى درجة الرعب.  إن تأمل مشاعرنا وتسميتها من أفضل استراتيجيات الضبط العاطفي.

2. لا تنسَق وراء الأفكار التي تفسد مزاجك

يميل عقلك إلى تضخيم ردود أفعالك العاطفية حتى تصبح أحياناً خارج السيطرة. على سبيل المثال؛ إذا لم تتمكن من التوصل إلى إجابات واضحة عن آفاق شركتك في الشهور المقبلة، فقد يصدر عنك بعض الأحكام على هذه الوضعية نفسها فتقول في نفسك: “هذا غير مقبول”، وعلى الآخرين فتقول في نفسك: “إنهم يستهزئون بنا”. وقد يظهر أيضاً بعض الأفكار المقلقة؛ كأن تحدث نفسك قائلًا: “إذا لم يقولوا لنا شيئاً، فهذا يعني أن الوضع كارثي”، وهكذا تجد نفسك وسط خليط من مشاعر الغضب والازدراء والخوف. حدّد هذه الأفكار التي تفسد مزاجك، وتخيّل أن شيطاناً صغيراً يجلس على كتفيك ليوسوس لك في أذنيك ثم اطرح السؤال الآتي: “هل يفيدني الانسياق وراء هذه الأفكار في شيء”؟ وإذا كان جوابك بالنفي فلا تستمتع إلى وساوسه!

3. اعرف متى تكون مشاعرك طبيعية

انظر في أي الأحوال تكون مشاعرك مفهومة وعادية، أو إنسانية باختصار. في المثال السابق، انظر متى يكون عادياً شعورك بالخوف من المستقبل أو إحساسك بالإحباط من الفترة التي تمر بها. تحقق من ردود أفعالك وأظهِر بعض العناية بنفسك، فانتقادك لنفسك لهذه الأسباب يُسمى سوء معاملة للذات.

4. تصرف بناءً على مبادئك

يستمر أي شعور لمدة 90 ثانية وأفضل طريقة للتعامل معه هي التركيز على جسدك؛ ركز على تنفسك وعلى الجزء الذي يبرز فيه كل شعور من هذه المشاعر في جسدك. ركز بالخصوص على حلقك وصدرك وبطنك، ودع هذا الشعور يمر. تساءل بعد ذلك عن الطريقة المثلى للتصرف؛ كأن تغير وضعية جسمك (إن أمكن) أو تزيد اهتمامك بنفسك على سبيل المثال.

5. ساعِد الآخرين على تطوير ذكائهم العاطفي

تولّد الأزمات لدى كثير منّا ردود أفعال عاطفية، ويتعين علينا في مثل هذه الظروف أن نتآزر. صِف العواطف التي ترصدها لدى الآخرين وعبّر عن سبب تفهمك لها، ولا تحاول طمأنتهم أو تغيير عواطفهم لأن ذلك قد يعني أنك تعتبرهم مخطئين في التصرف هكذا، وهو موقف لا ينجح عموماً. انتبه إلى صوتك، فالتحدث بهدوء وبطء يساعد على شعور الآخر بالأمان العاطفي.

في مثل هذه الأوقات، يكون التصرف تجاه الأحداث الجارية أكثر تعقيداً مما يبدو عليه، فاغتنم الفرصة لتغيير ما تقدر عليه؛ بما في ذلك نفسك.

المحتوى محمي !!