"لست في سباق مع أحد. الحياة ليست صراعاً أو معركة تثبت فيها أنك أفضل أو أقوى أو أسرع من أحد. هي أهم وأوسع من ذلك بكثير، فهي معركة مع الذات لتثبت أنك جدير بعيش حياة كريمة سعيدة متناغماً مع نفسك وظروفك والناس والأحداث من حولك".
محتويات المقال
التغريدة السابقة نشرها استشاري الطب النفسي محمد اليوسف، ويمكنني القول إنها تمثل قاعدة حياتية أعيش وفقاً لها مؤخراً، ففي السابق كنت أسعى جاهداً لاثبات أنني أفضل ممن حولي على مختلف الأصعدة، لكن بعدما استنزفت جهدي ووقتي وجدت أن النتيجة غير مرضية نهائياً، فقد كنت أسير في طرق لا تتلاءم معي لمجرد إثبات أفضليتي على الآخرين.
وحين تأملت فيما حدث، وجدت أن الأفضل لي هو المقارنة بين الشخص الذي كنته في الأمس والذي أنا عليه اليوم، ومحاولة تحسين نفسي، لا لشيء سوى أن أسعد بذاتي وأرضى عنها، وحتى أحول هذه الكلمات النظرية إلى واقع عملي سأقدم لك في هذا المقال مجموعة من الإرشادات التي أتمنى أن تحقق الفائدة لي ولك.
1. تعرف إلى ذاتك الحقيقية
نشعر غالباً بأن حياتنا في السابق كانت أكثر خفة والعالم متسع، وهذا يرتبط بأننا قد نبتعد بمرور الأيام عن ذواتنا الحقيقية ونرتدي أقنعة تخفي خلفها شخصياتنا وأحلامنا وطموحاتنا، لذلك احرص على أن تخصص وقتاً تعيد فيه اتصالك مع نفسك من خلال الإجابة عن أسئلة، مثل:
- ما هي الأفعال التي تشعر عند تأديتها بأنك أكثر حيوية؟
- ما الذي تفعله اليوم يتعارض مع قيمك وما تريد؟
- من هم الأشخاص الذين تكون على طبيعتك برفقتهم؟
ستساعدك الإجابات على معرفة الطريق الذي تسلكه لتكون شخصاً أكثر أصالة وتفرداً.
اقرأ أيضاً: هل تكلم نفسك بطريقة سلبية؟ تعرف إلى أضرار ذلك والحلول الممكنة؟
2. رتب أولوياتك وفقاً لرؤيتك
نخطئ أحياناً عندما ننساق وراء توقعات المجتمع منا، فنجد أنفسنا نعاني لأننا نعيش حياة نفعل فيها ما لا يتوافق معنا، وحينها سيكون من الضروري الوقوف وقفة جادة مع النفس لتحديد الأولويات التي تجعلنا نشعر بالرضا عن حياتنا بغض النظر عن موافقة من حولنا عليها.
3. احتفل بانتصاراتك الصغيرة
حتى وقت قريب لم أكن أعرف طعم الفرح إلا عندما أنجح في تحقيق إنجازات كبيرة، لكن ذلك كان له تأثير في أنني كنت أفقد دافعيتي بسهولة فلا أصل إلى الكثير من أهدافي، لكن بمرور الوقت أدركت أنني يجب أن أعدّل طريقتي في تنفيذ الأهداف بتقسيمها إلى خطوات صغيرة أتابع تحقيقها وأحتفل به.
4. تقبّل فشلك
يمكن وصف الفشل بأنه أحد الركائز الأساسية للنمو الذاتي؛ فمن دون التصالح معه لن تستطيع مغادرة منطقة الراحة الخاصة بك ولن تتطور مهاراتك، لذا جرب أن تتعامل مع الفشل على أنه معلمك الذي يقدم لك دروساً توصلك إلى أفضل نسخة من نفسك.
اقرأ أيضاً: 9 خطوات عملية للتغلب على شعورك بالفشل
5. سيطر على غضبك
بالطبع ستحتاج هذه الخطوةُ إلى محاولات مستمرة حتى تتمكن من الإمساك بزمام أعصابك في اللحظات الحرجة، لكن إذا نجحت في التحكم بغضبك ستزيد قدرتك على اتخاذ القرارات العقلانية وهو ما يعني عيش حياة أفضل.
6. توقف عن متابعة حياة المؤثرين
قد نظن أحياناً أن حياتنا ليست جيدة نتيجة رؤيتنا حياة المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي التي يضخمون فيها إنجازاتهم وغالباً لا يشاركوننا إخفقاتهم أو الجوانب المظلمة من حياتهم، وهذا يجب أن يجعلنا حذرين في انتقاء المحتوى الذي نتابعه حتى لا نؤذي أنفسنا دون قصد.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن يدمر المؤثرون حياتك؟ وماذا تفعل لتحد من ذلك؟
7. استغل نقاط قوتك
عدد كبير من الأشخاص المتميزين إذا سألتهم عن سر نجاحهم سيجيبون بأنهم لا يشعرون بالوقت الذي يمر عليهم في فعل الشيء الذي أثبتوا جدارتهم في تأديته، بالطبع قد يكون من الصعب أحياناً معرفة المهارة التي تميزك عن غيرك، لكن النتيجة تستحق الصبر في رحلة البحث حتى تعيش حياة أكثر سعادة وتصبح متوافقاً مع ذاتك.
8. اجعل لحياتك معنى
هل تريد أن تعيش كل يوم وأنت فخور بحياتك؟ حسناً، السر في أن تجد أهدافاً سامية تحققها في تفاصيلك اليومية، ولا يعني ذلك أن تدير مؤسسة خيرية أو تناضل في سبيل قضية معينة، لكن توجد أفعال بسيطة متيسرة تساعد بها الآخرين حولك وتجعل حياتهم أفضل، حتى لو كان ذلك مجرد لطفك في تعاملك معهم وابتسامتك في وجوههم.
اقرأ أيضاً: ما تمرين تعقب المعنى؟ وكيف يساعدك على تحديد الغاية من حياتك؟
9. انفتح على التغيير
في رحلتك لتصبح نسخة أفضل منك، ستحتاج إلى أن تكون منفتحاً على تغيير عقليتك وإدراك عالمك الداخلي والخارجي بوعي يوصلك إلى استنتاجات جديدة، وحتى تنجح في ذلك تعامل مع نفسك على أنها كأس ممتلئ، من الصحي بين الحين والآخر إفراغ ما فيه وتفحصه واستبعاد غير الملائم منه وإضافة ما يفيد فقط إليه.
اقرأ أيضاً: إلى أي مدى يمكنك تغيير شخصيتك؟ وكيف تنجح في ذلك؟
10. قدّر فرصتك للاختيار
كل يوم نمنح فيه فرصة لاختيارات كثيرة تسهم في تشكيل حياتنا، مثل: من الصديق الذي سنلتقيه؟ هل سنمارس الرياضة اليوم؟ ما هو العمل التطوعي الذي يمكننا تأديته؟ أي محتوى سنتابعه على منصات التواصل الاجتماعي؟ وفي حالة لم نكن مدركين لتأثير تلك الاختيارات في حياتنا سنعيش بعشوائية لن تساعدنا على أن نصبح النسخة الأفضل من أنفسنا.
اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة فوبو؟ وكيف تؤثر في خياراتك اليومية؟