ملخص: عندما تغرّد العصافير، تحلو الحياة ويطيب العيش. هذا ما نستنتجه من نتائج دراسات علمية حديثة أظهرت أن الاستماع إلى صوت هذه الكائنات سواء في المدن أو في المناطق الطبيعية، يترك أثراً إيجابياً في الحالة النفسية، ولنتابع الأدلة العلمية.
محتويات المقال
للطبيعة فوائد عديدة؛ حيث تُجمع الدراسات على أن ممارسة المشي في منتزه خلال استراحة الغداء مثلاً يمكن أن تخفف القلق، وأن العيش في ارتباط بالطبيعة يجعل الإنسان أكثر سعادة. ويؤدي قضاء الوقت في التجول بالمنتزهات أو تأمل المناظر الخلابة أو سماع أصوات الطبيعة إلى التمتع بصحة نفسية أفضل. وأشارت دراسات حديثة نُشرت في دورية التقارير العلمية إلى أن أحد أصوات الطبيعة على وجه التحديد يمكن أن يكون مفيداً لراحتنا النفسية. يتعلق الأمر بتغريد العصافير الذي يتميز بعدة فوائد.
كيف يعزز تغريد العصافير صحتك النفسية؟
الارتباط بين الصحة وبين التفاعل مع الطبيعة حقيقة لم تعد في حاجة إلى إثبات، فالمساحات الخضراء والمواقع الطبيعية تقلّل التوتر وتحسّن المزاج َوتزيد التركيز. ويمنح تغريد العصافير المنتشر بكثافة في أغلب البيئات الطبيعية فرصة الاتصال بالطبيعة حتى في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية. وأظهرت هذه الأبحاث إذاً أن تجربة بسيطة مثل رؤية العصافير أو الاستماع إليها يمكن أن تؤثر إيجابياً في رفاهتنا العاطفية.
يقول الباحث في علم الأعصاب والبيئة بمعهد ماكس بلانك للتنمية البشرية ومؤلف إحدى الدراسات المنشورة في دورية التقارير العلمية، إيميل ستوب (Emil Stobbe): "ما يميز تغريد العصافير هي إمكانية الربط بينه وبين بيئات طبيعية حيوية وبِكر حتى وإن كان الأشخاص الذين يستمعون إليه يعيشون في بيئات جدّ حضرية وليس لديهم أي اتصال بالطبيعة".
ما العلاقة بين سماع أصوات العصافير وتقليل التوتر؟
عمّقت دراسة أُنجزت سنة 2022 البحث في هذه العلاقة بين تغريد العصافير والصحة النفسية، واعتمدت هذه الدراسة التي شارك فيها 1,300 شخص على جمع معلومات حول بيئتهم وراحتهم النفسية 3 مرات في اليوم. وكشفت نتائج الدراسة وجود علاقة مهمة بين ملاحظة العصافير أو الاستماع إليها وبين تحسّن الشعور بالراحة النفسية. وظل الارتباط بين العصافير والراحة النفسية قوياً على الرغم من أخذ متغيرات أخرى بعين الاعتبار مثل التعليم والمهنة وتوفر المساحات الخضراء والماء؛ التي ترتبط أيضاً بصحة نفسية أفضل.
وعلاوة على تأثيره في العواطف، فإن تغريد العصافير له ارتباط أيضاً بتقليل التوتر؛ حيث أظهرت دراسات سابقة أن قضاء الوقت في مساحات خضراء في الهواء الطلق يمكن أن يخفّض مستوى ضغط الدم ومستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن الشعور بالتوتر.