تعرَّف إلى أشهر الخرافات عن قدرات دماغك وحقيقتها

2 دقيقة
الخرافات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قدرات الدماغ والذاكرة مجال علمي فسيح تنتشر حوله الكثير من الخرافات والأوهام. خبير علم النفس العصبي، ماثيو هانسلان، يطارد هذه الخرافات ويدحضها ويقترح بدائل حقيقية لتدريب الدماغ وتعزيز قوة الذاكرة. اكتشفها من خلال هذا المقال.

ما أبرز الخرافات الشائعة عن قدرات أدمغتنا؟

كشف المختص في علم النفس العصبي وعضو المجلس العلمي لمرصد بي 2 في للذاكرة، ماثيو هانسلان (Mathieu Hainselin)، في تصريح لموقع دوكتيسيمو (Doctissimo)، العديد من المقولات الشائعة التي يُطلق عليها مصطلح "الخرافات العصبية" لأنها تدفعنا إلى تشكيل رؤية ضيقة وخاطئة أحياناً حول قدرات أدمغتنا.

وفقاً لهذا الخبير؛ فإن أكثر الخرافات الشائعة حول هذا الموضوع هي تلك التي تدّعي أننا نستخدم 10% من قدرات أدمغتنا فقط. هذه الخرافة ألهمت العديد من الأعمال الخيالية ذات الطابع المستقبلي؛ لكنها خضعت إلى الدراسة منذ سنوات عديدة وتسمح الأبحاث الحديثة اليوم بدحضها. يقول المختص في علم النفس العصبي: "خلال الـ 15 عاماً الماضية، أظهرت دراسة منطقة شبكة الراحة في الدماغ، أو ما يسمّى "شبكة الوضع الافتراضي"، أن معظم مناطق الدماغ تكون نشطة في الواقع وليس فقط 10% منه، حتّى عندما لا نكون بصدد إنجاز شيء محدد ".

يوضح ماثيو هانسلان أيضاً أن بعض الخرافات الشائعة حول موضوع طرائق التعلم يكون مضراً لأنه يحصر إمكانات تعلّم الأطفال في طرائق محددة بينما يمكن للطفل أن يمتلك ذاكرة بصرية وسمعية، على سبيل المثال، عكس الافتراضات المتداولة. يقول الخبير النفسي: "هذه الخرافة الشائعة حول النمط المفضّل للتعلّم قد تكون الأكثر إضراراً بالممارسات التعليمية؛ لأنها تحرمنا من استراتيجيات تعلم فعالة للغاية تعتمد أساساً على التعددية الحسية؛ أي القدرة على دمج قنوات تعلّم عديدة بصرية وسمعية وحسية حركية وغيرها". حتّى إذا كان الطفل أو البالغ مرتاحاً في التعلّم بطريقة معينة، فمن المهم استكشاف طرائق أخرى بدلاً من الاقتصار على واحدة، ولا سيّما أنها تتطور بمرور الوقت.

كيف تعزّز قدرات دماغك وذاكرتك؟

يوضح ماثيو هانسلان إن هناك خطوتين مهمتين ينبغي لك اتخاذهما؛ الأولى هي التعرّف إلى كيفية تقييم ذاتك، واختبار مكتسباتك المعرفية؛ حيث يتعين عليك التحقق من معلوماتك من خلال بعض التمارين، أو إجراء بعض الاختبارات السريعة بالاعتماد على بطاقات الأسئلة على سبيل المثال.

يضيف هانسلان: "ينطوي اختبار الذات على مواجهة الفشل الشخصي، وقد يكون مصدر توتر وإزعاج أكثر من إعادة القراءة البسيطة التي نكتفي خلالها بالتعرّف السطحي إلى مدى تمكّننا من المادة المدروسة، يمكننا عملياً إعداد بطاقات تحتوي في الوجه الأول على السؤال وفي الوجه الثاني على الإجابة وامتحان أنفسنا باستخدام الاختبارات السريعة، ومن الأفضل أيضاً إجراء هذا الاختبار جماعياً وشفوياً؛ حيث يمكننا أن نجمع بين الكتابة والقراءة والتعبير الشفوي واللعب إلى غير ذلك".

الخطوة الثانية هي توزيع عملية التعلّم على امتداد الزمن حيث من الأفضل تقسيمها لزيادة قدرة الذاكرة. لتحقيق ذلك، يوصي الخبير مرة أخرى بالاعتماد على الاختبارات قائلاً: "كلما كرّرنا مسار استرجاع المعلومات في الذاكرة، فإننا نزيد وتيرة تدريب الدماغ على استرجاع المعلومات ونقلّل الجهد المطلوب، وإذا زدنا المدة الفاصلة بين جلسات التدريب فإن هذا يساعد على زيادة مقاومة النسيان التدريجي لأننا عندما نكون على وشك نسيان ذكرى ما نعيد تنشيطها من جديد وهكذا دواليك".

تعدّ أشكال الحفظ في الذاكرة كلّها فعّالة شريطة التدرّب على المدى الطويل والاعتماد على مبدأ التكرار؛ ومن ثمّ فإن صيغ الأسئلة والإجابات أو الاختبارات السريعة أو التمرّن من خلال المسابقات الجماعية لاختبار الثقافة العامة كلّها أدوات ممتازة لتدريب الدماغ وزيادة فعالية الذاكرة.

المحتوى محمي