ملخص: ماذا تعرف عن أسلوب توم كروز؟ عندما يفاجئك شخص مؤذٍ بسلوك وقح أو كلام بذيء، فقد تفقد أعصابك وتقع في فخّ الردّ بما هو أسوأ. هذا ما تجنّبه الممثل الأميركي الشهير في إحدى المناسبات واستطاع أن يترك أثراً إيجابياً في كيفية التعامل مع الأذى الذي يسببه الآخرون. هذا المقال يعرّفك إلى هذا الأسلوب، ويفكك آلياته التي يمكن أن تحتاج إليها يوماً ما.
محتويات المقال
مواجهة الوقاحة أو السلوك المسيء المفاجئ أمر ممكن بفضل أسلوب مستلهَم من موقف ممثّل أميركي شهير، وإليك تفاصيل هذا الأسلوب.
لا أحد بمنأىً عن المواقف السيئة أو الكلام البذيء الذي يصدر عن الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا اليومية. وفي كثير من الأحيان، نتحسّر على غياب الرد السريع في مواجهة قسوة شخص مؤذٍ، فنقف عاجزين تحت وقع المفاجأة؛ غير أن ثمة إجراء بسيطاً وسهلاً يمكن توظيفه في مواجهة خبث بعض الأشخاص، وهو مستلهَم من ردّ فعل الممثّل الأميركي توم كروز على شخص وقح. فما طبيعة هذا الردّ؟ وكيف يمكن تطبيقه؟
ما هو أسلوب توم كروز؟
حدث ذلك على البساط الأحمر خلال العرض الأول لأحد الأفلام سنة 2005. اقترب شخص ينتحل صفة صحافي من الممثل الشهير بهدف محاورته، وبدلاً من ذلك، رشّه بالماء عبر ميكروفون مزيّف. لم يفقد توم كروز هدوءه بسبب هذا السلوك وشرع يسأله: "لماذا فعلت ذلك؟" و"ما المضحك في الأمر؟".
وبدلاً من التصرّف بغضب، أظهر الممثل الأميركي فضولاً ورباطة جأش مثيرَين للإعجاب، وأثار ردّ فعله هذا سؤالاً مهماً: هل هذا هو الأسلوب الذي يجب اتّباعه في مواجهة الأشخاص المؤذين؟ وقد أدّى هذا السلوك إلى ظهور ما يسمّى "أسلوب توم كروز".
إنه أسلوب لمحاربة السلوك المؤذي أو محاولة التّلاعب من خلال التّعامل برويّة وطرح الأسئلة بهدوء. ووفقاً للطبيبة النفسية بجامعة ستانفورد المرموقة، نينا فازان (Dr. Nina Vasin)؛ فإن طرح الأسئلة وسيلة فعّالة لنزع فتيل التوترات التي تقف وراء السلوكيات السامة.
وتوضح فازان ذلك قائلة: "يساعد طرح الأسئلة على كسر دورة السلوك الخبيث، فالشخص المؤذي يهاجم للحدّ من تقدير الآخر لنفسه؛ وهذا يمكّنه مع مرور الوقت من فرض سيطرته والتلاعب بنفسية الشخص الذي يواجهه". عندما تتحكم في ردّ فعلك وتحافظ على هدوء أعصابك بعد اعتداء لفظي، فإنك تحدُّ من طاقة السلوك السام الذي تعرضت له. والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن ذلك سيجبر المعتدي، إلى حدّ ما، على مراجعة سلوكه. إذا نجح ذلك مع توم كروز، فلمَ حتى لا ينجح معك؟
كيف تطبّق أسلوب توم كروز؟
يتجاهل الأشخاص الخبثاء مشاعر الآخرين ببساطة؛ بينما يسعى آخرون عمداً إلى الصراع بل ويبحثون عن ردّ فعل عنيف. إليك كيفية نزع فتيل هذا السلوك من خلال إرباك هؤلاء الأشخاص وفقاً للمعالجة النفسية:
1. تنفس بعمق وفكّر فيما ستقوله
مهما كان الموقف مفاجئاً، فاحرص على الهدوء واستعدّ للردّ.
2. استخدم نبرة صوت هادئة
النبرة التي ستتحدّث بها ستحدّد مصير المواجهة. تقول الطبيبة النفسية فازان: "عندما سيراك الشخص المؤذي تتصرّف ببرود سيصبح مجبراً على تكييف سلوكه. وستَضعُف محاولة الإساءة الأولى كثيراً".
3. واجِه الهجوم بنوع من الفضول
ستحوّل الغضب إلى فضول من خلال طرح الأسئلة على الشخص المؤذي. تخيّل أنك تحمل مرآة أمام المعتدي؛ من المؤكد أنك لا تستطيع التحكم في أقواله وأفعاله لكن بإمكانك أن تواجهه بها وتُحمّله المسؤولية. أما بالنسبة إليك، فسيسمح لك ذلك بضبط عواطفك من جهة، وباستيعاب سلوك الآخر بعقلانية أكبر من جهة أخرى.
4. اطرح عليه أسئلة مفتوحة وغير عدوانية
"ليس الهدف اتهام المعتدي. يجب أن تكون الأسئلة بسيطة ومقتضبة وغير اتهامية" وفقاً لما تؤكده الطبيبة النفسية فازان. يمكنك أن تطرح عليه أسئلة من قبيل: "ما الذي تريد قوله؟" و"هل يمكنك أنت تشرح لي ما المضحك في هذا الأمر؟" و"هل تريدني أن أحدّثك بهذه الطريقة؟" إنها أسئلة ذات صلة وفعّالة في مثل هذه المواقف.
5. لا تحاول حلّ الخلاف
المطلوب في هذا الموقف هو فهم وجهة نظر الآخر، ثم يمكنك بعد ذلك التعمّق في صلب المشكلة إذا أُتيحت لك الفرصة؛ لكنْ يجب أن يكون الآخر في حالة تقبّل وتعقّل وجاهزاً لحوار صادق وبنّاء.
6. ضَع إطاراً من الاحترام لنفسك
تذكّر أن هدفك هو بناء حدود فاصلة بينك وبين سلوكيات الآخرين في إطار من الاحترام واللطف مع الجميع، وهذا ما تستنتجه الطبيبة النفسية قائلة: "امنح نفسك حقّ الانسحاب من أيّ نقاش لا يعجبك، فتعلُّم محبة النفس بالقدر الكافي والعناية بها وتهدئة الأعصاب هي الوسائل الأفضل لمواجهة السلوك السّام".
اقرأ أيضاً: 5 أسباب تفسر انجذابنا نحو العلاقات السامة على الرغم من التحذيرات