شارك
الرئيسية
3 دقائق 
ملخص: يظهر ضعف الشخصية عند الرجل في عدم قدرته على اتخاذ القرارات والتردّد والاعتماد على آراء الآخرين. وقد ترجع الأسباب المحتملة إلى التنشئة في الطفولة وتأثير الأهل؛ لكن يمكن للتدرّب على تقدير الذات وغرس الثقة بالنفس أن يساعده في التغلّب على نقاط ضعفه.
محتويات المقال
تقف مجموعة من الأسباب وراء ضعف الشخصية عند الرجل؛ ومن أهمّها التجارب الحياتية السيّئة، والصدمات العاطفية، والفشل في علاقة حبّ، أو ربما التعرّض للغدر أو الاعتداء في مقتبل العمر؛ ما يسبّب الشعور بالذل والاحتقار والمهانة.
وتُعتبر مَواطن قوّة الشخصية وضعفها بمثابة مقياسٍ يتمّ على أساسه حسم القرارات الشخصية؛ وذلك لتأثيرها في نجاح الشخص من عدمه. ويسهم التعرّف إلى مكامن قوة شخصية الإنسان وضعفها في معرفة الرغبات والمهارات والاطلاّع على الميولات الشخصية؛ ومن ثَمّ توظيف نقاط القوة بناءً على ذلك في المكان الصحيح، والتغلّب على نقاط الضعف.
ما علامات ضعف الشخصية عند الرجل؟
يُعتبر ضعف الشخصية صفة قد يتّسم بها الرجل والمرأة على حدٍ سواء، وإن اختلفت في طبيعتها لدى كلٍ منهما. وذلك على الرغم من أنّ الرجل ذائع الصيت بالقوّة والصلابة؛ ما يصعّب تحديد نقاط الضعف لديه عادةً نتيجة الشعور بالعار في حالة الإفصاح عنها حتى عند التعرّض لبعض المشكلات النفسية كالقلق أو الخوف أو الحزن أو الشكّ. ويوضّح خبير التنمية البشرية السوري، عمر القطب إنّ ضعف الشخصية يظهر في العلامات التالية:
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- التردّد وانعدام الرغبة في الابتكار.
- الهروب من مواجهة الأقران أو أي شخص في المحيط الاجتماعي، أو حتى مواجهة المشكلات البسيطة.
- عدم القدرة على التعبير عن الآراء أو الدفاع عنها؛ ما يسبب النبذ الاجتماعي.
إن المقصود بنقاط الضعف وهنُ جانبٍ معيّن من الشخصية وليس الشخصية ككلّ، وتتباين نقاط الضعف من شخص لآخر لكن الجميع يمتلك نصيباً منها؛ حيث يظهر الضعف في الشخصية من خلال بعض السمات السلبية والسلوكيات.
أمّا نقاط القوة في الشخصية فتتمثّل في المزايا والمهارات الجيّدة والمتطوّرة كالمرونة واللطف والإبداع. وقد أوضحت الكاتبة والأستاذة الباحثة من جامعة هيوستن الأميركية، برينيه براون (Brené Brown) إنّ ما قد نراه ضعفاً في الشخصية عند الرجل ربما يكون شكلاً من أشكال القوّة؛ وذلك لما يترتّب عنه من منحه فرصة لكشف المشاعر بكل صدق، والانفتاح على التجارب والخبرات الحياتية، ومواجهة الضعف في أحلك الظروف.
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الطلاق في الصحة النفسية للرجل؟
أسباب ضعف الشخصية عند الرجل
يعود ضعف الشخصية عند الرجل إلى أسباب متنوعة؛ بعضها ينشأ في مرحلة مبكرة من العمر، إضافةً إلى أسباب عديدة توضّحها اختصاصية تنمية مهارات الحياة، نورا السيد كما يلي:
- العوامل البيئية وتأثير الأهل: حيث تتشكّل شخصية الرجل في إطار البيئة المحيطة به منذ الصغر، وتترسّخ في ذهنه مجموعة من المعتقدات والمشاعر التي تؤثّر في قدرته على الاستقلال الفكري.
- البرامج العقلية: مجموعة الأفكار التي تتكوّن في اللاوعي، وتؤدّي دوراً كبيراً في تكوين المعتقدات والقيم. وتُعرف البرامج المسؤولة عن ضعف الشخصية بـ "مرجعية الشخص في اتخاذ القرار"، وتُقسم إلى قسمين: مرجعية ذاتية نابعة من داخل الفرد (وعندما تتجاوز هذه المرجعية الحدّ المعقول، يصبح الرجل ديكتاتوراً)، والمرجعية الخارجية التي تعكس عدم قدرة الرجل على اتخاذ أي قرارٍ دون الرجوع إلى مَن حوله والاستعانة بآرائهم (وعندما تزيد هذه المرجعية، ينتج الضعف في شخصيته).
- الغيرة: التي تنتج من عقد المقارنات مع الآخرين بصورة مستمرّة؛ ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وتكوّن مشاعر الكره والحقد.
- تأثير الأقران: احتكاك الرجل بأشخاص ذوي شخصيات ضعيفة يتسبّب في التبعية الفكرية. ويكمن الخطر في احتمالية أن يستمّد منهم أفكاره وآراءَه، فيزيد ذلك من ضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس لديه.
- سلطة الأم: يبرز دور الأم في تكوين شخصية الرجل منذ الصغر، فتؤثّر طبيعة شخصيتها فيه، فقد ينتج ضعف الشخصية عند الرجل أحياناً بسبب الأم التي تعاني من اضطراب في الشخصية؛ مثل الشخصية النرجسية التي تعتمد أسلوب التدليل الزائد في التربية، أو على العكس؛ الأم التي تعتمد أسلوب العنف والشدّة والحزم فيتولّد ضعف الشخصية لدى الطفل.
كما قد تضعف شخصية الرجل في مرحلة ما من حياته نتيجة العديد من العوامل؛ ومنها البطالة، أو التعرّض للخيانة الزوجية، أو التعرّض للإحباط في وقت مبكّر من العمر أو نتيجة الشعور بالظلم والذلّ، وقد يواجه الرجل حدثاً في يومه يؤثّر في قوّة شخصيته مثل مشكلة تخصّ أدائه الوظيفي.
3 نصائح للتغلب على ضعف الشخصية عند الرجل وتقويتها لدى الأطفال الذكور
ثمّة بعض النصائح التي يوصي بها عمر القطب من أجل التغلّب على ضعف الشخصية عند الرجل؛ ومنها استثمار المهارات وتوظيفها جيداً بوضع أهداف والعمل على تحقيقها، إضافةً إلى بعض الإرشادات كالآتي:
- التدرّب على تقدير الذات: غرس الثقة بالنفس من أجل تحسين نمط الحياة والعيش على نحوٍ أفضل.
- البحث عن نقاط القوة: اكتشاف نقاط القوة لزيادة الوعي بالذات وفهم الآخرين، ومن ثمّ توضيح نقاط الضعف وإظهارها والسعي إلى معالجتها وتحويلها إلى مَواطن قوة.
- فهم شخصية الأبناء: التحليل الجيّد لتصرفاتهم منذ الصغر وتحديد استراتيجية التعامل الملائمة لكلّ منهم؛ حيث يدعم الآباء الابن القيادي صاحب القرار الذاتي، ويتيحون له فرص الاختيار، ويساعدون الأبناء غير القادرين على اتخاذ القرارات بسهولة.
كما تؤدّي المدرسة دوراً لا يقلّ أهميّة عن دور الثقافة العائلية في التربية من خلال تقديم المعونة للذكور ومساعدتهم على دحر ضعف الشخصية، وتعزيز الثقة بالنفس عن طريق توظيف أساليب التعامل بناءً على الأنماط المتعددة للشخصية.
اقرأ أيضاً: متلازمة الرجل اللطيف؛ حين تصبح اللطافة الزائدة غير سليمة
ختاماً؛ تتمثّل أهم أسباب ضعف الشخصية عند الرجل في ظروف التنشئة الاجتماعية أو التعرّض للظلم أو الخيانة. ويُعدّ الضعف سمة من السمات الشخصية التي تشير إلى فقر جانبٍ معيّن في تكوين الشخصية وليس الجوانب كلها، ولا يختص الضعف بفئة محددة من الأشخاص. وقد تكمن قوّة الرجل في إظهار ضعفه إذا ترافق ذلك مع الدعم وتوطيد العلاقات الاجتماعية والبوح بالمشاعر بأمانة دون ضغطٍ أو خوف من الأحكام المجتمعية.