الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

هذه الأسباب غير المتوقعة قد تدفعك إلى إفشاء الأسرار

2 دقيقة
كتمان الأسرار
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

قد يبدو كتمان الأسرار مهمة بسيطة، لكنه يمثّل بالنسبة إلى بعض الأشخاص تحدياً حقيقياً. لنكتشف سبب عجز البعض عن كتمان الأسرار.

لا شك في أنك كشفت من قبل سراً عن غير قصد، أو أخبرت به أحد أصدقائك عمداً. لكن لماذا تنفلت منّا بعض الأسرار بسهولة؟ هناك أسباب نفسية عديدة وراء صعوبة الحفاظ على أسرار الآخرين مثل الحاجة إلى البوح، أو العبء النفسي الذي يمثّله هذا السر، أو الرغبة في نيل الاهتمام.

وفقاً للتصريح الذي أدلى به المختص النفسي باسكال أنجيه (Pascal Anger) لمجلة جورنال دي فام (Journal des Femmes) الفرنسية، فإن فهم طبيعة الأسرار، وآثارها العاطفية قد يساعدنا في السيطرة على اندفاعنا وميلنا إلى البوح بها.

أسرار بوليشينيل: وهم الاطّلاع الحصري

هناك أسرار يعرفها الجميع على الرغم من أن أصحابها يصفونها بالسرية. نطلق على هذا النوع من المعلومات اسم "أسرار بوليشينيل" أو الأسرار المعروفة (Open Secret). وبوليشينيل بطل مسرحية إيطالية معروف بإفشاء أسرار الآخرين. كما نقصد بهذا النوع من الأسرار المعلومات التي لا تنطوي في الغالب على أهمية أو خطورة كبيرة، مثل رغبة شخص ما في الانتقال للعيش في مدينة أخرى، أو الانخراط في علاقة جديدة.

عادة ما يكون إغراء إفشاء هذا النوع من الأسرار قوياً جداً، لأن حاملها يعتقد أنه يمتلك معلومة حصرية، ونتيجة لذلك يتوهم أنه شخص مهم نظراً إلى اطلاعه على هذا السر، كما يحس بأنه شخص له قيمة من خلال إفشاء هذا السر، دون أن يدفعه ذلك إلى الشعور بالذنب بسبب خيانة الثقة.

اقرأ أيضاً: هل إخفاء الأسرار يؤذي صحتك النفسية والجسدية؟

الأسرار الشخصية الخطيرة ثقيلة على حاملها

في المقابل هناك أسرار شخصية جداً تمثّل عبئاً عاطفياً، مثل الجرائم أو الصدمات أو جراح الطفولة. تولد هذه الأسرار شعوراً كبيراً بالمسؤولية لدى الشخص الذي اطلع عليها.

وفقاً لأنجيه، فإن هذه الأسرار يمكن أن تصبح عبئاً ثقيلاً إلى درجة أن حاملها قد يشعر بأن واجبه الأخلاقي يحتّم عليه كشفها، لتخفيف العبء الذي يشعر به. كما أن اطلاع الفرد على هذا النوع من الأسرار دون استعداد مسبق قد يؤدي إلى شعوره بالانزعاج والإرباك، لأن ثقة صاحب السر فيه تصبح أيضاً عبئاً يصعب التعامل معه.

الحاجة إلى البوح أو إثارة الانتباه

هناك أشخاص لديهم حاجة طبيعية إلى تشارك الأسرار التي يعرفونها. وهذا السلوك لا يبدو دائماً نوعاً من الخيانة، بل قد يراه البعض مجرد فعل تواصلي. وقد يصبح كشف الأسرار أحياناً وسيلة لنيل الاهتمام وزيادة الأهمية الشخصية.

تغذي هذه الرغبة في إثارة الانتباه من خلال كشف معلومة حصرية الشعور بالسيطرة أو الأهمية. وفي هذه الحالة، يؤدي إفشاء الأسرار دوراً في تعزيز الشعور بالانتماء إلى مجموعة اجتماعية معيّنة، أو التأثير فيها.

التربية تؤثر في حفظ السر أو إفشائه

الحفاظ على الأسرار قد يكون أيضاً مسألة تعوّد متجذرة في تربيتنا. هناك أُسر تعزز ثقافة السرية والصمت، وتسمح بانتقال الأسرار من جيل إلى آخر دون كشفها.

لكن هذه الممارسة تؤدي في بعض الأحيان إلى إفشاء عرَضي وغير مقصود، بما يعنيه ذلك من انعكاسات مدمرة للعائلات والأفراد. فقد تعود بعض الأسرار الحساسة مثل تبني طفل أو قصة عائلية خفية إلى الظهور مجدداً، ما يتسبب بصدمات عاطفية للشخص الذي يكتشف هذه الأسرار متأخراً.

اقرأ أيضاً: لم يعجز بعض الأشخاص عن كتمان الأسرار؟

المحتوى محمي