ملخص: الأذى الذي يُلحقه المنحرف النرجسي بشريكة حياته لا حدود له، وقد يستمرّ حتّى بعد نهاية العلاقة. بل إنّه يزداد رغبة في السيطرة عليها كلّما ابتعدت عنه، فيلجأ إلى أخبث الأساليب لتجديد الارتباط بها والإيقاع بها مجدداً في شراكه. ولتحقيق ذلك لا يتوانى عن استخدام تقنيات تلاعب مختلفة. في هذا السياق يحدّد المحلّل النفسي كريستيان ريشوم 7 من هذه الحيل الخبيثة في المقال التالي.
محتويات المقال
يعتمد المنحرف النرجسي على سلوكيات سامّة مثل الإغواء أو التلاعب العاطفي أو التوسّل للإيقاع بضحيته، ويشكّل التعامل معه تجربة مدمّرة حقاً. وتسقط هذه الضحية بسبب انزعاجها من أفعال المنحرف النرجسي التي يصعب تفسيرها في دوامة خبيثة من الشعور بالذنب واحتقار الذات، وهو الأمر الذي يؤثّر تأثيراً خطراً في صحّتها النفسية. وحتّى إذا قرّرت الضحية الانفصال عن المنحرف النرجسي فقد تجد نفسها أسيرة هذه العلاقة. فكيف السبيل إذاً إلى الخروج منها؟
يقول المحلّل النفسي كريستيان ريشوم (Christian Richomme): "حتّى عندما تتخذ الضحية قراراً جريئاً للانفصال عن المنحرف النرجسي فقد تظلّ أحياناً عرضة إلى محاولاته الخبيثة لإرجاعها مرة أخرى إلى حياته". للانعتاق إذاً من هذه السطوة ينصح المحلّل النفسي بضرورة الانتباه إلى 7 سلوكيات تمثّل إشارات تحذيرية للضحية.
كيف يتمكّن المنحرف النرجسي من الظهور مجدداً في حياتك؟
لنفترض أنّكِ تحلّيت بالشجاعة وأنهيت علاقتك بهذا الشخص، بعد أن تعبتِ من سلوكيات التلاعب والتصرّفات المتقلّبة والجدالات التي لا تنتهي. واستطعتِ أخيراً أن تقولي له: كفى، وحذفت رقم هاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تلاحظين فجأة أنّه ظهر من جديد. فكيف فعل ذلك؟
يوضّح المحلل النفسي كريستيان ريشوم: "يفعل النرجسي المنحرف أيّ شيء لإحياء العلاقة الزوجية، سيحاول التأثير فيك بالبكاء أو تقديم الوعود أو إسماعك الكلام الذي تحبّينه أو حتّى من خلال تقديم اعتذارات ناقصة، يؤكّد فيها أنّه ليس المسؤول الوحيد عمّا حدث، ستحاولين البقاء قويّة وقد تنصحك صديقاتك بعدم الاستسلام له، لكنّه سيجد دائماً طريقة معينة للعودة على الرغم من المقاومة التي تُظهرينها، وقد توافقين في النهاية على مقابلته مجدداً، وستكون تلك هي الضربة القاضية لأنّك ستعودين من جديد تحت جناحه وتسقطين في الفخ".
"أعدك أنّني سأتغير": 7 أساليب للتلاعب يجب أن تنتبهي إليها
وفقاً للمحلّل النفسي هناك 7 أساليب خبيثة يستخدمها المنحرف النرجسي لإقناعكِ بالعودة إلى الارتباط به.
التباكي: يبدو هذا الأسلوب مفاجئاً، لكنّه شائع في الواقع. فالنرجسي ممثّل بارع قد يتظاهر بأنّه حزين ولم يعد قادراً على الأكل ويمرّ بأزمة نفسية حقيقية.
تقنية المكنسة: يُنكر المنحرف النرجسي الأخطاء والحماقات التي اقترفها كأنّه يكنس ما فات بمكنسة لا تترك أثراً، كي يتمكّن من الارتباط بشريكته مجدداً، إلى درجة أنها قد تصدّق أنّه تغيّر حقاً.
الوعود: "أعدك أنّني سأتغيّر". يستخدم المنحرف النرجسي هذه العبارة ويحرص على أن يُسمع شريكة حياته السابقة كلّ ما كانت ترغب فيه من أخبار سارّة مثل مشاريع إنجاب الأطفال، والحياة الزوجية الهادئة والانتقال إلى منزل جديد وتجنّب الخلافات. وليست هذه الوعود في الحقيقة سوى أكاذيب مستقبلية جديدة (تخيُّل ما يجب أن يحدث لاحقاً وهو ما لن يحدث أبداً). كما يتقن المنحرف النرجسي تحديد الأمور المهمّة بالنسبة إلى شريكته والتعبير عنها ليتمكّن من التأثير فيها.
التوسّلات (باستخدام كلمتين: دائماً وأبداً): يُكثر المنحرف النرجسي من استخدام عبارات من قبيل: "لا أستطيع العيش دونك أبداً" أو "أعدك أنّ هذا كلّه سيتغير" أو "لن أفعل ذلك أبداً" أو "سأبقى دائماً شريك حياتك" أو "لقد أخبرتك مراراً أنك أكثر امرأة أحببتها في حياتي" إلى غير ذلك من صيغ التّوسل.
قلب الحقائق: يحرص على لوم شريكته وينسب إليها مشكلات العلاقة كلّها من خلال استخدام صيغ مثل: "من حسن حظك أنني..." أو "كان بإمكاني أن... أو "لحسن الحظ أنني لم..." أو "قرّرت أن أسامحك على..." أو "تستحقين فرصة أخرى".
التلاعب بعقل الشريكة: يرى المنحرف النرجسي دائماً أنّ شريكته لم تدرك جيداً حقيقة ما حدث أو أساءت الفهم. لذا يغيّر الحقائق ويركّز على مواطن شكوكها. فتجده يردّد عبارات إنكار من قبيل: "لا، لم أخنك من قبل" أو "لم أسرقك" أو "لم أغازل امرأة أخرى في موقع التواصل الاجتماعي" أو "لم أخبر صديقاتك بهذا الأمر". قد يغيّر النرجسي المنحرف روايته 10 مرات، والهدف من ذلك ليس هو حلّ أيّ مشكلة بل إثارة الشك والحيرة في نفس شريكته.
علاج الأزواج: قد يقترح على شريكته بعد فترة طويلة من التلاعب بعقلها الخضوع إلى علاج مخصّص للأزواج، فتستجيب إلى طلبه وهي تتوقّع أن تجد جواباً شافياً عن شكوكها. لكنّ المنحرف النرجسي يتظاهر أمام المختصّ النفسي بأنّه شريك مثالي ويبرع في ذلك. يزيد هذا الموقف حيرة شريكته وتصبح هي سبب المشكلة، فيتّهمها بأنها وراء ما حدث ويؤكد أنّه بذل ما في وسعه بينما لم تفعل هي شيئاً. بل قد يكذب أو يقلب الحقائق أو ينسب إلى شريكته الأخطاء التي ارتكبها هو.
لذا؛ يخلُص المحلّل النفسي كريستيان ريشوم إلى ما يلي: "قد تحاول الضحية بلطف وعقلانية إصلاح العلاقة أو تفسير ما حدث أو العثور على إجابات بينما يتظاهر الشريك بأنّه يساعدها على ذلك، لكنّه يحاول في الحقيقة مفاقمة المشكلة لإرجاعها إلى حياته وتغذية نرجسيته".
اقرأ أيضاً: