لماذا يجب على كل مدير أخذ استراحة نفسية أسبوعياً؟

9 دقائق
استراحة نفسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

تخيل أن دماغك يعمل بلا كلل خلال ساعات دوامك اليومي؛ إذ تتنقل بين الكثير من المهام ما بين ضرورة الالتزام بمواعيد العمل النهائية، ومتابعة أفراد فريقك، والتعامل مع أعباء المشروعات المختلفة، ولكن ماذا لو أخبرتك أن العمل المتواصل دون فترات راحة له آثار سلبية على صحة الدماغ والإنتاجية؟ ويمكن القول إن إدارتك الناجحة للعمل لا تقاس فقط بقدرتك على التحمل، إذ ينبغي لك بصفتك مديراً أن تلتقط أنفاسك وتحصل على استراحة نفسية أسبوعية، فما هي أهمية تلك الاستراحة؟ وكيف تنظمها؟ الإجابة عبر هذا المقال.

5 خطوات عملية تساعدك على تنظيم استراحتك النفسية الأسبوعية

جسم الإنسان مصمم للتعامل مع فترات التوتر القصيرة المدى، لذلك عندما تشعر بالإرهاق في العمل ويستمر هذا الشعور، سوف تدخل في حالة من التوتر المزمن، ومن ثم تصبح أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والسكتة الدماغية، لهذا عليك أن تحافظ جيداً على صحتك النفسية، وتنظم استراحتك على النحو التالي:

1. اختر الوقت المناسب

تحدث إلى صاحب العمل بوضوح وشفافية حول حاجتك إلى الاستراحة النفسية، تأكد من اتباع إجراءات الشركة، واختر اليوم الأمثل للاستراحة وذلك بعد التحدث إلى فريقك وتقييم عبء العمل، وحاول قدر الإمكان اختيار فترة أقل ضغطاً مع مواعيد نهائية أقل، وذلك حتى تركز على التعافي وتعزيز صحتك النفسية، دون تفكير في متطلبات العمل والمهام العاجلة التي يجب إنجازها بأقرب وقت.

اقرأ أيضاً: لماذا عليك ألا تفوت إجازتك من العمل؟

2. خطط لجعل استراحتك النفسية حقيقية

إذا كنت بحاجة إلى استراحة نفسية فيجب أن تكون تلك الاستراحة حقيقية، ويكمن سر الإجازة في إعطاء الأولوية للراحة، لذلك لا ترهق نفسك بتنظيف فوضى المنزل، ولا تفكر أبداً بالرد على رسائل البريد الإلكتروني، ولا تتواصل مع زملائك في العمل من أجل متابعة أداء المهام، ولا تتابع مسؤولياتك من المنزل، وإذا استطعت إغلاق هاتفك فافعل ذلك، وركز على الاسترخاء.

3. حرك جسمك

هناك ارتباط إيجابي بين تحسن الصحة النفسية وممارسة الرياضة التي تؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس، وتخفيف القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى تحسين جودة النوم، ولهذا حين تحصل على استراحتك النفسية، جرب الأنشطة الرياضية التالية:

  • المشي في الهواء الطلق.
  • أداء تمارين تمدد لكامل الجسم.
  • الرقص على أنغام أغنيتك المفضلة في البيت أو النادي الرياضي.
  • الذهاب إلى تمرين السباحة.

4. جرب الاسترخاء المعرفي

يعد الاسترخاء المعرفي أمراً بالغ الأهمية من أجل استعادة تركيزك، وصفاء ذهنك، وإبداعك في العمل. وحتى تمارس هذا الاسترخاء يجب أن تبتعد عن تعريض نفسك للمعلومات، وعليك أيضاً أن تتوقف عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وعوضاً عن ذلك، جرب تمارين اليقظة الذهنية أو الاسترخاء التدريجي للعضلات.

5. استمع إلى احتياجاتك

ضع خطة بناءً على احتياجاتك من أجل تحقيق أقصى استفادة من استراحتك النفسية، وحاول الاستماع إلى جسدك ومشاعرك دون أن يعوقك النقد الذاتي، على سبيل المثال، سبق وأخبرتك بأن تحرك جسدك، ولكن ماذا لو كنت متعباً، إذن في هذه الحالة استمع إلى جسمك، ما رأيك بالبقاء في السرير وأخذ قيلولة أو قراءة كتابك المفضل؟ انخرط ببساطة في النشاط الذي تحبه، وحاول قدر الإمكان أن تنعم بالراحة والهدوء والاسترخاء.

اقرأ أيضاً: انقضت إجازة الصيف وحان وقت العمل: إليك 4 نصائح تزيد نشاطك

لماذا يحتاج المدراء إلى استراحة نفسية أسبوعية؟

الموظفون جميعهم معرضون للإرهاق المهني، بغض النظر عن مهامهم اليومية، وعلى الرغم من ذلك، فإن المدير أكثر عرضة للإرهاق المهني بسبب متطلبات المنصب الإداري، علاوة على ذلك، ثمة العديد من الفوائد للاستراحة النفسية الأسبوعية، منها على سبيل المثال:

1. تقليل التوتر والإرهاق النفسي

تتيح الاستراحة النفسية للمدير فرصة الابتعاد عن روتين العمل بما يشمل المواعيد النهائية، والضغوط والتحديات، وهو الأمر الذي يوفر لهم فرصة من أجل استعادة النشاط والتوازن في الحياة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستراحة النفسية الأسبوعية تسمح للمدير بالاسترخاء والاستمتاع بنوم هادئ، ما يساعد في نهاية المطاف على تقليل مستوى القلق والتوتر، ورفع الروح المعنوية، وتعزيز الصحة النفسية عموماً، وفي نهاية الإجازة سوف يعود المدير إلى عمله وهو يحس بالانتعاش والرغبة في الإنجاز.

2. زيادة الإنتاجية

على الرغم من أن أخذ استراحة نفسية أسبوعية قد يبدو غير منطقي لزيادة الإنتاجية، فإنه طريقة فعالة للغاية من أجل تحسين أدائك، إذ يساعدك قضاء وقت بعيداً عن مكان عملك على استعادة تركيزك وطاقتك، ما يحفزك على إنجاز مهام عملك بعد العودة من الاستراحة النفسية بكفاءة أكبر.

3. تحسين عملية اتخاذ القرارات

حين تقرر أخذ استراحة نفسية أسبوعية سوف تسمح لدماغك بالراحة، وفي هذا السياق، يؤكد الطبيب النفسي، إبراهيم حمدي، أن الدماغ يحتاج إلى إجازة حقيقية من أجل إعادة ضبط الهرمونات، واسترجاع المرونة النفسية، ما يحسن عملية اتخاذ القرار والتواصل، وهي مهارات أساسية للمدير في مكان العمل. ويمكن القول إن الدماغ يكون في أوج نشاطه وإبداعه عندما يكون الشخص في حالة استرخاء، فالعقل المسترخي يسمح للمدير بإيجاد حلول أفضل، ومن ثم، فإن الاستراحة النفسية لا تزيد الإنتاجية فقط، بل تعزز عملية الإبداع واتخاذ القرارات.

اقرأ أيضاً: كيف تطلب إجازة من عملك دون أن يسيطر عليك الشعور بالذنب؟

4. زيادة الرضا الوظيفي

يرتبط الرضا الوظيفي ارتباطاً وثيقاً ببيئة العمل. على سبيل المثال، حين تحصل على استراحة نفسية أسبوعية سوف تشعر بالتحكم في زمام أمور حياتك، بالإضافة إلى ذلك، فإن الرضا الوظيفي يرتكز على تحقيق توازن جيد بين العمل والحياة الشخصية، وهو الأمر الذي ستتمكن من تحقيقه في فترة الاستراحة الأسبوعية، يمكنك مثلاً تخصيص وقت للعائلة والأصدقاء والهوايات المهمة لك.

5. تطوير النمو الشخصي

تمنحك الاستراحة النفسية الأسبوعية فرصة فريدة للنمو الشخصي وتطوير النفس، وذلك من خلال الانخراط في أنشطة الرعاية الذاتية، أو استكشاف تجارب مختلفة، ما يمكنك من العودة إلى العمل مع نسخة محسنة من نفسك، نسخة أكثر هدوءاً واسترخاء وقدرة على التواصل بفعالية مع الآخرين وإضفاء نظرة جديدة وإبداعية على أداء المهام اليومية.

6. تعزيز العلاقات الشخصية والمهنية

عندما تعاني الإرهاق الوظيفي فإن الضرر لن يقع على عاتق عملك فحسب، بل يمتد ليشمل علاقاتك الاجتماعية، إذ يؤدي الإرهاق النفسي الوظيفي إلى الشعور بالعزلة والابتعاد عن الأصدقاء وأفراد العائلة وزملاء العمل، كما يسبب الانفعال والعصبية، ومن ثم، فإن أخذ استراحة نفسية سوف يمكنك من إعادة شحن طاقتك، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين حالتك المزاجية، ويجعلك أكثر حضوراً في علاقاتك.

10 علامات تؤكد حاجتك إلى استراحة نفسية أسبوعية

الاستراحة النفسية الأسبوعية هي فترة مهمة يبتعد فيها المدير مؤقتاً عن التزاماته المهنية بهدف تحسين صحته النفسية، ويمكن القول إنها بمثابة إجراء استباقي لمنع الانهيار النفسي في العمل، والذي قد يحدث بسبب الإجهاد المفرط، أو ضغط العمل، وهذه هي أهم العلامات التي تخبرك أنك بحاجة إلى استراحة نفسية:

  1. صعوبة القدرة على التركيز.
  2. تناول طعام غير صحي أو تخطي وجبات الطعام، أو الأكل بدافع عاطفي.
  3. نقصان الطاقة وانعدام الحافز.
  4. سرعة الانفعال والعصبية وتوتر العلاقات مع فريق العمل.
  5. تقلب الحالة المزاجية.
  6. الشعور المستمر بالإحباط.
  7. أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.
  8. ضعف الأداء في العمل.
  9. اضطرابات النوم.
  10. الرغبة في العزلة والانسحاب من الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل.

المحتوى محمي