كيف تؤثر الغربة في الصحة النفسية؟

2 دقائق
أثر الغربة في الصحة النفسية

قسمت دراسة أجراها الباحث لورانس كيرماير من قسم الطب النفسي جامعة ماكجيل، ونُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، عن المشاكل النفسية بين المهاجرين واللاجئين، مسارات الهجرة إلى ما قبل الهجرة، والهجرة، وما بعد الهجرة، وارتبطت كل مرحلة بمخاطر مختلفة.

وأوضحت طبيعة المشكلات النفسية حسب طبيعة الهجرة من حيث الصعوبات التي مر بها في أثناء وخلال الهجرة. وتشمل المشكلات صعوبة التأقلم بسبب الاختلافات الثقافية والاجتماعية، فالهجرة وفقاً للدراسة تتضمن ثلاثة تحولات كبرى هي تغيرات العلاقات، إعادة بناء الشبكات الاجتماعية والانتقال من نظام اقتصادي لآخر.

وتشمل التحولات النفسية التي قد يمر بها المهاجر الأمل والتفاؤل بالبداية الجديدة، ثم خيبة الأمل والإحباط والاكتئاب بسبب الخسائر المتعلقة بالهجرة؛ والتي قد تحدث مبكراً أو في مرحلة لاحقة بسبب عدم تحقق الآمال والتوقعات، أو بسبب العقبات الاقتصادية التي قد يجدها المهاجرون، أو بسبب تعرضهم للتمييز، أو صعوبة إتمام الأوراق الخاصة بالإقامة؛ ما يعيق فرصة إيجادهم لعمل، بالإضافة إلى تحديات الهوية الفردية والأسرية التي يسببها التغيير الثقافي.

الغربة والاندماج والصحة النفسية

تعني الغربة التعامل مع ثقافات وديانات وأعراف كثيرة مختلفة. قد لا يستطيع الجميع الاندماج بسهولة مع المجتمع الجديد، أو التعامل بسبب اختلاف اللغة والطباع.

ووفقاً لدراسة أجرتها الباحثة مارغريتا أليجريا  من قسم الطب النفسي بمدرسة هارفارد للطب؛ والتي نُشرت في دورية (current epidemiology reports) وأُجريت على مجموعة من المهاجرين في الولايات المتحدة الأميركية والتي تعد بوتقة لانصهار العديد من الثقافات والجنسيات.

وبينت الدراسة أن الهجرة قد تسبب التوتر و بعض المشاكل النفسية؛ لكنها أوضحت أنه كلما أصبح المهاجرون أكثر اندماجاً مع مع الأعراف الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة الأميركية، كلما تشابهت حالتهم النفسية مع هؤلاء المولودين في البلد.

جدير بالذكر أن المشاركين العرب الأميركيين في هذه الدراسة أبلغوا عن أعلى معدلات اكتئاب. كما بينت نتائج الدراسة أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية.

كيف تؤثر الهجرة في نفسية الأطفال؟

بينت دراسة حول الصحة النفسية للأطفال المهاجرين أجراها الباحث جونيك ستيفنز من جامعة أوترخت بهولندا، ونُشرت في دورية "الصحة النفسية للطفل" أن الأطفال المهاجرين يتعرضون لمشاكل في الصحة النفسية بشكل كبير.

وذلك لأن الهجرة تسبب الكثير من الضغوط، ليس فقط في خسارة الأهل، والأصدقاء؛ ولكن أيضاً في ضرورة التكيف مع البيئة الجديدة. وأيضاً لأن المهاجرين يمثلون دائماً الأقلية في المجتمع الجديد، فيقعون في الدرجة السفلى من التسلسل الاجتماعي.

وختاماً؛ إذا تعرضتم لضغوط نفسية بسبب الهجرة عليكم الاستعانة بطبيب نفسي ليساعدكم على التكيف مع الحياة الجديدة.

اقرأ أيضاً: لماذا ينبغي لنا الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا؟

المحتوى محمي