ملخص: التخلص من إدمان الهاتف الذكي أو الأجهزة التكنولوجية ليس سهلاً نظراً إلى ارتباط استخدامها بجرعات الدوبامين التي تمنحنا الشعور بالمتعة والمكافأة الفورية. انطلاقاً من هذه المشكلة بلورت عالمة الأعصاب نيكول فينولا وصفة ناجعة تقدّم لمدمني الهواتف الذكية متعاً بديلة تحفز إفراز هرمون الدوبامين، وتمنحهم الشعور بالإشباع والرضا. أطلقت خبيرة الأعصاب على هذه الوصفة اسم "قائمة الدوبامين اليومية" التي تتضمن مكونات وجبة متكاملة: 1) المقبلات: أنشطة بسيطة وسريعة يمكن أن تمنحك متعة كبيرة مثل جلسة الاسترخاء أو تناول فنجان قهوتك الصباحية. 2) الطبق الرئيس: يتعلق الأمر بأنشطة أكثر إشباعاً وإرضاء لكنها تتطلب وقتاً أطول وجهداً أكبر؛ مثل ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة الإبداعية. 3) الطبق الجانبي: النشاط الإضافي الذي سيؤدي إلى إفراز الدوبامين طوال الوجبة مثل الاستماع إلى الموسيقا أو المدونة الصوتية. 4) مفاجأة رئيس الطهاة: نشاط غير يومي لكنه مميز مثل الحصول على جلسة تدليك أو السفر. فهل أنت مستعد لتعويض دوبامين الهاتف الذكي بهذه الوجبة الغنية؟
على الرغم من عدم وجود وصفة معروفة لبلوغ السعادة، فهناك وصفة دقيقة إلى حد ما قد تساعدك في إضفاء روح البهجة على حياتك اليومية. هذا ما تؤكده عموماً المختصة في علوم الأعصاب ومؤلفة كتاب "أعد برمجة دماغك: اكسر الدورة وعدّل أفكارك ثم أحدث التغيير الدائم" (Rewire: Break the Cycle, Alter Your Thoughts and Create Lasting Change) نيكول فينولا (Nicole Vignola). تقدم هذه العالمة الحل الفعال لإضفاء البهجة على حياتك اليومية من خلال التخلي عن بعض العادات السيئة وتبني عادات جديدة.
لبلورة تصورها ركّزت عالمة الأعصاب على ظاهرة ميل الناس إلى الاستخدام المتكرر (أو المفرط) لهواتفهم الذكية. وتوضح فينولا في تصريح لموقع ستايلست (Stylist) أن استخدام هذه الأجهزة التكنولوجية المفضلة يدفع أدمغتنا إلى إفراز جرعات قليلة من هرمون الدوبامين كلّما اطلعنا على أمر ممتع أو مثير لاهتمامنا. هذه الجرعات اليومية القليلة على وجه التحديد هي التي تجعل أيامنا أكثر سعادة وبهجة.
اقرأ أيضاً: احذر هذه العادة الشائعة عند استخدام الهواتف الذكية حتى لا تضر بقدراتك المعرفية
كيف يؤثر استخدام الهاتف الذكي في معدل الدوبامين؟
تضيف المختصة في علوم الأعصاب: "عندما تتلقى إشعاراً أو تنال رسالتك إعجاباً أو تجد محتوىً مسلياً فإن دماغك يفرز هرمون الدوبامين فتشعر ببعض المتعة". يشرع الدماغ تدريجياً في الربط بين هذه المتع الصغيرة والهاتف، ثم يدفعك إلى استخدامه حتّى دون أن يكون هناك داعٍ لذلك، و"هكذا يبدأ الإدمان" وفقاً لنيكول فينولا. ثم يجعلنا هذا الحضور الطاغي للهواتف الذكية في حيواتنا مدمنين على الدوبامين.
هذا ما تكشفه أيضاً الطبيبة النفسية المختصة في الإدمان ومؤلفة كتاب "أمة الدوبامين" (Dopamine Nation) آنا ليمبك (Anna Lembk). توضح الخبيرة في تصريح لصحيفة الغارديان (The Guardian) أن هرمون الدوبامين يحفزنا على فعل الأشياء التي نعتقد أنها ستمنحنا المتعة بدلاً من أن يمنحها لنا هو نفسه. لهذا السبب يدفعنا هذا الناقل العصبي المسؤول عن المكافأة والمتعة إلى استخدام هواتفنا بمجرد أن نجد الفرصة، لأننا نشعر بزيادة إفراز الدوبامين بمجرد التفكير في فعل الشيء الممتع أو خلال فعله، وهذا ما يمنحنا الرغبة في مواصلته أو إعادة فعله لاحقاً.
اقرأ أيضاً: ما هي الأسباب المؤدية إلى إدمان الهواتف الذكية؟ وكيف يمكن الحد منه؟
ما هو مفهوم وجبة الدوبامين اليومية؟
توضح عالمة الأعصاب نيكول فينولا من خلال التركيز على مبدأ الإدمان على الدوبامين أن أدمغتنا مبرمجة على البحث عن المكافآت الفورية. ولهذا "يصعب علينا التركيز على أهداف أهم تتطلب صبراً أو جهداً مثل المذاكرة استعداداً للامتحانات أو توفير المال أو ممارسة التمارين الرياضية" وفقاً لم ذكرته خبيرة علوم الأعصاب. لتجنب هذه الحلقة المفرغة التي تدفعنا إلى البحث عن أحاسيس المتعة الفورية تدعو فينولا إلى إنشاء "قائمة الدوبامين الشخصية".
تعمل هذه الوصفة السهلة مثل أيّ قائمة طعام كاملة. تتكون من مقبلات وطبق رئيس وآخر جانبي وطبق تحلية مع مفاجأة رئيس الطهاة من وقت إلى آخر. إليك إذاً كيفية تحضير وصفة البهجة اليومية:
- المقبلات: يتعلق الأمر بأنشطة سريعة وبسيطة يمكن أن توفر لك بسهولة جرعتك اليومية من الدوبامين. يمكن مثلاً أن تمارس تمارين الاسترخاء أو التمدد أو تتناول فنجان قهوة أو تداعب قطتك.
- الطبق الرئيس: يتعلق الأمر بالأنشطة الأكثر إشباعاً وإرضاء، أي تلك التي تحفز إفراز كمية كبيرة من الدوبامين لكنها تتطلب وقتاً أطول وجهداً أكبر. يمكن مثلاً أن تمارس الطهو أو التمارين الرياضية أو بعض الأنشطة الإبداعية.
- الطبق الجانبي: وفقاً لوصف هذا الطبق فإن دوره هو مصاحبة الطبق الرئيس. إنه يمثل النشاط الإضافي الذي سيؤدي إلى إفراز الدوبامين طوال هذه الوجبة. يمكن أن يتجلى هذا الطبق الجانبي في الاستماع إلى الموسيقا أو مدونة صوتية.
- التحلية: إنها "لحظة المتعة" التي يمكن أن تسمح خلالها لنفسك بنشاط ممتع دون إفراط، ولا سيّما عندما يتعلق الأمر باستخدام هاتفك الذكي.
- مفاجأة رئيس الطهاة: هذا الطبق غير متوفر يومياً لكن يجب أن تبرمجه من حين إلى آخر. إنه طبق "مميز" قد يتجلى في نشاط منتظم يجلب لك الكثير من المتعة، مثل الحصول على جلسة تدليك أو الذهاب إلى المطعم أو حضور حفل موسيقي أو السفر.