ما هي أسباب نوبات الهلع وكيف يمكن علاجها؟

3 دقائق
نوبات الهلع

القلب يخفق بأقصى سرعة، وموجات من السخونة تسري في الجسد، شعور سائد بالاختناق.. إن الشخص المصاب بنوبة هلع تغمره أحاسيس شديدة لا يمكنه التحكم بها. لا تزال الأرقام غير معروفة؛ ولكن يبدو أن ما بين 5 إلى 10% من السكان هم ضحايا للتعرض لإحد "نوبات الهلع"، سواء كانت تحدث لمرة واحدة أو بشكل متكرر.

ما هي نوبة الهلع؟

تتميز نوبات الهلع بقسوتها، فهي تأتي على حين غرة وتكون شديدة للغاية. عادة ما تتجلى النوبة في تسرع وازدياد نشاط القلب والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الأعراض الحسية العصبية؛ مثل الدوار والقشعريرة. في أغلب الأحيان يستمر الأمر لبضع دقائق؛ لكنه قد يستمر لمدة تصل إلى نصف ساعة.

تشرح دومينيك سيرفانت؛ الطبيبة النفسية والمعالجة النفسية: "إنها أزمة وحشية ينتقل خلالها الجسد إلى حالة تأهب قصوى دون سبب واضح، ويبدأ قلبنا ينبض بسرعة، وترتجف جميع أطرافنا، ويغمرنا شعور بالانزعاج الشديد، بالإضافة إلى شعور حقيقي بفقدان السيطرة".

في أثناء النوبة؛ عادةً ما يكون الشخص فزعاً وخائفاً من الموت بشكل كبير، وغالباً ما يكون ذلك بسبب تسرع القلب. بمجرد أن يهدأ، يشعر الشخص بارتياح كبير وإرهاق شديد.

اقرأ أيضا:

ما هي أعراض نوبات الهلع؟

عندما يُصاب شخص ما بنوبة هلع، فإنه يختبر أربعةً من هذه الأعراض على الأقل:

  • التعرق
  • خفقان القلب
  • الارتعاشات
  • اللهاث، الاختناق
  • شعور بالخنق، ووجود شيء عالق في الحلق
  • ألم أو انزعاج صدري
  • الغثيان
  • الدوار، عدم الثبات
  • فقدان الإحساس بالواقع
  • الخوف من فقدان ضبط النفس، والجنون
  • الخوف من الموت
  • الخَدَر
  • القشعريرة، موجات سخونة

اقرأ أيضا:

ما هي الأسباب المحتمَلة؟

إن الأسباب الرئيسة لنوبة الهلع هي الإجهاد والفوبيا والصدمات النفسية والبيئة المادية والبشرية المحيطة (الآباء القلقون على سبيل المثال) والتقلبات المزاجية. يمكن أن تسبب بعض المواد أيضاً نوبات الهلع؛ مثل الكحول أو الكوكايين أو الحشيش أو المواد المهلوسة.

ووفقاً للطبيبة النفسية دومينيك سيرفانت، فإنها "اضطراب وظيفي، ولا توجد اعتلالات طبية يمكن أن تفسرها". ومع ذلك، فإن فريقاً من الباحثين الأميركيين لديه نظرية مفادها أن نوبة الهلع يمكن أن تحدث بسبب مشاكل جسدية، وقد تكون وراثية؛ حيث قادهم بحثهم إلى دراسة الجين الذي ينظم السيروتونين؛ والذي يُعتقد أنه يجعل بعض الناس أكثر عرضة للنوبات من غيرهم؛ إلا أن هذه النظرية لم تُثبَت بعد.

وبحسب دومينيك سيرفانت: "الوراثة بسبب الشذوذ الجيني تبقى افتراضية جداً. على أي حال، فإن الفرضية في هذه الحالة -بناءً على المعطيات العلمية- هي أن 30% من الأسباب بيولوجية، و70% منها تتعلق بالعوامل البيئية. ومن ناحية أخرى؛ يمكن أن تساعد التشوهات الفيزيولوجية البنيوية الصغيرة في إثارة نوبات الهلع".

اقرأ أيضا:

ماذا تفعل إذا أُصبت بنوبة هلع؟

عندما تكون قد مررت بنوبة من قبل، فمن السهل عليك أن تُميز الأعراض. في هذه اللحظة؛ من المهم السيطرة على قلقك حتى لا يطغى عليك. تشرح دومينيك سيرفانت بعض الأساليب البسيطة للاسترخاء والتأمل لتعلم كيفية تدبر الأمر في هذا الموقف: "التحكم في أنفاسك: عليك أن تتعلم التنفس ببطء. يمكننا أيضاً القيام بتمارين مهدئة؛ مثل ضم قبضة اليد، أو قول عبارات مهدئة لبعضنا البعض أو التركيز على اللحظة الحالية".

ماذا تفعل لشخص مصاب بنوبة؟

في المرة الأولى؛ لا يعرف الشخص المصاب بالهلع أنه يعاني من نوبة، ويصعب عليه أن يشرح لمن حوله ما يحدث له. إذا اكتشفت أن الشخص الذي أمامك يعاني من نوبة هلع، فيجب أن تظل هادئاً وتحاول طمأنته عن طريق جعله يفهم أنه بأمان.

وتشرح دومينيك سيرفانت: "قبل كل شيء؛ يجب ألا نسبب هلعاً إضافياً. عليك أن تشجع الشخص وتساعد على تهدئته من خلال تمارين التنفس".

كيف نعالج هذه الأزمات؟

يُعد القلق المستمر من حدوث نوبة الهلع مرة أخرى من العواقب الرئيسة لنوبات الهلع، لذا فمن الضروري التخلص من هذا القلق، وفي نفس الوقت؛ من خطر إعادة خوض هذه التجربة. ويعتبر الاسترخاء والتأمل حلين فعالين للغاية؛ ولكن هناك أيضاً خيارات طبية أخرى.

كما يبدو أن العلاج، سواء المعرفي أو السلوكي، هو الحل الأنسب. من الممكن أيضاً استخدام الأدوية؛ مثل مضادات القلق. وتوضح دومينيك سيرفانت أنه: "إذا عانى المريض من نوبات القلق على مدى فترة طويلة (عدة أشهر)، فإننا نتحدث بعد ذلك عن اضطراب الهلع"، وفي هذه الحالة، فمن الضروري إجراء المزيد من المتابعة الطبية المكثفة.

اقرأ أيضا: