هل سمعت عن نظرية سيارة الأجرة؟ اكتشف تأثيرها في علاقتك العاطفية

4 دقيقة
نظرية سيارة الأجرة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل سبق أن كنتِ في علاقة مع شخص ولم يكن مستعداً للالتزام في تلك العلاقة؟ وبعد انفصالكما بفترة وجيزة انخرط في علاقة رسمية بفتاة أخرى وأصبح جاهزاً للزواج؟ إذا كنتِ تتساءلين عن سبب هذا التصرف، ربما تجدين إجابة سؤالك في الموسم الثالث من مسلسل الجنس والمدينة (Sex and the City)، حيث تؤكد بطلة العمل ميراندا هوبز (Miranda Hobbes) أن الرجال يشبهون سيارة الأجرة، فما هو الشبه بينهما؟ وكيف تؤثر نظرية سيارة الأجرة (Taxi Cab Theory) في علاقاتك؟ الإجابة عبر هذا المقال.

ما هي نظرية سيارة الأجرة (Taxi Cab Theory)؟

ظهرت هذه النظرية للمرة الأولى في مسلسل الجنس والمدينة، وهي ترتكز على فكرة مفادها أن الرجل يشبه سيارة الأجرة، حين يكون متاحاً يُشغّل ضوء سيارته، حيث إنه قد يستيقظ في أحد الأيام ويقرر أن الوقت قد حان من أجل الالتزام والاستقرار وإنجاب الأطفال، وحينها فقط سيتزوج من أول فتاة يقابلها في طريقه، تماماً مثل سيارة الأجرة التي تستقبل أول راكب تقابله على الطريق، وهذا يعني أن اختيار الرجل شريكة حياته لا يكون وفقاً للحب أو التشابه ولكن الأمر كله مبني على الحظ والصدفة.

ويمكن القول إن نظرية سيارة الأجرة لا تستند إلى أي أبحاث أو دراسات نفسية، إضافة إلى أنها مفرطة في التبسيط والتعميم، إذ تفترض أن الرجال جميعهم لا يختارون شريكة الحياة بناءً على الحب أو المشاعر ولكن الأمر كله يرتبط فقط بالتوقيت المناسب.

تعرّف إلى تأثير نظرية سيارة الأجرة في علاقاتك

تؤثر نظرية سيارة الأجرة تأثيراً سلبياً في حياتك العاطفية، وهذا لأنها تفترض ببساطة أن الرجال جميعهم متشابهون، وأن الانخراط في علاقة رومانسية هو مضيعة للوقت ما لم يكن الرجل مستعداً للالتزام، علاوة على ذلك، فإن هذه النظرية بأكملها تجعل دور النساء سلبياً في العلاقة؛ فكل ما عليهن فعله هو الانتظار حتى يأتي الرجل المناسب ليقلّهن، ما يعني أنها تتجاهل تماماً حقيقة أن المرأة يجب أن تبحث عن شخص يتوافق معها، شخص يريد الأشياء نفسها التي تريدها.

وفيما يخص التأثير في الصحة النفسية، يمكن القول إن تأثير هذه النظرية سلبياً ومؤذياً على النساء، لأنه يؤدي إلى انعدام الشعور بالأمان داخل العلاقة، ففي كل الحالات ستظن المرأة أن الرجل سيتركها حتى لو كانت مثالية ولو كانت تقدم كل ما تقدر عليه، فالأمر في النهاية متروك للتوقيت المناسب، وللوقت الذي يقرر فيه الرجل أن يضيء أنوار سيارة الأجرة الخاصة به.

أما بالنسبة للرجال، فإن هذه النظرية سوف تدفعهم إلى التساؤل الدائم إن كان الشريك هو الشخص المناسب لهم حقاً، أو إذا ما كان التوقيت مناسباً فحسب، وهو الأمر الذي يؤكد أن نظرية سيارة الأجرة تشكل ضغوطاً هائلة على الرجال والنساء داخل العلاقة العاطفية.

اقرأ أيضاً: لماذا يخاف البعض من الالتزام في العلاقة الزوجية؟

6 علامات تخبرك أن الطرف الآخر ملتزم في العلاقة

الالتزام في العلاقة يعني أنك تنوي أن تكون مقترناً بشخص ما على المدى الطويل، عندما تفكر في حياتك بالمستقبل، تفترض أنه سيكون معك هناك، وهذه العلامات تخبرك أن الطرف الآخر ملتزم في علاقته معك:

  1. التواصل المفتوح والصادق هو حجر الأساس في العلاقة الملتزمة، ما يعني أن الطرفين يشاركان أفكارهما ومشاعرهما دون خوف.
  2. وضع أهداف مشتركة طويلة الأجل سواء كان ذلك يشمل شراء منزل أم تكوين أسرة أم السفر معاً.
  3. بذل الجهد وتقديم الدعم المستمر والقدرة على مواجهة الأوقات الصعبة.
  4. التركيز على الجوانب الإيجابية في الطرف الآخر عوضاً عن النظر إلى سلبياته.
  5. القدرة على حل المشكلات معاً، فعلى الرغم من أن العلاقات لا تخلو من الصراع فإن الطرف الآخر في العلاقة الصحية يحاول دائماً حل المشاكل التي تواجهكم.
  6. الاستماع إليك والانتباه إلى كل ما تقوله دون إصدار أحكام.

كيف تستعين بهذه النظرية لرفع وعيك بعلاقتك العاطفية؟

هناك طريقة واحدة يمكنك من خلالها استخدام نظرية سيارة الأجرة من أجل فهم علاقتك العاطفية على نحو أفضل، وهي إلقاء نظرة فاحصة على دوافعك فيما يتعلق بالتوقيت؛ ولهذا عليك محاولة اتباع الخطوات التالية:

1. كن واضحاً وصريحاً مع نفسك

عليك في البداية أن تسأل نفسك بعض الأسئلة المهمة؛ هل تنخرط في علاقة عاطفية مع شريكك لأنك تريد ذلك بالفعل، أم لأنك تشعر أنك أصبحت كبيراً بما يكفي لتكوين أسرة، ولهذا تبحث عن شريك مناسب للزواج وفيما بعد تكونان قادرين على تربية أطفالكما معاً؟

2. لا تخضع للضغوط الخارجية

إذا كنت تشعر بالضغط لتكوين أسرة، فربما عليك التوقف والتأكد من أن علاقتك هي المناسبة لك، خذ وقتاً للتفكير جيداً في الأمر، ولا تخضع للضغوط الخارجية وخاصة آراء الأصدقاء والعائلة وتوقعاتهم وتجاربهم، وتذكّر جدياً أن الاستقرار لا يتعلق بإيجاد شخص ما في الوقت المناسب؛ بل يتعلق بإيجاد الشخص المناسب في الوقت المناسب، لهذا ثق بنفسك ولا بأس من الانتظار للحصول على علاقة تتوافق حقاً مع شخصيتك.

اقرأ أيضاً: كيف تعرف أن شريك حياتك ينوي الانفصال عنك؟وماذا تفعل حينها؟

3. اكتشف ما تريده من العلاقة

قبل أن تلتقي مع شريك حياة محتمل حدد جيداً ما تريده من هذه العلاقة، هل ترغب في الاستقرار قريباً أم تود أن تحظى ببعض الوقت أولاً، ما هي أولوياتك؟ ما هي حدودك؟ ما هي الأشياء التي يمكن أن تتقبلها والأمور التي ترفض تقبُّلها؟ ولو مر بعض الوقت على علاقتك بأحد الأشخاص احذر أن تتعرض للتلاعب.

وفي هذا السياق ينصحك المعالج النفسي، إبراهيم الحكمي، بضرورة عدم الانسياق للشخص المتلاعب، وهو الشخص الذي يغذيك بجرعات أمل صغيرة تُشعرك بإمكانية وجود مستقبل لعلاقتكما، لتكتشف في النهاية أنه لا يريد الالتزام، وإنما هذه طريقته لإبقائك معلقاً على أمل أن تتطور هذه العلاقة.

4. خذ الأمر ببطء ولا تخف من الانسحاب

يساعد اتخاذ الأمر ببطء على التأكد من أنكما تتخذان خياراً واضحاً ومستنيراً بشأن علاقتكما العاطفية، كما يمنحك الفرصة للانفتاح على شخص آخر ويسمح لك باختبار مشاعرك وتطورها، ولكن في الوقت نفسه، لا تخف من إنهاء الأمور إذا لم يكن ثمة انسجام بينكما، حيث إن استمرار العلاقة لا يفيد أي شخص، بل يجعلك تستغرق وقتاً أطول للعثور على الشخص المناسب.

المحتوى محمي