5 ممارسات صغيرة تحدث فرقاً كبيراً في هدوئك وسعادتك

5 دقائق
ممارسات صغيرة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

أحد التحديثات التي أدمجتها في حياتي مؤخراً هو اهتمامي بأدق تفاصيل يومي؛ فنجان قهوتي، جلوسي في الشرفة صباحاً، بضع دقائق من المشي الصباحي، وغيرها من الممارسات التي فعلياً لا تكلفني شيئاً مادياً لكنها تمنحني الكثير نفسياً، وهذا يجعلني أرى أن السعادة الحقيقية لا تنتظر في محطة مستقبلية من محطات حياتنا، إنما هي موجودة اليوم بين أيدينا في كل لحظة يمكننا استثمارها بوعي وذكاء، وهذا ما يشير إليه استشاري الطب النفسي محمد اليوسف بقوله: "لا تنتظر السعادة كي تأتي إليك في الغد، السعادة بين يديك، أنت من تصنعها، هي في التفاصيل الصغيرة وفي لطفك في التعامل مع غيرك. السعادة عطاء".

وحتى تتمكن من نقل الجمل السابقة من حيزها النظري إلى حيزها العملي سنقدم لك في هذا المقال مجموعة من الممارسات الصغيرة التي يمكنها أن تزيد هدوءك وتشعرك بالسعادة.

1. خذ أنفاساً عميقة

عندما يزدحم دماغك بالأفكار المتلاحقة جرب أن تأخذ نفساً عميقاً تحاول من خلاله أن تهدئ نفسك وتذكرها بأن هذا التوتر حتماً سيمر، ويؤكد الطبيب النفسي بندر آل جلالة أن التنفس العميق يعد من أسهل الطرق وأسرعها وأقواها لتخفيف إفراز هرمون الكورتيزول وبالتالي تخفيف التوتر والكآبة والقلق، وأيضاً يشير الطبيب النفسي مؤيد السالم إلى أن العلاقة بين القلق النفسي وطريقة التنفس علاقة وثيقة، فالتنفس السطحي الذي يكون من الجزء الأعلى من الصدر يزيد التوتر النفسي، بينما التنفس العميق الذي يكون من الجزء السفلي من الصدر فيرتبط بمستويات أقل من التوتر النفسي.

وحتى تعرف أي طريقة تتنفس بها جرب أن تضع إحدى يديك على معدتك فوق منطقة السرة واليد الأخرى على صدرك ولاحظ عملية التنفس لديك من خلال النظر إلى حركة يدك، فإذا كانت يدك التي على السرة تتحرك بشكل أكبر فهذا يعني أنك تتنفس على نحو بطني عميق، أما إذا كانت يدك التي على صدرك تتحرك بمعدل أكبر فهذا يؤكد تنفسك على نحو صدري سطحي، لذا عند شعورك بالتوتر أو الخوف أو القلق راقب طريقتك في التنفس حتى تجعلها تساعدك على تهدئة نفسك.

2. خصص وقتاً لرياضة المشي

عندما تمارس رياضة المشي فأنت بذلك تتيح لنفسك فرصة للهدوء وتفتح أمامك مساحات من الاتصال بذاتك وجسدك في عالم شديد التسارع، ووفقاً للمركز الوطني السعودي لتعزيز الصحة النفسية فمن فوائد المشي للصحة النفسية تحسين المزاج وتقليل القلق والاكتئاب، إلى جانب زيادة إفراز هرمون الدوبامين الذي يسهم في زيادة السعادة والحد من التوتر.

وهذا ما يجعل المعالج النفسي أسامة الجامع ينصحك في حال إصابتك بحدث صعب أو معاناتك مشاعر سلبية قوية ألا تغضب أو تحزن ثم تنام، إنما مارس رياضة المشي حتى لا تجعل جسدك مخزناً لألمك.

اقرأ أيضاً: 7 خطوات للتغلب على التوتر المزمن في العمل

3. أنصت إلى الآخرين باهتمام

هناك فرق كبير بين أن تستمع إلى الآخر وأن تنصت إليه، فالإنصات مهارة يمكن تعلمها والتدرب عليها، لذا في المرة القادمة حينما يتحدث إليك أحد الأشخاص، حاول ألا تنظر إلى هاتفك كثيراً أو تنساق وراء أحلام اليقظة، إنما كن حاضراً معه بكل حواسك وستجد بمرور الوقت أن تلك الممارسة جعلتك أكثر قدرة على الهدوء، وفي الوقت نفسه عزز علاقتك بالأشخاص المحيطين بك.

4. ركز على مهمة واحدة

أحياناً يكون يوم عملنا مزدحماً بالمهام إلى درجة كبيرة، وقد يشكل ذلك ضغطاً على صحتنا النفسية، لكن هذا الضغط حتماً سيتضاعف في حال شتتنا أذهاننا بالعمل على عدة مهام في الوقت نفسه، إنما الحل الأمثل يكون بالتركيز على مهمة واحدة وإنهائها للانتقال إلى المهمة التي تليها حتى لا يحاصرنا الشعور بالقلق والتوتر.

5. مارس تمارين اليقظة الذهنية

يمكن وصف اليقظة الذهنية بأنها الآلية التي تسمح لنا بتفريغ الضغوط التي تتراكم بداخلنا حتى لا تنفجر في وجه من نحب، لذا فكر فيها باعتبارها تمارين تهدئك وتساعدك على التصرف بأسلوب متزن وحكيم، وأحد أهم تلك التمارين تمرين الحواس الخمس الذي يقتضي التركيز الواعي على خمسة أشياء تراها، وأربعة أشياء تلمسها، وثلاثة أشياء تسمعها، وشيئين تشمهما، وشيء واحد تتذوقه، ما يساعدك على إعادة توجيه الانتباه إلى اللحظة الحالية وتهدئة جهازك العصبي.

اقرأ أيضاً: تعاني التوتر؟ هذه الوظائف هي الأنسب لك

المحتوى محمي