ما مدى فعالية الصدمات الكهربائية في معالجة الاكتئاب؟

3 دقائق
يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية (Electroconvulsive Therapy) من الأساليب الآمنة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد والأفكار الانتحارية
https://www.shutterstock.com/

يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية (Electroconvulsive Therapy) من الأساليب الآمنة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد والأفكار الانتحارية أو عندما لا تنجح طرق العلاج الأخرى. ويتم تقديم العلاج بالصدمات الكهربائية من قِبل فريق طبي متخصص؛ حيث يتم تخدير المريض خلال جلسات العلاج ويُعطى الأدوية تعزز من كفاءة العلاج بالصدمات الكهربائية عبر الوريد (Intravenous Medication).

متى يُصبح العلاج بالصدمات الكهربائية ضرورةً؟

يُعرّف الاكتئاب (Depression) على أنه اضطراب مزاجي يتسبب بدخول المصابين به في دوامة من الحزن وفقد الاهتمام التي قد تستمر بشكل دائم. ويُسمى أيضاً بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي أو الاكتئاب السريري (Major Depressive Disorder or Clinical Depression). يتسبب الاكتئاب في مختلف مراحله بكثير من المشاكل مثل مشاعر الحزن، وفقدان المتعة، وفقدان الاهتمام، وتأثر الأنشطة الاجتماعية، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية. ومن الممكن أن يصبح الاكتئاب حاداً ومهدداً لحياة الإنسان حينما يجعله معزولاً عن محيطه و سجيناً لأفكاره الانتحارية، أو عندما يجعله لا يتناول غذاءه ويفقد شهيته بشكل يهدد صحته وحياته. يتسم الاكتئاب الحاد بالانتشار العالي بين الناس وتصل فيه معدلات الانتكاس (Relapse) خلال السنة الأولى من التعافي إلى 80%. ويعاني ما يقارب 10% إلى 30% من المرضى المشخصين بالاكتئاب الحاد من مقاومة أجسادهم لأدوية مضادات الاكتئاب؛ ما يحيّد فوائدها المرجوة.

يرفض مرضى الاكتئاب الأدوية المعطاة لأسباب غير محببة لديهم؛ مثل شعورهم بالعجز الجنسي، أو زيادة الوزن، أو الأرق. وفي ظل انحسار فعالية الممارسات العلاجية التي تتضمن العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية بما يقارب 50%، وفي ظل تكرر حدوث الاكتئاب الحاد مع انعدام طرق العلاج الأخرى، وعندما تسيطر الأفكار الانتحارية على المرضى، يُصبح العلاج بالصدمات الكهربائية ضرورة. لذا يتجه الفريق الطبي الذي يتكون من ممارسين صحيين متخصصين لاستخدام الصدمات الكهربائية بشكل آمن لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد، والاكتئاب المقاوم للعلاج، والاكتئاب الشديد الذي لا يتحسّن مع العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية. ويصل التفاعل مع العلاج بالصدمات الكهربائية بين المرضى حسب ما أكده أحد الأطباء المتخصصين إلى ما يقرب من 50% إلى 70%.

اقرأ أيضا:

تأثير العلاج بالصدمات الكهربائية

قبل الخضوع للعلاج بالصدمات الكهربائية لأول مرة، يقوم الفريق الطبي بتحليل كامل للتاريخ المرضي للمريض بحيث يراجع فريق من المتخصصين التاريخ الطبي، والفحص الجسدي الشامل، والتقييم النفسي، واختبارات الدم الأساسية، ومخطط كهربائية القلب (Electrocardiogram. ECG) لفحص صحة القلب، ومناقشة مخاطر التخدير. ويحفّز العلاج بالصدمات الكهربائية الدماغ من خلال محاكاة غير جراحية تمتد لدقائق تتمثّل في تمرير تيارات كهربائية بقصد حدوث نوبة قصيرة. ومثل الكثير من العلاجات المتعارف عليها؛ لا يخلو استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية من بعض التأثيرات المصاحبة له (Side Effects)؛ مثل الغثيان، والصداع، وآلام الفك، وآلام العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتشوّش، ومشاكل الذاكرة. جديرٌ بالذكر أن البيئات الحالية التي تستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية تخضع للسيطرة العالية التي تضمن تحقيق أفضل فائدة بمخاطر محتملة قليلة.

هل فوائد العلاج بالصدمات الكهربائية تفوق المخاطر؟

يتردد هذا السؤال بكثرة نتيجة الصور النمطية التي ساهمت فيها الأفلام والقصص غير الصحيحة عن العلاج بالصدمات الكهربائية. بالإضافة إلى أن الممارسات القديمة كان تفتقر لوجود التخدير والخبرات المتراكمة التي توصّل إليها العلماء بعد عدد من السنوات في هذا المجال. يصح القول أن فوائد العلاج بالصدمات الكهربائية تفوق المخاطر؛ حيث يقتصر تقديم العلاج بالصدمات الكهربائية على فئة محددة من الناس كعلاج إضافي بجانب استخدام العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية. ويصف أحد الأطباء العلاج بالصدمات الكهربائية على أنه فعّال ويساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب؛ ما قد يمنع الانتكاس لشهور أو سنين.

ختاماً؛ قد تبدو معضلة الاختيار بين العلاج بالصدمات الكهربائية والعيش مع الاكتئاب صعبةً إلّا أن كثير من المتخصصين يدعمون استخدام هذه التقنية الحديثة كونها تساهم في علاج عدد من الناس - لا الكل بطبيعة الحال. ويلاحظ العديد من المُعالجين بالصدمات الكهربائية تحسناً واضحاً بعد نحو ست جلسات تتم في فترة أسبوعين تقريباً مقارنةً مع استغراق أدوية الاكتئاب المضادة عدة أسابيع أو أكثر حتى تتحقق الاستجابة المرجوة. ويبقى الاختيار حقاً محفوظاً للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد والأفكار الانتحارية أو يقاومون العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية.

اقرأ أيضا: