كيف تقول “لا” بكل ثقة وذكاء اجتماعي؟

2 دقيقة
الرفض
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

الملخص: من المهم أن تضع لنفسك حدوداً لقبول طلبات الآخرين وتلبية رغباتهم، ومن بعدها يمكنك أن تقول "لا" بكل قوة وثقة؛ وذلك لأن الموافقة الدائمة على طلبات الآخرين تضر باحتياجاتك الشخصية ورفاهتك. وغالباً ما يضغط المجتمع على الأفراد ليقولوا "نعم" تجنباً للصراعات أو تلبيةً لأدوار اجتماعية. ومع ذلك، يمثل الرفض قوة تمكين للذات، ويتيح الفرصة لاستعادة الطاقة وتقليل التوتر ويمكنك أن تتبع أسلوب التمهل والتروي قبل الاستجابة للطلب. وحتى تبتعد عن ميلك الدائم إلى الموافقة على ما يطلبه منك الآخرون، فانتظر 24 ساعة على الأقل قبل الرد. وبذلك، تكون استجابتك صادقة ونابعة من رغبة أصيلة في المساعدة وتقديم العون؛ ما يؤدي إلى تعزيز علاقاتك الشخصية.

في الموافقة الدائمة على طلبات الآخرين مخاطرة تتمثل في التعدي على حدودنا، وعدم استماعنا إلى أنفسنا على نحو كافٍ. لهذا السبب؛ أعرض عليك الأسباب التي تحتّم عليك التوقف عن الموافقة على كل شيء، وأقدم لك طريقةً تساعدك على الرفض بحكمة وذكاء اجتماعي.

كم مرة وجدت نفسك توافق على أمرٍ ما، سواء كان أداء خدمة، أو حضور مناسبة، أو تنفيذ مهمة ما، في إطار العمل أو حياتك الشخصية، ثم ندمت على ذلك بعدها؟ ربما فعلت ذلك لإرضاء غيرك، أو لأن شعوراً داخلياً ألحّ عليك بأنك ملزم، أو خشيت أن تترك انطباعاً سيئاً. فتجيب بـ "نعم" بينما يصيح عقلك متذمراً بـ "لا".

عندما توافق دوماً على طلبات الآخرين، فقد تهمل رغباتك واحتياجاتك والحدود التي وضعتها لنفسك. لذا؛ لا بد أن تتعلم كيف تمنح الإجابة التي تتناغم مع ذاتك، لا مع متطلبات الآخرين.

قوة أن تقول "لا"

تقول المعالجة النفسية، كيشا مور، في حديثها لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) الإلكتروني: "قد يكون قول "لا" مصدر قوة وتحرر للبعض؛ لكن هذا الرفض يمثل ترهيباً أو إزعاجاً لآخرين. يعلمنا المجتمع أحياناً أن رفض طلبات من حولنا ينطوي على فظاظة وعدم مراعاة لمشاعرهم". لذا؛ نميل إلى الموافقة بينما نرغب بشدة في الرفض. ويرتبط هذا السلوك أحياناً بالدور الاجتماعي الذي نؤديه، فسواء كنا في نطاق الأسرة أو في محيط العمل، تُشعرنا أدوارنا الاجتماعية المحددة أن علينا التزامات.

لكن في كلمة "لا" طاقة وقوة يمكن أن تعزز رفاهتك؛ تلك الكلمة الصغيرة قادرة على تحريرك من التزامات بعينها، لتمنحك وقتاً وطاقة لممارسة أشياء أخرى تزيد شعورك بالرضا عن ذاتك وعلاقاتك وخبراتك الحياتية عموماً. تشرح كيشا مور، قائلة: "على سبيل المثال؛ عندما ترفض دعوة لأن حالتك المزاجية سيئة، حتى لو كانت إلى مناسبة ترغب في حضورها، فإنك تمنح نفسك فرصة لتقليل توترك والتمتع بالطاقة اللازمة لأنشطتك المستقبلية أو علاقاتك المهمة".

توقف عن قبول كل شيء

عندما يسعى المرء إلى إرضاء الآخرين، أو يخشى أن يسبب لهم خيبة أمل أو حتى لا يصغي إلى نفسه دائماً، فإنه يميل إلى التجاوب مع الطلبات على الفور، حتى يلبي التوقعات، ولا يمنح نفسه وقتاً للتفكير؛ لأنه متيقن من أن رده سيكون بالإيجاب في نهاية المطاف. ولكي نواجه نمط الرد بـ "نعم" كعادة متأصلة، علينا أن نتعلم كيف نمنح أنفسنا وقتاً للتفكير. تنصح المختصة النفسية، لورين كوك، في حديثها لموقع ومنز هيلث (Women's Health) الإلكتروني، باعتياد التمهل بعد تلقي الطلب فترة 24 ساعة قبل الرد.

وفي أثناء ذلك، حدد احتياجاتك ورغباتك ومشاعرك، وقيّم حماسك للطلب، وأعلِم الشخص الذي طرحه عليك بأفكارك تجاهه. سوف تمنحك فترة التأمل هذه وقتاً لتأمل نفسك، والاقتراب أكثر من ذاتك، لتتمكن من الرد بمصداقية تامة؛ وهذا ما نطمح إليه في علاقاتنا بأحبائنا. تقول المعالجة النفسية، كريستال مازولا وود: "إذا لم نشارك الآخرين احتياجاتنا أو رغباتنا أو مشاعرنا الحقيقية، فإننا بذلك لا نظهر ضعفنا الإنساني في علاقتنا بالآخرين ونحجب عنهم جانباً من شخصيتنا الحقيقية".