هل تغير كثرة الاعتذارات نظرة الآخرين إلينا؟

2 دقائق
الاعتذارات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: إذا كان الاعتذار عن الخطأ محبذاً جداً فإن الإكثار منه غالباً يثير الاستنكار؛ إذ يرى البعض أن الاعتذار على نحوٍ متكرر أمر مزعج يمكن أن يقلل من احترام الآخرين له ويُظهره شخصاً ضعيفاً أو يقلل من تقديره لذاته.

لا يحظى سلوك الاعتذار بنظرة إيجابية من الآخرين دائماً، على الرغم من أن الأشخاص الذي يطلبون الصفح يتمتعون بميزة ليست متاحة للجميع.

إذا كان الاعتذار عن الخطأ محبذاً جداً فإن الإكثار منه غالباً ما يثير الاستنكار؛ إذ يرى البعض أن الاعتذار على نحوٍ متكرر أمر مزعج يمكن أن يقلل من احترام الآخرين له ويُظهره شخصاً ضعيفاً أو يقلل من تقديره لذاته.

وتقول أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة بيتسبرغ، (l’université de Pittsburgh) كارينا شومان (Karina Schumann) في تصريح لموقع "ساي بوست" (PsyPost): "أدرسُ سلوكات الاعتذار منذ 15 عاماً، وغالباً ما يسألني الناس إن كان من الممكن الإكثار من الاعتذار". واهتمت كارينا شومان في دراسة بمشاركة أماندا فورست (Amanda Forest) وإيميلي ريتشي (Emily Ritchie)، بالنظرة التي يحملها الآخرون عن الأشخاص الذين يعتذرون كثيراً.

اجعل اعتذاراتك متزنة

أجرت هذه الدراسة التي نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2021 في دورية الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Personality and Social Psychology Bulletin) عدة تجارب؛ حيث كان على 384 مشاركاً قراءة قصة قصيرة تروي الأحداث الروتينية لشخصية ما خلال أسبوع.

وتلقّت المجموعة الأولى من المشاركين قصة اعتذرت فيها الشخصية 12 مرة، أما المجموعة الأخرى فقد تلقت قصة مماثلة تماماً لكن الشخصية فيها لا تعتذر، وكان على المشاركين أن يقدموا انطباعاتهم عن هذه الشخصية قبل مواصلة القراءة.

فرأى المشاركين أن الشخصية التي تعتذر في أغلب الأحيان تتمتع "بصفات مجتمعية" مثل الصدق والود، أكثر من الشخصية التي لا تعتذر أبداً؛ كما اعتبروا أن الشخصية التي تعتذر مراراً تتميز "بصفات فاعلة" أقلّ مثل إثبات الذات والثقة في النفس.

دراسة أخرى تثبت أن الإعتذار من شيم الكرام

أجاب 300 مشاركاً من الأزواج والزوجات في دراسة ثانية عن أسئلة حول تكرار الاعتذارات وقيمتها التي يقدمها شريك الحياة؛ كما كان عليهم أيضاً تقديم معلومات عن الصفات المجتمعية والفاعلة لأزواجهن أو زوجاتهم. وواجه المشاركون موقفاً افتراضياً يتعرّضون فيه إلى سلوك مهين من الشريك، ويتلقون بعده اعتذاراً بسيطاً، أو اعتذاراً قيّماً، أو تمرّ الإهانة دون أي اعتذار.

ولاحظت الباحثات أن تكرار الاعتذارات لا يؤثر في الطريقة التي اسُتقبلت بها. كما خلُصت الدراسة إلى أن الاعتذارات المتكررة والقيّمة: "لا تقلل من تصورات الآخرين المركزة على صفتَيّ الحزم والقوة؛ لكنها ترتبط بدلاً من ذلك بالتصورات التي تركز على صفتَيّ المودّة والأخلاق".

وتلخص كارينا شومان لموقع "ساي بوست" مضامين الدراسة: "تؤكد نتائج البحث في المجمل أن اعتذارك على نحوٍ متكرر له فوائد أكثر من السلبيات، وبخاصة إذا كنتَ تقدم اعتذارات قيّمة".

المحتوى محمي