كيف أتعامل مع حالة عدم القدرة على التركيز؟

عدم القدرة على التركيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تجد صعوبة شديدة في التركيز على إنجاز مهمة بعينها؟ تنشغل بأشياء أقل أهمية؟ تفقد الخيط الناظم لفكرة ما أو موضوع تحتاج للفصل فيه؟ من المحتمل أنك تعاني من عدم القدرة على التركيز. وبخلاف ما يسميه البعض حالة “الطيار الآلي” التي تَنتُج بسبب اعتياد القيام بأمرٍ ما؛ كقيادة السيارة من المنزل إلى العمل دون انتباه لكل حركة تقوم بها أثناء ذلك، أو اللعب بعصا تحكم دون التفكير المستمر في ما ستقوم بضغطه أو الانتباه لحركة أصابعك. فعدم القدرة على التركيز تتصل بالعجز عن إنجاز مهامك وواجباتك بسبب كثرة السهو أو صعوبة في التفكير بوضوح وهدوء.

وفي ظل عدم حاجتنا للرعاية العاجلة عندما نمر بهذه الحالة من الشرود الذهني، فقد تعصف بنا في بعض الأحيان هذه الحالة المرهقة جسدياً ونفسياً إن استمرت لمدة طويلة.

ويتضح دور التركيز المهم في كثير من المهام اليومية من حولنا؛ والتي تتطلب الانتباه الكلي والتفكير بوضوح كعملنا اليومي أو التفاعل مع عائلاتنا في المنزل، أو حتى في أثناء أداء الواجبات المنزلية؛ إلا أن ذلك يبدو صعباً نتيجة لتلك الحالة الغريبة.

وعلى الرغم من أن عدم القدرة على التركيز لا يرقى إلى أن نعامله كحالة طبية طارئة، فمن المهم أن نُسلّّط الضوء على ماهيته وارتباطه ببعض الاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معه على الوجه الأنسب.

ما المقصود بعدم القدرة على التركيز؟

لا يوجد معنى واحد لحالة عدم القدرة على التركيز، فقد تختلف أعراضها ومدى شدتها وتكرُّر حدوثها من شخص لآخر.

ويبدو أن هناك بعض الأعراض التي يمكن ملاحظتها باستمرار على من يعاني من هذه الحالة؛ حيث تحدّد راشيل نال (Rachel Nall) الحاصلة على درجة الماجستير في التمريض والكاتبة بمنصة “هيلث لاين” (Healthline)، الأعراض الأساسية لهذه الحالة في:

  • عدم القدرة على تذكر الأشياء التي حدثت منذ وقت قصير.
  • صعوبة في الجلوس بهدوء.
  • صعوبة في التفكير بوضوح.
  • فقد بعض الأشياء على نحو متكرر أو صعوبة تذكر مكانها.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • عدم القدرة على أداء المهام المُعقَّدة.
  • قلة تركيز الشخص.
  • الافتقار إلى الطاقة الجسدية أو العقلية اللازمة للتركيز.
  • ارتكاب بعض الأخطاء نتيجة السهو أو اللامبالاة.

بالإضافة لما سبق، فقد يلاحظ الإنسان المُصاب بأنه من الصعب عليه التركيز في أوقات معينة من اليوم أو في أماكن معينة من المنزل أو مقر العمل.ما هي المسببات المحتملة لعدم القدرة على التركيز؟

يمكن أن تتكون حالة عدم القدرة على التركيز نتيجة لحالة مزمنة جسدية أو نفسية وعقلية؛ ما يعني تزامنها في بعض الأحيان مع حالات مرضية حقيقية أو سلوكيات غير صحية.

حسب مقالة نال، فقد تتضمن المسببات المحتملة لعدم القدرة على التركيز بعضاً من الاضطرابات أو الأمراض أو السلوكيات التالية:

  • ارتجاج في المخ.
  • قلة النوم أو الشعور بالجوع.
  • القلق أو الإجهاد الزائد.
  • الأرق أو الصرع أو الخَرَف.
  • الاضطراب الاكتئابي الحاد (MDD).
  • اضطراب تعاطي المشروبات الكحولية.
  • اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام.
  • متلازمة كوشينغ (Cushing’s syndrome)؛ والتي قد تحدث عندما يفرز الجسم الكثير من هرمون الكورتيزول على مدى فترة طويلة من الزمن.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  • متلازمة تململ الساق (Restless Leg Syndrome)؛ والتي تتصف بالرغبة الشديدة في تحريك الساقين وتسوء أكثر خلال الليل.
  • متلازمة التعب المزمن (Chronic Fatigue Syndrome).

كما يمكن أن تكون عدم القدرة على التركيز نتيجة للآثار الجانبية لبعض الوصفات الدوائية، لذا؛ على من يعاني من هذه الحالة أن يسأل طبيبه المباشر ما إذا كانت أدويته قد تؤثر على تركيزه، مع ضرورة عدم التوقف عن تناولها إلا بعد مشورة واضحة بتركها من قِبَل الطبيب.

متى تصبح المساعدة الطبية واجبة لمن يعاني من عدم القدرة على التركيز؟

يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا واجه الإنسان المُصاب أيّاً من الأعراض التالية، إلى جانب عدم القدرة على التركيز:

  • صعوبة النوم.
  • فقد الذاكرة المفاجئ وغير المبرر.
  • تدهور حالة النسيان وعدم التركيز.
  • شعور غير عادي بتعب أو إجهاد جسدي.
  • انخفاض الأداء في العمل أو المدرسة.
  • الصداع الشديد أو الألم شديد في الصدر.
  • فقدان الوعي أو الخدر أو الوخز في جانب واحد من جسمك.
  • فقد الحس أو المعرفة بالمكان أو الزمان المفاجئ.

كما يجب على من يعاني منها أن يحدد موعداً لرؤية طبيب مختص إذا كانت حالة عدم القدرة على التركيز تؤثر على قدراته في ممارسة الحياة اليومية أو الاستمتاع بها.

كيفية التعامل مع عدم القدرة على التركيز

من الممكن إجراء بعض التغييرات المتعلقة بنمط الحياة التي من شأنها تحسين القدرة على التركيز؛ ومنها ما يلي:

  • تقليل تناول الكافيين.
  • الحصول على المزيد من النوم.
  • تناول عدة وجبات صغيرة كل يوم.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
  • اتخاذ خطوات لتقليل التوتر والقلق إما بالتأمل أو الكتابة أو القراءة.

إضافة لما سبق، فقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى خطط علاجية تحتوي على العلاج المعرفي السلوكي للحد من المُشتِّتات، وبعض الأشخاص الآخرين قد يحتاجون إلى خطط علاجية تحتوي على الأدوية لتحسين التركيز والانتباه.

بالمثل؛ قد تركّز بعض الخطط العلاجية على تعليم الوالِدين ومقدمي الرعاية كيفية التعامل مع أقربائهم الذين يعانون من عدم القدرة على التركيز.

في النهاية، فقد لا ترتقي هذه الحالة السلبية من شرود الذهن إلى أن تكون حالة مرضية جسدية أو نفسية؛ إلا أن التعامل معها بجديّة منذ اللحظات الأولى قد يصنع الفارق في تحقيق أعلى مستوى من الصحة والعافية نتيجة ارتباطها المُحتمل مع بعض الأمراض والاضطرابات النفسية أو السلوكيات غير الصحية.

المحتوى محمي !!