8 عادات عليك أن تتبناها وترسخها في 2022

عادات عليك ترسيخها في 2022
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يصعب علينا الاستمرار في سعينا اليومي والحفاظ على تفاؤلنا في عالم يخضع لأزمات لا تنتهي. وكي نتمكن من متابعة مسيرتنا الحياتية براحة بال؛ تدعونا المدربة آن ماري باريرو إلى تبني 8 عادات عليك ترسيخها في 2022 والعمل على تطويرها على مدار العام.

8 عادات عليك ترسيخها في 2022 تعرف إليها:

كن حراً

كم مرةً قلت لنفسك خلال العامين الماضيين: “سيكون الوضع أفضل بعد انتهاء الجائحة، وسيعود كل شيء إلى طبيعته في غضون 3 أشهر… نعم كثيراً ما نأمل في حدوث أمور معينة لكنها لا تحدث أبداً، ورغم أن توقع الأمور الحسنة يعتبر أمراً جيداً، فإنه قد يسلبنا حريتنا. أفضّل أن أقول لنفسي: “لدي ثقة، وأنا أقبل بما هو موجود، وأسعى دائماً إلى استخلاص أفضل ما يمكن من أي موقف أواجهه”. الحرية هي ألا تكون لديك توقعات، وأن تعيش بمستوىً عالٍ من الطاقة. أحب شعر بابلو نيرودا عندما يقول: “يموت ببطء من لا يخاطر؛ من يصبح عبداً ويتجنب الشغف”، فقراءته تمنحني القوة.

“كن حراً أينما كنت”، ثيش نهات هانه.

اعمل على تقوية عزيمتك

“رحلة البطل” هو الاسم الذي أطلقه على التمرين الذي أحب ممارسته؛ حيث يقف التنين في طريقنا كعقبة تمنعنا من المضي قدماً، لدرجة أننا لا نجرؤ على المجازفة أكثر، ونتسمر في مكاننا. إن موقف الانتظار والترقب هذا هو فخ حقيقي، يقع الكثيرون فيه عندما يركزون على العقبة فقط، ويفضلون البقاء في منطقة الأمان، دون منح أنفسهم الفرصة لرؤية ما هو أبعد من هذه العقبة، أو اتخاذ خطوة ما، خوفاً من الخطر. أن تكون “بطلاً” يعني أن تعقد العزم على مواجهة التنين، وأن تعثر على الأدلة التي ستقودك، وأن تقبل التغيير. أعتقد أن من يتحلى بالعزيمة سيتمكن من رؤية ما هو أبعد من أي عوائق تقف في طريقه، فهذه العوائق هي جزء من عالمنا المحفوف بعدم اليقين.

علّم نفسك الصبر

في عصرنا الذي يتسم بالتحكم في كل شيء والتحقق منه وتنظيمه، ومع أسلوب التوحيد القياسي الذي يفرض نفسه، فإن ذلك يؤدي عادةً إلى شعور المرء بنفاد صبره؛ ولكنني أعتقد أننا نبذل الكثير من الجهد لتحقيق رغبتنا في التحكم في كل شيء بالكامل، أو بحثاً عن الكمال، أو لمجرد التعايش مع وضع لا يمكننا تحمله، حتى استنفدت هذه الجهود الحياة داخلنا. عادةً ما أقوم برسم دائرتين، وأضع في الدائرة اليمنى ما يمكنني التحكم فيه، وفي الأخرى كل شيء لا يمكنني التحكم فيه، ثم أركز انتباهي على الدائرة الموجودة على الجانب الأيمن فقط. لا أنجح دائماً في هذا التمرين لأنه يتطلب انضباطاً ذهنياً؛ لكن عندما أتحلى بالصبر، أدرك في نهايته أن الأمور التي يجب عليّ الاهتمام بها هي أفكاري ومشاعري وأفعالي.

“إن للصبر قدرة أكبر بكثير من قدرة القوة”، بلوتارك.

عش اللحظات اللطيفة بكامل أحاسيسك

لطالما تساءلت عن كيفية الشعور بالسعادة في مثل هذا العالم القاسي والوحشي. يُمثل العيش مع واقع لا يمكن السيطرة عليه، وأحياناً لا يطاق، تحدياً كبيراً لدرجة أن الكثيرين يفضلون نسيانه لحماية أنفسهم منه؛ لكنني أعتقد رغم ذلك أن اللحظات اللطيفة والمفعمة بالجمال ستنقذ العالم. اقرأ شعراً، أو تذوق الجمال في لوحات سيسلي، أو استمع إلى فرقة سوناتا، أو داعب قطةً، إنها أشياء بسيطة لكنها ستمنحك سعادةً هائلةً. غيّر تركيزك على الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة، ثم عش كل لحظة لطيفة بكامل أحاسيسك. آخر مرة فعلت ذلك كانت يوم عيد الميلاد؛ حيث حملت طفلاً بين ذراعي.

“اللطف لا يُقهر، إذا كان حقيقياً”، مارك أوريل.

اخلق هدوءاً داخلياً في مواجهة الأزمات

خلال هذه الأزمة التي نعيشها، نتعرض للكثير من المعلومات المتضاربة، ويعود ذلك غالباً إلى مرور هذه المعلومات من خلال مرشحاتنا الإدراكية التي تشوّه الحقيقة. على سبيل المثال؛ إذا كنتُ أخشى المرض، فإن عقلي سوف يلتقط كل المعلومات التي تغذي هذا الخوف. وبالمثل؛ إذا كنت أخشى الآخرين، فسيجمع عقلي كل المعلومات التي تجعلني أعتبر الآخرين مخطئين.

وبين الضجيج الإعلامي، والارتباك العاطفي، والصور المروعة، والمعلومات المضللة، فإن هذه الأمور تخلق مناخاً من عدم الأمان يجعلنا منهكين، لذا فأنا أستخدم التفكير النقدي كي لا أستهلك أي معلومات متاحة. إن خلق الهدوء الداخلي في مواجهة الخوف، هي عادة أعمل على ترسيخها يومياً.

“إن الهدوء الحقيقي هو هدوء الضمير”، سينيكا.

أظهر التعاطف

لطالما ارتبط مفهوم إظهار التعاطف بالمعلمين البوذيين، وأولئك الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات تأملية. شخصياً؛ قررت أن أتبنى عادة إبداء التعاطف تجاه الآخرين لأنه بدا لي أنني يمكنني من خلالها زيادة مستوى تسامحي معهم. وغالباً ما أدرّب الأشخاص على ذلك من خلال أسلوب تغيير المواقف الإدراكية. في هذه الأزمة التي نمر بها، أمارس هذا الأسلوب لفهم الأشخاص المصابين بالفيروس، وأحبائهم، ومقدمي الرعاية، والأطباء، والآباء، والشباب، وكل من يعملون في الصفوف الأمامية. قد لا أتفق مع معظم قرارات المسؤولين عن إدارة هذه الأزمة؛ ولكنني تساءلت بتعاطف، عما قد أفعله لو كنت مكانهم، وتعرضت لكل هذا الهجوم والانتقاد والتهديد. أقوم بتعليم مهارات القيادة، وأعلم أنه لا يمكن لأي شخص في موقع المسؤولية أن يحصل على قبول الجميع، خاصةً عندما يقع على عاتقه العبء الأكبر في ظل هذه الأزمات.

“يجب أن نعمل على صقل تفكيرنا إلى أن يستيقظ اهتمامنا برفاهية الآخرين”، الدالاي لاما.

طوّر قدرتك على الاستماع

إن تطوير القدرة على الاستماع هي إحدى عاداتي المفضلة، وإحدى الطرق الفعالة التي أستخدمها في تدريب الأشخاص على مهارات التواصل، فمن خلال حسن الاستماع أجد الترحيب والإحسان والتسامح من الآخرين، وقبل كل شيء التفهم.

أعتقد أننا إذا استمعنا إلى ما يقال، وما لا يقال أيضاً، فسنتمكن من تعزيز العلاقات الإنسانية بصورة كبيرة، وتجنب العديد من النزاعات بالتأكيد. إن الاستماع المتبادل بيننا بغية فهم بعضنا البعض، يفتح مناخاً من الثقة والمراعاة والتسامح الإنساني. أنا أستمع إلى ما أشعر به وما يبدو أنه صحيح بالنسبة لي، إنها عادة أتبناها بصورة دائمة.

“يتيح لنا الاستماع ثراءً من نوع آخر؛ وهو متعة الحوار، والتلاقي”، ألفريد فانيسا.

قدّر البساطة

لقد ذكرني رحيل بيار رابحي بمقالته الرائعة عن “الرصانة السعيدة”. أرى اليوم مِن حولي مجتمعاً استهلاكياً، وكوكباً في خطر وكائناتٍ مهددة، ومشروع مجتمع “ما بعد الإنسانية” يثير خوفي. يريد الجميع أن ينعموا بالسعادة؛ لكن هل يمكن لنا بالفعل أن نكون سعداء في مجتمع قائم على المنافسة، والاستهلاك، والسيطرة، والسعي المحموم نحو الظفر بالمراكز الاجتماعية؟

أتذكر كيف عشت طفولتي في الريف، في الطبيعة، تلك الحياة التي كنا نكتفي فيها بموارد العيش الضرورية. يمكننا أن نجد في البساطة سحر اللحظة، والطبيعة، والعفوية، والتعاليم الحقيقية لاكتشاف جمال الحياة وعيشها.

“الاسم الحقيقي للحب هو البساطة”، كريستيان بوبين.

اشعر بالثقة، وافتح قلبك، وعش الجمال الذي تراه بكل أحاسيسك، وأعد اكتشاف طبيعتك البسيطة، وأخيراً كن حراً، هذا هو ملخص رسالتي إليكم في هذا العام الجديد.

المحتوى محمي !!