خطوات عملية تُخلّصك من الشعور بالندم

3 دقيقة
الندم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الندم شعور لا يخلو من القسوة على النفس وإيذائها وتقويض الثقة بها. قد نندم على فعل شيء وقد نندم أحياناً على عدم فعل شيء آخر؛ لكن النتيجة تكون واحدة في الغالب. لذا؛ ينصح الخبراء النفسيون بتجنّب هذه المشاعر التي لن تغير شيئاً في النهاية. كيف يمكننا إذاً تجنّب هذه المشاعر؟ إليك نهجاً بسيطاً بلورته الخبيرة النفسية جودي ويلمان.

لا أحد يريد أن تصاحبه مشاعر الندم حتّى نهاية عمره. لذا؛ ثمة أساليب تساعد الفرد على تجنب الشعور بالأسى على عدم التصرف وعدم التحسر بعد فوات الأوان.لا أحد يحبّ أن يتذكر الأمور التي ندم عليها، سواء في المساء عند النوم أو عندما يصبح عجوزاً. لا يرغب المرء أبداً في استحضار الأشياء التي لم يجرؤ على فعلها أو قولها، أو تذكّر الشخص الذي أضاع فرصة الارتباط به أو ذلك الذي لم يجرؤ على هجره.

مع ذلك يبدو من الصعب أن نحسن الاختيار طوال الحياة؛ لذا لا يمكننا تجنّب مشاعر الندم أبداً. لكن اطمئن، فهناك مشاعر ندم إيجابية وأخرى سلبية وفقاً للمدربة والكاتبة جودي ويلمان (Jodi Wellman). هناك ندم على الفعل أي التحسر على فعل شيء، وهناك ندم على الترك أي التحسر على عدم فعل شيء ما.

إذا كان الندم على الفعل قد يثير الشعور بالأسف أو الذنب أو العار فإنه يميل إلى الاختفاء بمرور الوقت. في المقابل، فإن الندم على الترك يمكن أن يطول أكثر. تقول الخبيرة النفسية جودي ويلمان في مقال لها على موقع قناة سي إن بي سي (CNBC): "الندم على الترك أكثر إثارة للأسى لأنه يتعلق بقرارات لم نتخذها، علاوة على أنه يكشف الفجوة الفاصلة بين ذواتنا الحقيقية التي تخيلنا أنها ذوات مثالية والذات القادرة على تحويل أحلامنا إلى حقيقة". لتجنب ندم الترك، تقترح الخبيرة النفسية نهجاً مفيداً.

5 خطوات عملية تُخلّصك من الشعور بالندم

إذا كان علينا تجنب العيش مع شعور الخوف من الندم على فعل شيء أو تركه، فإن من المفيد أيضاً أن نتوقع ظهور مشاعر الندم. هذا ما تقترحه جودي ويلمان. تقول عن ذلك: "توقّع مشاعر الندم قبل أن تتحول إلى واقع يمنحنا فرصة عيش الحياة بطريقة صحيحة".

لتغيير مسارك والحد من احتمالية الشعور بالندم، تنصحك مؤلفة كتاب "أنت تموت مرة واحدة فقط" (You Only Die Once) باتباع الخطوات التالية:

  • اتخذ وضعية مريحة في سريرك وتخيل أنك في نهاية حياتك.
  • حدد قائمة الأشياء التي قد تكون نادماً على تركها أو سجّل ببساطة كل ما يتبادر إلى ذهنك عندما تفكر في الأمور التي لم تفعلها وتحب لو أنك فعلتها.
  • ارسم دائرة حول حالات الندم التي "تؤدي إلى تسارع نبضات قلبك أو تجعله يتألم أو يخفق بشدة".
  • ركز على مشاعر "الندم المسبق" أي حالات الندم التي لم تحدث بعد أو يمكن تصحيحها.
  • فكر في الحلول التي يمكن أن تدفعك إلى التقدم ولو خطوة واحدة، ثم دوّن هذه الحلول فوراً.

تضيف ويلمان: "لست مجبراً على مواصلة الطريق نفسها والاستسلام لندم الترك، يمكنك أن تتخذ مسارات مختلفة تماماً إذا رغبت في ذلك، يكفي أن تعرف ما هي الأمور المهمة بالنسبة إليك وتنتقل إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية".

كيف تفهم ندمك بعمق؟

إذا كان نهج جودي ويلمان يسمح لك بتجنب مشاعر الندم فقد لا تتعرّف إليه أحياناً إلا بعد فوات الأوان وسيطرة مشاعر الندم على نفسيتك. مع ذلك، بدلاً من أن تتعامل مع مشاعر الندم بسلبية وتستسلم لدوامة الأفكار المسيطرة، تنصحك المعالجة النفسية إيزابيل فيليوزات (Isabelle Filliozat) بالنظر إلى هذه المشاعر من منظور مختلف.

تقول إيزابيل فيليوزات: "إن النظر في المرآة الخلفية يجعلك تدرك الخيار الآخر الذي كان من الممكن تبنّيه؛ لهذا تفكر في قرارك السابق الذي ندمت عليه". لكن هذا الأمر يعني أن مشاعر الندم قد تساعدك على فهم نفسك بطريقة أفضل.

تضيف المعالجة النفسية: "في الحقيقة أنت تندم في قرارة نفسك على الشيء نفسه؛ أي على عدم الإصغاء إلى ذاتك ومسايرة احتياجاتك الشخصية، سيساعدك الندم على فهم نفسك بمجرد أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما تكشفه هذه المشاعر عنك وتتساءل: لماذا أشعر بهذا الندم؟ لماذا لم أصغ إلى ذاتي أكثر في ذلك اليوم؟".

إذا تريثت قليلاً وأعدت النظر بموضوعية إلى مشاعر الندم التي تنتابك بإمكانك حينها أن تتخلى عن مرآتك الخلفية، وتركز على المستقبل. كما تستطيع حينها أن تتحرر من شعورك بالذنب وتتخذ القرارات التي تؤمن بها إيماناً كاملاً.