كيف تتعامل مع حزنك حتى لا يصير اكتئاباً؟

3 دقيقة
الحزن
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يمكن أن ينجم الحزن عن تغييرٍ لم نتوقعه، أو خيبة أمل وإحباط؛ مسببات الحزن كثيرة، وهو رد فعل طبيعي تجاه أحداث الحياة مهما كانت بسيطة وتافهة. فمتى نصبح بحاجة إلى المساعدة المتخصصة مخافة أن يكون حزننا قد أصبح اكتئاباً؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.

يتلاشى الحزن عادةً مع مرور الوقت؛ لكن عندما تستمر هذه الحالة لوقت طويل وغير اعتيادي بحيث يصبح الشخص غير قادرٍ على ممارسة أنشطته الطبيعية أو يواجه صعوبة في ذلك، فقد يكون علامة على الإصابة بالاكتئاب.

يوضح أستاذ الطب النفسي الراحل سعيد عبد العظيم، إن الحزن رد فعل طبيعي جداً حيال أحداث الحياة العادية مثل الفشل في الدراسة أو غيرها من الأحداث، ويزول مع زوال مسبباته. لكن تشخيص الإصابة بالاكتئاب يأتي عادةً بعد استمرار مشاعر الحزن بالحدة نفسها مدةً تفوق الأسبوعين.

كيف تعرف إذا كنت حزيناً أم مكتئباً؟

تعد مشاعر الحزن العرضية جزءاً كبيراً من تجربتنا الإنسانية، وبخاصة خلال اللحظات الصعبة التي تجعلنا نشعر بالإرهاق أو الانزعاج أو الأذى. سواء كان ذلك بعد انفصال، أو غياب أحد المقربين، أو الشعور بالعزلة، فإن هذه المشاعر هي استجابة طبيعية إلى صعوبات الحياة المختلفة والمتنوعة. إذ ثمّة العديد من مسببات الحزن. ولمساعدتك على فهم الفرق، اطلّع على الآتي:

  • يمتد الاكتئاب إلى ما هو أبعد من مجرّد الحزن؛ فهو يشمل مجموعة من الأعراض التي تشير إلى وجود اضطراب في الصحة النفسية. حيث يظهر الاكتئاب السريري من خلال علامات مختلفة؛ مثل التعب المستمرّ، وتضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعةً في السابق، والتفكير في الموت أو الانتحار. تستمر نوبات الاكتئاب عادةً مدةً لا تقل عن أسبوعين. ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن حدث مثيرٍ محدّد، أو تبدو وكأنها تظهر دون سبب واضح.
  • يمكن للتغيّرات في حالتك البدنية أن تؤثر كذلك في صحتك العاطفية؛ مثل التقلبات الهرمونية الناجمة عن البلوغ، أو انقطاع الطمث، أو بعض التدخلات الطبية أو أمراضٍ محددة.
  • قد يكون فهم، وحتى معرفة الأسباب الكامنة وراء حزنك، أمراً بعيد المنال. فإذا وجدت نفسك غير قادرٍ على تحديد مصدر حزنك، ولا سيّما في حالة وجود تاريخ عائلي لمشكلات الصحة النفسية، فمن المحتمل أنك تعاني الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: التحفيز الكهربائي للحبل الشوكي يمكن أن يعالج الاكتئاب

متى وكيف يمكن أن يصبح الحزن اكتئاباً؟

قد يكون التمييز بين الحزن الطبيعي والاكتئاب السريري أمراً صعباً؛ إذ من المعتاد أن نشعر بالإحباط بعد فقدان وظيفة، أو اختبار فترة انفصال، أو الحداد. وحتى الحزن الشديد خلال هذه الأوقات يُعد ضمن نطاق ردود الفعل العاطفية الطبيعية. إلا أنه عندما تستمر هذه المشاعر دون تحسنٍ واضح مع مرور الوقت، وبالضبط لأكثر من أسبوعين متتاليين بحسب توصيات الأطباء، أو يبدأ حزننا في التداخل مع الأداء اليومي على نحو كبير، ولا نشعر بأي نوعٍ من الاستمتاع، فقد يشير ذلك إلى التحوّل إلى الاكتئاب السريري. لذا؛ من المهم أن ندرك متى نتجاوز الحزن المألوف، وأن نطلب الدعم المناسب عند الحاجة.

ما علامات الإصابة بالاكتئاب؟

يُشخّص الاكتئاب في حالة اختبارك للأعراض التالية لأكثر من أسبوعين:

  • تشعر بالحزن أو اليأس أو الفراغ الداخلي، و قد تبكي وتشعر بانعدم القيمة أو بالذنب أو بالأسف حيال أحداث الماضي.
  • فقدت القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كانت تمنحك المتعة في السابق مثل هواياتك أو أفلامك المفضلة أو الوجود مع أشخاص آخرين أو ممارسة الجنس.
  • تواجه صعوباتٍ في النوم، فلا تستطيع النوم أو تنام كثيراً.
  • تشعر بالتعب والخمول وانخفاض الطاقة.
  • قد تفقد شهيتك ووزنك، أو ترغب في تناول الطعام غير الصحي.
  • لم تعد تهتم بنفسك أو بمظهرك أو ملابسك، وقد تهمل أساسيات الرعاية الذاتية مثل النظافة الشخصية.
  • تشعر بالغضب أو الاستياء، وتنزعج من الناس في كثيرٍ من الأحيان.
  •  تعاني صعوبة في التفكير بوضوح أو التركيز وتذكّر الأشياء.
  • تشعر بآلام في الجسم دون أسباب طبية واضحة، أو آلامٍ في أماكن معينة من جسمك مثل الظهر أو الرأس، بالإضافة إلى أنك قد تعاني تشنجات العضلات أو اضطرابات المعدة.
  • قد تراودك أفكار عن الموت، أو تفكّر في إنهاء حياتك.

كيف تتعامل مع الحزن حتى لا يتحوّل إلى اكتئاب؟

كثيراً ما تصاحب الحزن مشاعر أخرى؛ مثل الغضب أو التوتر أو الإحساس بالذنب أو القلق أو اليأس. وفي بعض الأحيان، قد تطغى هذه المشاعر المصاحبة على الحزن نفسه؛ ما يجعله أقل وضوحاً. لذلك؛ قد تجد نفسك تستخدم مصطلحات مختلفة للتعبير عن حالتك مثل العذاب، أو الحسرة، أو الألم، أو الحنين إلى الوطن أو شخصٍ معين، أو التعاسة. لكن يمكنك التأقلم مع مشاعرك تلك بطرائق صحية ومساعدة نفسك على تخطّيها دون الوقوع ضحيةً للاكتئاب من خلال تطبيق النصائح المهمة التالية:

  • اسمح لنفسك أن تكون حزيناً لأن إنكار مشاعرك قد يؤذيك مع مرور الوقت.
  • فكر في مصدر مشاعرك الحزينة. هل هي مرتبطة بخسارة أو حدث غير سعيد؟ قد يساعدك ذلك على تقبلها والتخفيف من حدتها.
  • اقضِ بعض الوقت مع الأصدقاء أو العائلة، أو عبّر عن حزنك من خلال الرسم أو تدوين اليوميات.

اقرأ أيضاً: لماذا يضحك بعض الناس في المواقف الحزينة؟ وكيف تتعامل مع هذه الحالة؟

وفي الأخير، إذا كنت تشك في إصابتك بالاكتئاب، فمن المستحسن استشارة اختصاصي نفسي؛ إذ يمكنه تقييم نظامك الدوائي في حال كنت تتناول أيّ أدوية، وتقييم وظيفة الغدة الدرقية لديك، وقياس مستويات الهرمونات الأخرى لتحديد العوامل المحتملة التي أسهمت في تغيرات حالتك المزاجية.

المحتوى محمي