8 خطوات يمكنك فعلها لمساعدة الشخص الذي يفكر في الانتحار

الأفكار الانتحارية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تتأثر صحتنا النفسية كثيراً بما نمر به من ألم وضغوط في العمل والدراسة، والعلاقات الاجتماعية؛ في حين يتمكَّن البعض من تجاوز تلك الضغوط، يبقى آخرون عاجزين عن ذلك، وقد يقعوا ضحية الأفكار الانتحارية التي قد تبقى داخلهم دون التعبير عنها أو قد يتخذون خطوات فعلية.
إن وجود أفكار انتحارية لدى الشخص يعني التفكير حول إنهاء حياته لإنهاء ألم يعتصره جسدياً أو نفسياً، أو الشعور بأن الناس سيكونون أفضل حالًا بدونه؛ قد يعني ذلك أيضاً التفكير في طرق الانتحار أو وضع خطط واضحة له أملاً في التخلّص من تلك المشاعر القوية.

ما المشاعر التي تؤدي إلى الأفكار الانتحارية؟

تختلف المشاعر التي تؤدي للأفكار الانتحارية من شخص لآخر؛ قد تتمثّل في الشعور بعدم القدرة على التعامل مع المشاعر الصعبة أو الرغبة في عدم الاستمرار في عيش الحياة والتفكير في الموت؛ قد تتراكم هذه المشاعر بمرور الوقت أو قد تتغير من لحظة إلى أخرى.

غالباً ما تنشأ هذه الأفكار استجابةً لمواقف الحياة المجهدة أو الصعبة والهروب من أوضاع قد تبدو مستحيلة. بالإضافة إلى ذلك؛ قد تكون تلك الأفكار نتيجة لصدمات أو سوء المعاملة أو الشعور بالوحدة.

كل ذلك يؤثِّر على حياة الفرد وقد تنتابه أعراض مختلفة مثل؛ قلة النوم، وتغيّر في الشهية، وقلة الرغبة في الاعتناء بالنفس، والرغبة في تجنُّب الآخرين، بالإضافة إلى كراهية الذات وتدني احترامها، والبحث عن طرق لإيذاء النفس.

اقرأ أيضاً: الوقاية من عمليات انتحار الأطفال

مخاوف خفيّة

تنتاب الشخص الذي يُفكِّر في الانتحار بعض المخاوف التي لا تكون ظاهره لمن حوله. كذلك، فهو قد لا يُفصح عن أفكاره الانتحارية بكلمات مباشِرة؛ لكن كلماته وأفعاله تقول ذلك بوضوح.

تظهر تلك المخاوف الخفيّة في عدم القدرة الشخص الذي يعاني من تلك الأفكار على البوح بما يفكِّر فيه أو التعبير عن مشاعره الحقيقية؛ حيث يكون غير متأكد من الذي سيقوله ويكون قلقاً صعوبة أن يفهم الآخرين ما يشعر به، وقد ترواده بعض الأفكار حول أنهم سينتقدونه أو أن حديثه عن أفكاره سيزعجهم.

من المهم أيضاً معرفة أن الشخص الذي يفكّر في الانتحار قد يشعر بالخوف من أفكاره؛ كل ما يريده هو إنهاء الفكرة التي تدور في رأسه بأن الألم لا يطاق ويستحيل التغلُّب عليه.

تشمل العلامات التحذيرية للأفكار الانتحارية ما يلي:

  • نقص الطاقة.
  • الرغبة في العزلة والابتعاد عن الآخرين.
  • الشعور بانعدام القيمة.
  • الشعور باليأس وانعدام الحلول في حالة المواقف الصعبة.
  • الشعور بصعوبة في التعامل مع القضايا اليومية.

اقرأ أيضاً: 10 اعتقادات خاطئة عن الانتحار

ماذا تقول لشخص يفكر في الانتحار؟

من الطبيعي أن تشعر بالعجز عندما يذكر أحد الأصدقاء أو المعارف  فكرة الانتحار، ولكن هناك الكثير الذي يمكنك القيام به للمساعدة، فتعاطفك ودعمك له تأثير قوي. كذلك؛ ستساعدك تلك الخطوات في تقديم الحلول والدعم:

1. خذ كلامه عن الانتحار على محمل الجد

في حين قد يتحدث البعض عن الانتحار لجذب الانتباه، فالأمر ليس كذلك بالنسبة لمعظم الناس؛ لذلك، من الأفضل والأكثر أماناً افتراض أن ذلك الشخص يعني ما يقوله؛ إن تجاهل كلامه عن أفكاره تجاه الانتحار قد يجعله يشعر بالتردد في مشاركة أفكاره مع أي شخص آخر للحصول على الدعم، وقد يستمر في تحمُّل آلامه في صمت، يائساً من تحسَّن الأمور.

2. انتبه إلى لغته وسلوكه

غالباً ما يتحدث الناس عن الانتحار بطرق غامضة أو غير واضحة؛ يمكن لصديقك أن يقول أشياءً تعكس إحساساً بالخجل أو اليأس أو الفشل، ولا يقول صراحة “أريد أن أموت” أو “أريد أن أقتل نفسي”. بدلاً عن ذلك، قد يقول: “أريد فقط أن يتوقف الألم” أو “لا أعرف ما إذا كان بإمكاني الاستمرار في العيش” أو “لن أشعر بتحسن أبداً”.

يمكن أيضاً أن يُظهر مزاجه وأفعاله بعض العلامات؛ مثل تجنب قضاء الوقت مع الناس، والتغيرات المزاجية المتكررة، والنوم أكثر أو أقل من المعتاد، و كذلك التصرُّف باندفاع، بالإضافة إلى التخلّي عن المتعلّقات الثمينة أو المهمة.

3. اسأله مباشرةً

يمكن في البداية أن تقول له: “أشعر بالقلق قليلاً عليك لأن (اذكر بعض الأشياء التي لاحظتها). كيف يمكنني تقديم الدعم؟”.

4. شجّعه على الحديث عن ما يشعر به

عندما يذكر شخص أفكاره عن الانتحار، قد تعتقد أن تجنب الموضوع تماماً وتشجيعه على التفكير في أشياء أكثر إشراقاً وإيجابية يساعده على الشعور بالتحسن؛ لكن الابتعاد عن الموضوع لن يساعده؛ قد يعتبر الشخص الذي يُفكّر في الانتحار أن تجنبك علامة على أنك لست مرتاحاً للحديث عن أفكاره الانتحارية. أيضاً؛ قد يتلقى رسالة مفادها أنك لا تُقدِّر عمق آلامه، حتى عندما لا تكون تعني ذلك. في كلتا الحالتين، قد يتوقَّف عن الوثوق بك.

5. حاول إظهار التعاطف

عند التحدث إلى شخص لديه أفكاراً انتحاريةً، فكل كلمة تقولها تكون بالغة الأهمية. لذلك؛ حاول ألا تنكر محنته بكلمات مثل: “كيف يمكن أن تشعر بهذه الطريقة؟” أو “لماذا تريد أن تموت؟ لديك الكثير لتعيش من أجله”.

كذلك، فمحاولة حل المشكلات بالنسبة له عادةً لن تساعد، فما قد يبدو لك حلاً بسيطاً، ولكن بالنسبة له قد يكون أمراً لا يمكن التغلب عليه.

للتحقق من مشاعره وتقديم الأمل في نفس الوقت، يمكنك استخدام العبارات التالية: “هذا يبدو مؤلماً للغاية، وأنا أقدِّر مشاركة ذلك معي. كيف يمكنني أن أقدم المساعدة؟” أو “أعلم أن الأمور تبدو قاتمة الآن، ولكن قد يكون من الصعب رؤية الحلول الممكنة عندما تكون مُجهَداً.” أو “أنا قلق عليك لأنني أهتم، وأريد أن أقدم الدعم بقدر استطاعتي. يمكنك التحدث معي في كل ما تريده.”

6. استمر في تقديم الدعم

إذا كانت لدى صديقك بعض الأفكار الانتحارية ولكن لا توجد خطة أو مخاطرة فورية، فقد يشعر بتحسن قليل بعد مشاركة ما يشعر به من ضيق. هذا لا يعني أنه بخير تماماً؛ قد يستمر في التعامل مع الأفكار الانتحارية حتى يحصل على مساعدة مختص في العلاج النفسي. لذلك، فالبقاء على اتصال مع صديقك يمكن أن يذكِّره بأنك ما زلت مهتماً، حتى بعد انتهاء الأزمة.

7. شجّعه على الذهاب لطبيب متخصص

يمكنك أيضاً دعمه من خلال تشجيعه على التحدث إلى معالج نفسي حول الأفكار الانتحارية المستمرة أو المتكررة؛ يجب أن يكون ذلك التشجيع دون إجبار أو إصدار أحكام. قد يكون من المزعج للغاية مشاهدة شخص ما يكافح بمفرده؛ لكن إخباره بما يجب فعله قد لا ينجح. لذلك؛ بدلاً من القول: “أنت بحاجة إلى بعض المساعدة”، جرِّب: “هل فكرت في التحدث إلى معالج؟” أو “أنا هنا دائماً للاستماع، ولكن هل تعتقد أن المعالج يمكنه المساعدة أكثر؟”.

تظهر هذه الاقتراحات لصديقك أنك تهتم بينما تذكره بلطف بحدودك؛ ربما لا يمكنك تقديم أي حلول حقيقية لضيقه، لكن المعالجين مدربين لدعم ومساعدة الأشخاص الذين لديهم أفكاراً انتحارية.

8. ابق معه وأشرك الآخرين

ساعد صديقك في البقاء بأمان من خلال التواجد بالقرب منه أو الاتصال به بصورة دورية؛ إذا لم يرغب في التحدث؛ يمكنك تجربة المشي أو مشاهدة فيلم مشتت للانتباه أو حتى مجرد الجلوس معاً.

قد يأتي وقت تشعر فيه أنك غير قادر على الاستمرار في دعم صديقك؛ إذا بدأت في الشعور بالتوتر أو الإرهاق أو الخوف، يجب أن تُشرك الآخرين من أفراد أسرته للتدخُّل وتشجيعه على التواصل مع الأصدقاء الموثوق بهم ومقدمي الرعاية الصحية وغيرهم ممن يمكنهم تقديم الدعم.

أخيراً؛ عندما يخبرك شخص ما أنه يشعر برغبة في الانتحار، قد تكون أفكارك الأولى متمثِّلة في إيجاد حلول لمشكلته أو إخباره بأن يبتهج وتغيّر الموضوع أو تقارن وضعه بحالة شخص يبدو أسوأ؛ لكن ذلك لن يفيد. حاول أن تستمع له جيداً وتقدّم له الدعم وإشراك دائرته الاجتماعية الموثوق بها في ذلك أيضاً.

المحتوى محمي !!