استراتيجيتان لتحرر نفسك من تأثير زيغارنيك الذي قد يستنزف طاقتك

2 دقيقة
تأثير زيغارنيك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يأخذ تأثير زيغارنيك اسمه من العالمة النفسية الليتوانية الأصل، بلوما زيغارنيك؛ التي درست الظاهرة الغريبة المتمثلة في عدم إكمال المهام التي نبدأ العمل عليها. يتميز البعض بهذا السلوك أكثر من غيره، فنرى أن لديه الكثير من المهام غير المكتملة التي تشغل حيزاً كبيراً من ذاكرته، ويمكن تشبيه الأمر بفتح الكثير من علامات التبويب على جهاز الكمبيوتر. وفقاً لبلوما زيغارنيك؛ نحن نميل إلى تذكر المهام غير المكتملة بسهولة أكثر من المهام التي أكملناها.

قد يكون هذا الاكتشاف محيراً: يبدو أن هذا السلوك غير بديهي، لكن في الواقع سيكون له فضائل في تعزيز إبداعنا وحتى زيادة قدراتنا على التعلم. وفي سبيل ذلك، علينا فهم آلية تأثير زيغارنييك وتحرير أنفسنا من الشعور بالذنب وثقل الأعمال غير المكتملة في أذهاننا.

كيف نفهم تأثير زيغارنيك؟

نحن نتذكر المهام غير المكتملة أكثر من المهام المكتملة، وكلما زاد عدد المهام غير المكتملة لديك، ازدادت الطاقة الذهنية التي تستخدمها؛ ما يؤدي غالباً إلى الإرهاق الذهني. وبالعودة إلى صورة الكمبيوتر، يتبين أنه عندما يكون لديك عدد كبير جداً من علامات التبويب المفتوحة، فإن هنالك برامج تواصل العمل في الخلفية وهذا بالضبط ما يحدث عندما تشغل الكثير من المهام ذهنك، فقد اكتشفت زيغارنيك أن أدمغتنا مبرمجة حقاً لتذكر المهام غير المكتملة بطريقة أفضل.

بمجرد الانتهاء من مهمة ما يضعها الدماغ جانباً لتحرير الطاقة الذهنية التي استخدمت فيها. بسبب تأثير زيغارنك؛ يعارض المهنيون وعلماء النفس والأطباء النفسيون أو المدربون مسألة تعدد المهام لتشجيع مرضاهم على عدم استنفاد الطاقة الذهنية؛ الأمر الذي يُضعف أداءهم.

تأثير زيغارنيك هو سلوك يتخذه الأشخاص الساعين إلى الكمال، أو حتى مهووسو السيطرة الذين يعانون الكثير من القلق، وخاصة القلق من الأداء، وبسبب هذا السلوك فإنهم يظلون في حالة من التوتر وعدم التركيز والإرهاق الذهني. فيما يلي تقنيتان للتغلب على تأثير زيغارنيك، اقترحهما المختص النفسي كوري ويلكس (Corey Wilks) على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today).

استراتيجيتان لتحرير نفسك من تأثير زيغارنيك

  • أولاً توقف عن وضع القوائم: يوضح الخبير أن وضع قوائم المهام هو أسوأ ما يمكن فعله، فكل مهمة نشطبها من القائمة تفسح مجالاً لمهمة جديدة لأن القائمة تشجع على إضافة مهام جديدة في الدماغ. يقدم ويلكس حلاً آخر، يسميه "قائمة التغيير الكبير": يجب تقليل مهام هذه القائمة إلى مهمتين أو 3 كحد أقصى في الأسبوع أو في اليوم اعتماداً على الموضوع المعني، 3 مهام في الأسبوع للحياة العائلية، و3 في اليوم للعمل، على سبيل المثال. ويوضح أنه يجب إعطاء الأولوية لهاتين المهمتين أو الثلاث لأنها ستؤدي إلى تغيير كبير على الحياة يجعلها أكثر اتساقاً. الهدف؟ المضي قدماً بفعالية في المهام التي ستمنحك رضاً كبيراً. نصيحة الخبير: استخدم الملصقات لهذه القوائم القصيرة لأنها صغيرة ولن تترك لك مجالاً لإضافة المزيد والمزيد من المهام ولأنك ستشعر برضا كبير عند تجميعها والتخلص منها.
  • الاستراتيجية الثانية: اسمح لنفسك بالنسيان. الاستراتيجية الثانية التي يقترحها المختص النفسي كوري ويلكس هي الاعتماد على ما أسماه "العقل الثاني"، حيث يمكنك حفظ المعلومات والعودة إليها لاحقاً. فرغ ذهنك في مساحة مخصصة مثل دفتر ملاحظات، أو تطبيق لإدارة المهام، أو التذكيرات على هاتفك. كلما فرغت ذهنك أكثر سيرتاح أكثر من التفكير في المهام غير المكتملة؛ لذا إذا كان تأثير زيغارنيك يدفعنا إلى تذكر المهام غير المكتملة بصورة أفضل، فهو المسؤول عن الإرهاق الذهني لدينا. لذلك من الضروري تفريغ الذهن ليكون فعالاً في تحقيق الأهداف ذات الأولوية في حياتنا.

اقرأ أيضاً: تأثير زيغارنيك: لماذا نتذكر المهام غير المكتملة أكثر من غيرها؟