لا تكن ممتناً طوال الوقت: تعرَّف إلى الوجه المضرّ للامتنان

1 دقيقة
عار الامتنان
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: لم تعد فوائد التعبير عن الامتنان في حاجة إلى إثبات، فهو شعور يحسن الحالة النفسية ويعزز الثقة في النفس. لكن ماذا لو تحوّل هذا الشعور إلى سيف ذي حدين وأصبح يمثل ضغطاً نفسياً؟ هذا ما يحذر منه هذا المقال الذي يتطرق إلى ظاهرة الشعور بعار الامتنان.

متى يفيدك التعبير عن الامتنان؟

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث العلاج النفسي (Psychotherapy Research)، الآثار الإيجابية للتعبير عن الامتنان في إطار علاج نفسي.

وخلال التجربة التي أُجريت في إطار هذه الدراسة، كان على بعض المشاركين كتابة التعبير عن امتنانه تجاه الآخرين؛ بينما كان على مشاركين آخرين في مجموعة أخرى التعبير شفهياً عن أفكارهم ومشاعرهم الأعمق تجاه تجارب مثيرة للتوتر، فلاحظ المشاركون الذين دوّنوا مشاعر امتنانهم تحسّن صحتهم النفسية خلال هذه التجربة.

هذا النوع من العرفان تجاه الآخرين أو تجاه موقف أو تجاه الحياة، يمكن أن يحسّن العلاقات مع الناس والثقة في النفس والتقدير الذاتي. لكن هل يجب أن تعبّر عن العرفان باستمرار؟

احذر عار الامتنان

يمكن أن تدفع الآثار الإيجابية للامتنان والخوف من الجحود إلى كبت بعض العواطف. أثارت المعالجة النفسية سانا باول (Sana Powell) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، هذا الإكراه الذي يمثله "عار الامتنان" (gratitude shaming). على غرار الإيجابية السامة؛ إن لوم شخص ما، أو لوم النفس بسبب عدم الامتنان، يمكن أن تكون له آثار مدمرة للصحة النفسية.

تقول سانا باول: "يخاف الكثير منّا من التعبير عن عدم رضاه أو حزنه أو غضبه أو عواطف أخرى مؤلمة لأنه يشعر أنه مجبر على التعبير عن امتنانه باستمرار. وعندما تحتاج إلى ذلك تذكر أنه من الطبيعي أن تشعر بأحاسيس عديدة في الوقت نفسه وأنك لست مجبراً على أن تكون إيجابياً وممتناً وسعيداً في الأوقات كلّها". يجب ألّا يكون الامتنان مبرراً لرفض عواطفك وتجاهلها، وقد صنفت المعالجة النفسية مؤشرات الشعور بعار الامتنان من أجل كشف هذا الأسلوب في التفكير:

  • انتقاد الآخرين بسبب حزنهم على عدم امتلاكهم شيئاً معيناً بدلاً من تعبيرهم عن الامتنان للأشياء التي يمتلكونها.
  • نسيان أن بالإمكان الامتنان لما نمتلكه من أشياء مع الشعور بعواطف سلبية تجاه أشياء أخرى.
  • استخدام الإيجابية السامة لإخفاء ما هو سلبي وإبراز ما هو إيجابي مع المخاطرة بتجاهل المعاناة الحقيقية.
  • الشعور بالذنب بسبب الحزن على الآخرين الذين يعيشون ظروفاً صعبة.