ماذا تفعل لتعود إلى عملك بعد العطلة بكامل حيويتك ونشاطك؟

3 دقيقة
العمل بعد العطلة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

تعد أوقات العطلات من أكثر الأوقات المحببة إلى أنفسنا، فخلالها ننطلق في رحلات إلى أماكن تبث السعادة في أرواحنا، ونتعرف إلى أشخاص جدد نتشارك معهم أنشطة متنوعة، وغير ذلك من التجارب التي تجعلنا نتمنى ألا تنتهي العطلة. لكن مثلما يقولون دوام الحال من المحال، فسرعان ما تنقضي أيام العطلة ونجد أنفسنا على مشارف العودة للعمل من جديد، وحينها إذا لم نستعد نفسياً لهذه اللحظة فإننا قد نصاب بإحباط ينسينا سعادة إجازتنا.

وفي هذا السياق يشير المعالج النفسي أسامة الجامع إلى أن انتقال الإنسان من حال اعتاد عليه إلى حال جديد قد يصيبه بالقلق وتعكر المزاج، وذلك أمر طبيعي، ويظهر ذلك عند بعض الأشخاص الذين يعودون من عطلة طويلة إلى عملهم. وحسب الجامع، ما يفيد في تلك المرحلة الانتقالية هو عدم ممارسة التجنب أو التأجيل إنما ينصح بالتقبل والمواجهة. وحتى تتمكن من صناعة بداية موفقة بعد انقضاء عطلتك سنقدم لك في هذا المقال إرشادات عملية تسهم في عودتك للعمل من جديد بكل حيوية.

1. أعد ضبط جدول نومك

يلجأ الكثيرون إلى الخروج عن روتين نومهم في أيام العطل، فقد يستيقظون متأخرين وينامون كذلك في ساعة متأخرة، لكن هذا النمط يتعارض مع نظام الدوام السائد الذي يحتاج من الموظف إلى الاستيقاظ مبكراً ليلتزم به، لذا سيكون من الضروري إعادة ضبط نظام النوم تدريجياً قبل العودة للعمل حتى تعزز تركيزك ونشاطك، ومن ثم تستعيد معدل إنتاجيتك المعهود في أسرع وقت ممكن.

2. خطط جيداً لأول أسبوع بعد العودة

الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الكثير من الأشخاص أنهم يعودون إلى عملهم بعد العطلة دون وجود أي خطة انتقالية منظمة، وهذا ما قد يجعلهم يعانون ضغوطاً لا نهاية لها، ومن هنا ينبغي لك قبل عودتك للعمل أن تكون حريصاً على أن تجلس لتدوين المهام المطلوبة منك وترتيبها حسب أولويتها، وفي الوقت نفسه تقسم الخطوات الكبيرة إلى خطوات صغيرة، وأيضاً لا تنس مشاركة خطتك مع مديرك المباشر حتى لا يحملك فوق طاقتك.

3. كن واقعياً

لا تتوقع أن تعود للعمل وتكون في أوج نشاطك من اليوم الأول، فغالباً ما سينتابك بعض الملل أو الانزعاج نتيجة عودتك من الراحة التامة إلى العمل، لذا لا تنزعج عند مواجهة هذه المشاعر، وفي الوقت نفسه كن واقعياً عند وضع أهدافك في الأيام الأولى بعد العطلة وكن مرناً بما يكفي للتكيف مع تعديلها حسب المستجدات التي ستظهر، المهم أن تستمر في المحاولة حتى تنجح في استئناف عملك بروح نشطة تتطلع لتقديم الأفضل.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكنك فعله لتعزيز صحتك النفسية في عطلة نهاية الأسبوع؟

4. تواصل مع زملائك

الهدف من هذه الخطوة هو أن تصنع جواً إيجابياً يسهم في الرفع من روحك المعنوية خلال أسبوع العمل الأول بعد الإجازة، فيمكنك أن تشارك زملاءك تجربتك في العطلة أو تتحدث إليهم عما حدث في غيابك، أو تتناقش معهم في موضوع عام، المهم ألا تعود في صمت وتدخل في حالة من العزلة حتى تتمكن من الحفاظ على حالة مزاجية مرتفعة تنعكس إيجاباً على أدائك المهني.

5. جدد مساحة عملك

تضفي لمسات التجديد في مكان عملك حالة من النشاط والبهجة تجعلك أكثر إقبالاً على أداء مهام عملك، ويندرج تحت هذه الجزئية إضافة لمسات مبتكرة مثل تعليق بعض الرسومات الفنية أو الاقتباسات التحفيزية على الجدار، أو وضع نباتات طبيعية في الأركان، بالإضافة إلى إعادة توزيع أماكن الأثاث المكتبي وتعزيز الإضاءة.

6. اعتن بنفسك

أحد الأمور التي يجب أن تضعها نصب عينيك عند العودة من الإجازة إلى العمل هو مراقبة صحتك النفسية والجسدية، وفي الوقت نفسه احرص على تخصيص وقت في حياتك اليومية لممارسة التمارين الرياضية وكذلك تمارين التأمل واليقظة الذهنية، مع الحفاظ على نظام غذائي صحي يضمن لك الحفاظ على مستويات طاقتك ويعزز وظائفك الإدراكية.

7. قدر إنجازاتك واحتفل بها

من الطرائق الفعالة التي يمكنك من خلالها الحفاظ على طاقتك الإيجابية تجاه عملك هي أن تقدر إنجازاتك مهما كانت صغيرة وتحتفل بها وتكافئ نفسك عليها، فهذا سيجعلك تشعر بالتقدم والإنجاز ومن ثم تبذل جهدك لتقديم المزيد، لذا تذكر أن كل هدف كبير يمكن تحقيقه عبر سلسلة من الخطوات الصغيرة.

اقرأ أيضاً: لماذا تتدهور صحتنا بحلول إجازتنا؟ إليك السبب العلمي

8. اطلع على المستجدات في مجالك الوظيفي

حاول أن تبحث عن آخر التطورات في مجال عملك من خلال مطالعة مواقع مثل لينكد إن أو بعض المواقع المتخصصة في صناعتك، إذ سيجعلك ذلك مواكباً لما حدث في أثناء غيابك، وفي الوقت نفسه يسهل عليك الانخراط من جديد في مهام عملك مع شعورك بأنك ما زلت قادراً على تقديم المزيد من الأفكار والمهارات لشركتك.

العودة إلى العمل بعد عطلة طويلة قد تكون صعبة ومحبطة، خصوصاً إذا لم نستعد لها نفسياً. لكن من خلال بعض الخطوات العملية، يمكننا تخفيف وطأة الانتقال واستعادة الحماس بسرعة، ومن أهم تلك الخطوات:

  •  أعد ضبط نومك تدريجياً قبل العودة، لتضمن التركيز والنشاط في أول أيام العمل.
  • ضع خطة لأسبوعك الأول ورتب مهامك حسب الأولوية وشاركها مع مديرك لتفادي الفوضى والضغط.
  • كن واقعياً وتوقع بعض التباطؤ أو التوتر، واسمح لنفسك بالتدرج في استعادة الحماس.
  • تواصل مع زملائك لتكسر العزلة وتخلق بيئة عمل أكثر دفئاً ودعماً.
  • جدد مساحة عملك ببعض اللمسات المبهجة كالنباتات أو الاقتباسات التحفيزية.
  • اهتم بصحتك النفسية والجسدية من خلال الرياضة، والتأمل، والتغذية المتوازنة.
  • كافئ نفسك على الإنجازات الصغيرة، فذلك يعزز شعورك بالتقدم ويزيد دافعيتك.
  • تابع أحدث تطورات مجالك لتعيد تهيئة ذهنك وتندمج سريعاً في بيئة العمل.

المحتوى محمي