كيف تتصالح مع التغيرات الجسدية لتقدمك في السن؟

2 دقائق
التقدم في العمر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يصعب على المرء أحياناً تقبل نفسه مع تقدمه في العمر؛ إذ يمثل الأمر إلى البعض تدهوراً في الصحة الجسدية والحالة المزاجية، فيحاولون تجنب رؤية انعكاس صورهم في المرآة، ويشعرون بالحزن كلما شارك الآخرون معهم صوراً يظهرون فيها، ويسمَّى هذا الخوف المبالغ فيه من التقدم في العمر بـ "فوبيا الشيخوخة" (Gerascophobia).

تقول الممثلة الإيطالية آنا ماغناني (Anna Magnani): "لا تملس تجاعيدي، لقد استغرقني الحصول عليها سنوات كثيرة". علينا أن نعرف مثلها كيف نقدّر آثار الزمن البادية على وجوهنا ونَسعد برؤية أنفسنا نتقدم في العمر.

ما تأثير عدم تقبل الذات في الصحة النفسية؟

إذا كانت تراودك أفكار سلبية حول جسدك وتأثيرات السنين فيه عدة مرات في اليوم، وإذا كنت تركز على الشعرات البيضاء في رأسك، وتتجنب النظر إلى المرايا فإنك بذلك تضر بصورتك الذاتية، فعدم حب الذات وتقبل تأثيرات الزمن يؤدي إلى الحزن والأرق وفقدان الثقة بالنفس، وإلى التحيزات الإدراكية عند التعامل مع الآخرين.

يؤدي عدم تقبل الذات إلى تراكم الأفكار السلبية التي تؤذي الصحة النفسية، وفيما يلي 3 نصائح تساعدك على تقبل ذاتك مع تقدمك في العمر.

عبّر عن مشاعرك

في بعض الأحيان، قد نقلل من شأن المشكلات التي نواجهها، ففي خضمّ هموم الحياة اليومية في العمل والمنزل، قد لا ندرك مدى الألم الذي نشعر به في دواخلنا. فكر في مشاعرك وعبر عنها واسرد تأثيراتها في حالتك النفسية، فمن خلال ذلك ستتمكن من معرفة القرارات التي عليك اتخاذها، وبمجرد تحديدها، من الضروري أن تتحدث إلى أحد أحبائك أو إلى مختص نفسي.
الشخص الذي لم يعد يحب نفسه لن يكون قادراً على حب الحياة والآخرين، وقد يحزن أحباؤك لأجلك حينما يرون أنك تكره نفسك دون أن يجرؤوا على مناقشة الموضوع معك. لذا؛ عليك تحديد صُلب المشكلة والتحلي بالجرأة الكافية للاعتراف بأنك غير قادر على تقبل صورتك الذاتية وتقبل فكرة أنك تتقدم في العمر.

تعلّم أن تحب نفسك في الماضي والمستقبل وليس الحاضر فقط

يحلم الناس جميعهم بالشباب الأبدي، ومع ذلك، فإن علينا أن نحب أنفسنا لما نحن عليه الآن.

ربما أنت الآن بين الأربعين والخمسين من العمر وتشعر أنك ما زلت شاباً على الرغم من أنك لست كذلك؛ إذ ترى نفسك وكأنك كنت في العشرينيات بالأمس. عندما تنظر إلى المرآة، قد لا ترى تجاعيدك فحسب؛ بل ربما ترى أيضاً ماضيك؛ إذ تقدم لك المرآة نوعاً من التقييم التصويري لحياتك.

افرح بتجاعيدك وهالاتك السوداء وابتسم لها كل يوم لأن الابتسام جزء من الخطوة الأولى نحو قبول ما تراه في المرآة. تقبل نفسك واعتنِ بها بدلاً من الهرب منها، ابتسم وافتح عينيك على اتساعهما، وتذكر أنه حتى لو كان المظهر الجسدي يتغير بمرور الزمن فإن جاذبيتك وشخصيتك تبقيان كما هما.

أحبب نفسك لتحب الحياة

أن تحب نفسك مع تقدمك في العمر يعني قبل كل شيء أن تحب نفسك في الحاضر، بعد أن تتغلب على عبء الماضي وتضع حداً للخوف من المستقبل. من خلال النظر إلى نفسك بطريقة أخرى، والترحيب بالإيجابيات التي يقدمها لك الحاضر، ستتمكن من الاستمتاع بالحياة. خذ في الاعتبار ما تقدمه لك الحياة يومياً: هذه المتع والأفراح الصغيرة التي من النادر أن نلاحظها؛ والتي يمكن أن تملأك بالإيجابية إذا كنت تعرف كيفية تلقيها.
حينما تغير نظرتك إلى نفسك، ستتمكن من رؤية تفاصيل أكثر من حولك، وتنفتح من جديد على الآخرين، وسيزداد حس التعاطف لديك؛ ومن ثم ستتمكن كل يوم قبل أن تنام من سرد أفراح اليوم الصغيرة، ومن خلال تقدير نفسك وتقدير ما لديك، ستشعر بالراحة النفسية والسلام الداخلي.