كيف تحد شبكات التواصل الاجتماعي من قدرة النساء على التعبير عن العنف الأسري؟

2 دقائق
العنف الأسري

بينما تُعبر الكثير من النساء اليوم بحرية عما يتعرضن له، فإن واقع العنف الأسري لا يزال مجهولاً بالنسبة للنساء الأصغر سناً. تعاني النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 25 عاماً من عدم إدراك الحدود الصحية في علاقاتهن العاطفية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بحماية أنفسهن في هذه العلاقة.

هل تُعتبر الغيرة في العلاقات العاطفية سلوكاً عنيفاً؟ وهل يُعتبر هذا السلوك نوعاً من الإهانة سواء تمت ممارسته علناً أو في الخفاء؟ ألا يمكن اعتباره نوعاً من الابتزاز والترهيب؟

ويبدو أن الإجابة عن هذه الأسئلة بالنسبة للعديد من الشابات ليست واضحةً؛ حيث بلغت نسبة اللواتي أجبن بـ "لا" عن الأسئلة الثلاثة، 58% و41%، و40% على الترتيب. كما أن 60% منهن لا يعتبرن اقتحام شركائهن لخصوصية هواتفهن المحمولة، مشكلةً حقيقيةً. هذه هي بعض الأرقام التي كشف عنها الاستطلاع الذي أجرته أوبنيون واي (Opinion Way) لصالح "إيف سان لوران" (Yves Saint-Laurent) وجمعية "نحو الأمام" (En avant toute)؛ الذي نُشر في 5 مارس/ آذار 2021.

يشير هذا الاستطلاع إلى نتيجة مقلقة إلى حد ما. في الواقع؛ يبدو أن النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 25 عاماً لا ينظرن دائماً إلى سلوك الشريك غير اللائق على أنه علامة على علاقة غير صحية. وتوضح إيني بينابين؛ الشريكة المؤسسة في جمعية "نحو الأمام": "لا تعرف الشابات دائماً ما هو مقبول أو غير مقبول في العلاقة العاطفية الصحية، وبالتالي فإنهن لا يعتبرن أنفسهن ضحايا بالضرورة، خاصةً وأن مفهوم العنف الأسري يرتبط لديهن بصورة أساسية بالنساء اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي، ويتجاهلن جميع أشكال العنف النفسي التي تعتبر مدمرةً بنفس القدر".

وبينما أفادت 21% فقط من النساء دون سن 25 عاماً بتعرضهن للعنف على يد شركائهن الحاليين أو السابقين، فإن هذه النسبة قد تؤدي -بصورة كبيرة- إلى التقليل من شأن عدد أولئك اللواتي تعرضن لأي شكل آخر من أشكال العنف. ومع ذلك؛ تُعتبر هذه النسبة مقلقةً أكثر مقارنةً بنسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف الأسري ممن تترواح أعمارهن بين 35 و49 عاماً؛ إذ بلغت 16%، و أولئك اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عاماً؛ إذ بلغت 15%.

تعرّفي على ماهية العلاقة العاطفية الصحية

لذلك فإن الحاجة مُلّحة لتعريف هؤلاء الشابات بحقوقهن والسلوكيات التي لا تُعتبر طبيعية في العلاقات العاطفية. وتوضح لويز ديلافير؛ الشريك المؤسس في جمعية "نحو الأمام": "لدينا هيئة خاصة مهمتها توعية الشابات  بالعنف الأسري، ومساعدتهن على تحديد السلوكيات العنيفة، خاصةً عند الحديث عن الأشكال غير التقليدية للعنف".

شبكات التواصل الاجتماعي والعنف الأسري

يقول دان بيثلمي رادا؛ المدير الإداري لإيف سان لوران بيوتي في فرنسا: "أصبح موضوع العنف الأسري في السنوات الأخيرة، موضوعاً محورياً في الأخبار والمناقشات؛ وهو ما ساعد على تعزيز حرية التعبير لدى المرأة، ودعم موقفها اجتماعياً من خلال رفض العنف الموجه ضدها. وإذا كانت أساليب التوعية والتعليم والعمل المباشر مع الشباب ضروريةً لتغيير العقليات، فلا يزال هناك الكثير لفعله لكسر حاجز الصمت.

لكن في الحقيقة؛ يؤدي ارتباط الأجيال الشابة بشبكات التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة، إلى ظهور تحديات جديدة. في نهاية عام 2019، كان 82% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً يمتلكون حساباً على إنستغرام، ويملك 74% منهم حساباً على سناب شات. وقد يجعلهم هذا الارتباط الكبير بشبكات التواصل الاجتماعي عرضةً للشائعات أو الافتراء، أو حتى الابتزاز  باستخدام صورهم الخاصة وتهديدهم بنشرها.

ووفقاً لاستطلاع أوبينيون واي؛ تعتقد 70% من المستجيبات أن النساء تحت سن 25 عاماً لا يتحدثن عن العنف الأسري الذي يُمارس ضدهن، خوفاً مما قد يتعرضن له على شبكات التواصل الاجتماعي بدافع الانتقام. وتوضح إني بينابين:"نعم إنها حقيقة جديدة؛ إذ إن خوف الضحايا من التعرض للمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يردعهن عن التحدث علانية عن العنف الذي تعرضن له، وتُمثّل هذه المضايقات نوعاً آخر من الوحشية تجاههن".