كيف تساعد الموسيقى على علاج الضغوط أو تخفيفها؟

3 دقائق
الاستماع إلى الموسيقى
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

قائمة للمشي وأخرى للعمل أو الدراسة وأخرى للاسترخاء، بالإضافة إلى قائمة لممارسة التمارين الرياضية؛ تمتلئ هواتفنا المحمولة بقوائم الأغاني والموسيقى التي تناسب كل نشاط نؤديه في يومنا، وبالطبع تتسم كل قائمة بإيقاع مختلف يلائم طبيعة النشاط الذي نقوم به.

قد نلجأ للموسيقى الهادئة وقت الاسترخاء والعمل، والصاخبة عند ممارسة التمارين الرياضية، شاعرين أن الموسيقى تتحدث إلى عقولنا وأجسادنا لإبقائها أكثر نشاطاً أو هدوءاً، فكيف يؤثر الاستماع إلى الموسيقى إيجاباً في صحتنا النفسية؟

الاستماع إلى الموسيقى يقلل التوتر

للفنون فوائد علاجية لا حصر لها. على سبيل المثال؛ للعلاج بالرقص والحركة فوائد وآثار إيجابية في الصحة النفسية تتعدد بين تخفيف التوتر وتقليل حدة أعراض الاكتئاب وكذلك زيادة تقدير الذات. فماذا عن الموسيقى؟

تشير دراسة من "جامعة أمستردام" (University of Amsterdam) أُجريت عام 2020 حول العلاج بالموسيقى كوسيلة للحد من التوتر، إلى أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن:

  • يخفض معدل ضربات القلب ومستويات هرمون الكورتيزول.
  • يقلل من مستويات التوتر الجسدي والعاطفي.
  • يقلل من الأعراض المرتبطة بالتوتر، سواء تم استخدام الموسيقى في بيئة إكلينيكية أو في الحياة اليومية.

كيف تؤثر الموسيقى في عقلك؟

إذاً يساعد الاستماع إلى الموسيقى على تخفيف التوتر وشعورنا بالهدوء، فما الذي تفعله الموسيقى بنا بالفعل خلال تلك الساعات التي نستمع إليها؟

تتضمن نتائج الدراسات حول ذلك الأمر ما يلي:

  • انخفاض مستويات الكورتيزول: أظهرت دراسة من "جامعة هلسنكي" ( University of Helsinki) بفنلندا أن البالغين الذين استمعوا إلى تفضيلاتهم الشخصية من الموسيقى -بغض النظر عن نوع الموسيقى- في المنزل وفي بيئة معملية تنخفض لديهم مستويات هرمون الكورتيزول.
  • المساعدة على علاج بعض أمراض الصحة العقلية: في مراجعة شملت 349 دراسة من "جامعة جونز هوبكنز" (Johns Hopkins) حول فائدة الموسيقى كعلاج للصحة العقلية لحالات تشمل الفصام والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد، أظهرت النتائج أن 68.5% من التدخلات القائمة على الموسيقى كانت لها نتائج إيجابية وخففت من حدة أعراض هذه الأمراض.
  • تقليل الإرهاق: كان للعلاج بالموسيقى أيضاً فائدة كبيرة في منع الإرهاق في طاقم غرفة العمليات؛ كما أظهرت دراسة من "جامعة سوسة التونسية" (Université de Sousse) والتي استمرت 6 أسابيع، أن الاستماع للموسيقى لمدة 30 دقيقة يومياً في العمل لمدة شهر، ساهم في انخفاض مستويات التوتر والإرهاق العاطفي لدى الموظفين.
  • المساعدة على النوم بشكل أفضل: أفاد 62% من المشاركين في استطلاع من "جامعة شيفيلد" (University of Sheffield) الإنجليزية أنهم يستخدمون الموسيقى لمساعدتهم على النوم، غالباً لأنها تريحهم وتشتت انتباههم عن الضغوط اليومية. كما أن الأشخاص الذين استخدموا الموسيقى بشكل أقل كانوا أكثر عرضة للنوم بجودة أقل.
  • انخفاض الاكتئاب: أدى الاستماع إلى الموسيقى أو العلاج بالموسيقى إلى خفض مستويات الاكتئاب ، وفقاً لمراجعة من " جامعة ريغنسبورغ" (University Clinic Regensburg) الألمانية.
  • تقليل القلق عند الأطفال: أظهر بحث من مستشفى "جونز هوبكنز" (Johns Hopkins) عام 2019 أن الموسيقى قللت بشكل كبير من قلق الأطفال قبل وفي أثناء الفحوصات الطبية.

الموسيقى كمسكن للآلام

تظهر الأبحاث أيضاً أن الموسيقى يمكن أن تساعد على تخفيف الآلام المزمنة وآلام ما بعد الجراحة. على سبيل المثال؛ يُظهر بحث من "المعهد الوطني للطب النفسي" (Instituto Nacional de Psiquiatría) أن الاستماع إلى الموسيقى المختارة ذاتياً والممتعة والمألوفة يقلل من الألم لدى الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي.

كما أن الاستماع إلى الموسيقى باستخدام سماعات الرأس خلال التخدير الموضعي أو العام يمكن أن يخفض مستويات الكورتيزول في أثناء الجراحة، ويقلل من آلام ما بعد الجراحة والتوتر.

يحدث ذلك نتيجة تحويل الموسيقى لنشاط الدماغ بعيداً عن أنماط الاتصال المرتبطة بالألم، بالإضافة إلى خلق مشاعر إيجابية.

الموسيقى لتقليل القلق

بالإضافة إلى ما سبق؛ قد تكون الموسيقى إحدى الطرق للمساعدة على إدارة القلق والتوتر لدى كل من البالغين والأطفال. في إحدى الدراسات من "مستشفى جامعة سان باولو" (San Paolo University Hospital) بإيطاليا، ساعد الاستماع إلى الموسيقى لـ 30 دقيقة يومياً على انخفاض مستويات القلق والتوتر لدى أكثر من 950 مريضاً في حالة حرجة.

وأخيراً؛ تتحدث الموسيقى لغة تفهمها عقولنا وأجسادنا جيداً؛ لغة تساعد على تخفيف الآلام والاسترخاء وتقليل التوتر والقلق، بالإضافة إلى الحصول على نوم هانئ.

ربما تكون هذه فرصة لإعادة النظر لقوائم الأغاني على هواتفنا المحمولة؛ والتي لا يمكن اعتبارها مجرد مسارات تنتهي سريعاً دون أثر!