مارس هذا النشاط مع شريك حياتك لإحياء شغف البدايات

2 دقيقة
شغف البدايات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: عندما يتسلّل الملل إلى علاقتك الزوجية أو العاطفية ويغزوها الروتين فقد تفقد الكثير من طعمها الرومانسي الأصيل؛ ذلك الطعم الذي هيمن في البداية من خلال شغف كان في نظرك أجمل مشاعر الدنيا وألذّ أحاسيسها. لكن من حسن الحظ أنّ إحياء جذوة الحبّ ليس حلماً بعيد المنال أو أمنية مستحيلة؛ بل إنه أمر ممكن وفقاً لدراسة حديثة كشفت عن نشاط مشترك يمكن أن يشكل فرصة للزوجين من أجل إحياء شغف البدايات. تعرّف إلى هذا النشاط من خلال نتائج الدراسة التي يقدّمها المقال التالي.

مَن قال إن شغف الحبّ يقتصر على بدايات العلاقة فحسب؟ عندما نتحدث عن بداية العلاقة الزوجية، فعادة ما نصفها بمرحلة "شهر العسل". تشير هذه الفترة إلى اللحظات الأولى التي تولد فيها المشاعر وتكون العلاقة في أكمل أحوالها؛ حيث تصل العواطف الإيجابية إلى ذروتها ونشعر كأنّ أحاسيسنا تعزز طاقاتنا. لكن يمكننا إلى جانب وصف "شهر العسل" أن نستخدم وصف "شغف البدايات".

تقول المختصّة في الصحة النفسية، بيث غولوتا (Beth Gulotta)، في تصريح لموقع فيري ويل غود (Very Well Good): "خلال هذه المرحلة المثيرة والمبهجة، تتبادل أنت وشريكك الحديث كثيراً وترغب في أن تكون باستمرار إلى جانبه، وتتطلّع إلى رؤية اسمه عندما يرّن هاتفك وتبحث عن الذرائع لتُحدّث أصدقاءك عنه".

لكن بمرور الوقت، قد يسيطر الروتين على العلاقة. يمكن أن يكون ذلك مفيداً لأنّه يسمح بترسيخ العلاقة وتعميقها وضبط إيقاعها؛ لكنّه يجب ألّا يمنع الزوجين من تحقيق الذات في إطار العلاقة ونفحات هذا الشغف. إليك إذاً نشاطاً محدداً يساعد الزوجين على تحقيق هذه الغاية.

كيف تحارب الروتين في العلاقة الزوجية؟

كتبت المختصّة في علم النفس الاجتماعي، تيريزا دي دوناتو (Theresa DiDonato)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "قد تترسخ هذه العادات الروتينية إذا لم ننتبه إليها إلى درجة تقضي على أيّ تجديد في حياتنا اليومية، فيجد الشريكان اللذان كانا يشعران بالتألق والبهجة خلال لقاءاتهما صعوبات في الحفاظ على شغفهما، ولا سيّما إذا أصبحت العادات الروتينية هي التي تحدّد تفاعلاتهما وتصرّفاتهما". قد يكون السفر إذاً حلاً أساسياً لإحياء جذوة هذا الشغف والحفاظ على شعلته في إطار العلاقة الزوجية وفقاً لدراسة نشرتها مجلة حوليات الرّؤى التجربية في أبحاث السياحة (Annals of Tourism Research Empirical Insights).

في هذا السياق، أجرى الباحثون جون كوفي (John Coffey) وموجي شاهفالي (Moji Shahvali) وديبورا كيرستيتر (Deborah Kerstetter) وآرثر آرون (Arthur Aron)، تجربتين لدراسة الصلة بين السفر رفقة الشريك العاطفي والشغف في العلاقة الزوجية. شملت الأولى 234 شخصاً والثانية 204 أزواج. قارنت الدراسة الأولى بين سفر الشخص بمفرده وسفره بمعية شريك حياته، وقيّمت الدراستان معاً مدى مشاركة الأزواج في أنشطة تحقيق الذات خلال الإجازة.

إحياء الشغف من خلال السفر

أظهرت نتائج الدراستين أن الإجازات المخصّصة للترفيه رفقة الشريك مرة أو مرتين في السنة تتيح مستويات أعلى من تحقيق الذات؛ ومن ثمّ فإنّها تولّد شغفاً رومانسياً أكبر بعد انقضائها؛ إذ يمكن أن يعزّز السفر مستوى الرضا عن العلاقة والاتصال بين الزوجين.

وخلُص الباحثون إلى ما يلي: "لاحظنا أنّ الأزواج الذين يمارسون أنشطة جديدة ومهمة ومحفزة ومثيرة معاً خلال الإجازات؛ أي أنّهم يخوضون تجارب تسهم في إثراء شخصياتهم، يعبّرون عن شغف رومانسي أكبر وحميمية أكثر بعد نهاية الإجازات". ليس من الضروري أن تكون هذه الأنشطة التي يمارسها الأزواج خلال السفر مكلفة أو معقدة؛ لكن يجب أن تكون أنشطة "مهمة ورومانسية ولا تخلو من المغامرة والفكاهة".

اقرأ أيضاً: