بعيداً عن الهاتف الذكي: ما هو أفضل منبه لإيقاظك من النوم؟

3 دقيقة
المنبه
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

أتنقل أحياناً بين منزل أسرتي ومنزل جدتي رحمها الله ومنزل إخوتي، لذا يتغير المنبه الذي أستيقظ على صوته، وقد لاحظت صباح اليوم أن نغمة المنبه تؤثر بدرجة واضحة في المزاج الذي يصحبني بعد استيقاظي، فإذا كان الصوت مرتفعاً وحاداً يكون مزاجي سيئاً والعكس صحيح، وأيضاً لاحظت ملحوظة أخرى هي أنني في حال ضبطي منبه هاتفي الذكي غالباً ما أغلقه وأعود إلى النوم مجدداً وأحياناً لا أتذكر أنني قد أغلقته، لذا توقفت عن ضبط منبهه، ولجأت إلى منبهات الساعات الرقمية أو الكلاسيكية، لكن ما هو التفسير العلمي لتأثير المنبه في سهولة استيقاظنا وجودة نومنا؟ هذا ما سنتعرف إليه بالتفصيل في المقال.

لماذا يعد منبه هاتفك الذكي الاختيار الأسوأ لاستيقاظك؟

مبدئياً تنصحك طبيبة النوم شاليني باروثي (Shalini Paruthi) بأن تحتفظ بهاتفك في غرفة أخرى حتى تقلل نسبة تأجيلك للنوم ويصبح سريرك مكاناً للنوم فقط فلا تأخذ وقتاً طويلاً للاستغراق في النوم، وتشير باروثي إلى أن وجود هاتفك الذكي بجوار سريرك يعني سهولة الوصول إليه عندما تقلق، ومن ثم تندفع إلى ممارسة التمرير على منصات التواصل الاجتماعي، وسيجعلك ذلك أيضاً أكثر عرضة للضغط على زر الغفوة فتؤجل موعد استيقاظك، وفي الوقت نفسه لن تحصل في الدقائق الإضافية التي تحاول أن تنامها على نوم جيد يجعلك أكثر يقظة خلال يومك.

وهذا ما يتفق معها عليه أيضاً طبيب النوم جوزيف دزيرزوسكي (Joseph Dzierzewski)، إذ يرى أنه في حال عدم حصول الشخص على ما يكفيه من النوم فالأفضل له أن يستيقظ فور سماعه رنين المنبه ويبدأ يومه، ويتخذ خطوات عملية تجعل نومه أفضل في الليلة التالية.

هناك أيضاً سبب مهم يدفعك إلى التوقف عن استخدام منبه هاتفك الذكي، هو أن استيقاظك على شاشة مليئة بالإشعارات أو الرسائل قد يصيبك بالتوتر في بداية يومك، ما يجعلك تعيش مزاجاً عصيباً في الساعة الأولى من يومك بدلاً من أن تكون بدايته هادئة.

لذا، فالنصيحة الثمينة التي يمكنك تطبيقها من الليلة أن تشتري منبهاً ترتاح لصوته وتتخلى عن وجود هاتفك الذكي في غرفة نومك، حتى لا تمتد يدك إليه وتحرم نفسك من تحسين جودة نومك، وبالتالي يمكن أن تواجه مشكلة في تراجع معدل تركيزك وحالتك المزاجية.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب ظاهرة تسويف النوم؟ وكيف تتغلب عليها؟

حسناً، ما هو المنبه الأفضل؟

فيما يبدو كانت الأجيال القديمة تحظى ببداية يوم أكثر جاذبية، فمن أشعة الشمس التي تتسلل بخيوطها الذهبية إلى العيون، إلى أصوات العصافير والطيور، وغيرها من العناصر المرتبطة بالطبيعة. لكن بما أنه لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، فالحل العملي هو أن نبحث عن الصوت الأفضل الذي يمكننا الاستيقاظ على نغماته في منبهات العصر الحالي.

وهذا الأمر نسبي للغاية، فمثلاً إذا كانت هناك موسيقى مبهجة تحبها يمكنك أن تشتري منبهاً تتمكن من دمجها فيه، أيضاً قد تفضل أن تستعين بألحان موسيقية مصحوبة بأصوات الطبيعة تتصاعد تدريجياً، المهم ألا تلجأ إلى الأصوات النمطية للمنبهات لأنها غالباً لن تكون الحل الأفضل، وفي الوقت نفسه، احرص على أن تكون نغمات منبهك ليست حادة أو صاخبة، لأن هذا قد يحفز استجابة التوتر في جسمك؛ ما يؤدي إلى بدء يومك بالقلق والمزاج السيئ.

كما يوجد حل حديث بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة، وهو وجود ساعات منبهة مرفق بها ضوء يحاكي ضوء الشمس يعمل تدريجياً، ما يساعدك على بدء يومك بإيجابية وفي الوقت نفسه لن تنزعج عيناك، أما إذا كنت تواجه حساسية تجاه الأصوات في بداية يومك فهناك ساعات منبهة تعمل بالاهتزاز يمكنك وضع بعضها تحت الوسادة أو المرتبة، والبعض الآخر منها تستطيع ارتداءه على المعصم مثل الساعة.

اقرأ أيضاً: ما أسباب القلق الصباحي؟ وكيف يمكن علاجه؟

5 نصائح عملية لزيادة جودة نومك

حسناً، هناك نصيحة بديهية وهي أنك في حال لم تنم جيداً فلن تستيقظ بسهولة بغض النظر عن نوع المنبه الذي سيوقظك، لذا إليك مجموعة نصائح تساعدك على تحسين جودة نومك وأيضاً استيقاظك بطريقة تضمن نشاطك في يومك:

  1. عندما يحين موعد نومك لا تراقب ساعة المنبه باستمرار فهذا قد يصيبك باضطراب النوم، وينصحك استشاري الطب النفسي عبد الله بن سلطان السبيعي بألا تجعلها في مواجهتك حتى لا تتوتر واستخدمها فقط لتنظيم موعد نومك واستيقاظك.
  2. توقف عن الضغط على زر الغفوة، فعشر دقائق إضافية من وقت الغفوة وفقاً للمختص النفسي سلطان العصيمي قد تضر أكثر مما تنفع، فهي مؤشر على انخفاض الدافعية أو زيادة القلق ويمكن أن تكون النغمة سلبية تؤثر فيك بقية اليوم، لذا فالأفضل أن تستيقظ بمجرد أن يرن المنبه.
  3. حافظ على موعد نومك واستيقاظك حتى في أيام الإجازات لتساعد ساعة جسمك الداخلية على الانضباط وتحصل على ما يكفيك من النوم كل ليلة، أيضاً عليك أن تعرف هل أنت شخص ليلي يفضل الاستيقاظ متأخراً بعض الشيء، أم شخص صباحي تستطيع الاستيقاظ مبكراً بسهولة؟ حتى تضبط منبهك في التوقيت الأمثل لك.
  4. احرص على عيش نمط حياة صحي متوازن، اعلم أن ذلك قد يكون صعباً أحياناً مع تسارع إيقاع حياتنا، لكن لا تتخلَّ عن محاولة ممارسة الرياضة ثلاثين دقيقة خمسة أيام في الأسبوع، وتناول وجبات طعامك في أوقات ثابتة، وتجنب تناول الكافيين والتدخين قبل النوم، إلى جانب ابتعادك عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل والنوم في مكان هادئ ومظلم.
  5. في حال وجدت أنك على الرغم من اتباع النصائح السابقة ما زلت تواجه صعوبة في الاستيقاظ؛ سيكون من الأفضل أن تستشير مختصاً في طب النوم ليساعدك على معرفة السبب الدقيق وعلاجه.

اقرأ أيضاً: كيف تجعل روتينك الصباحي معززاً لثقتك بنفسك؟

المحتوى محمي