ما هي استجابة القنوات الحسية الذاتية أو “نشوة الدماغ”؟

نشوة الدماغ
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلال السنوات الماضية، نالت مقاطع تقنية استجابة القنوات الحسية الذاتية (ASMR) أو “نشوة الدماغ” التي تتضمن أصوات الهمس أو النقر أو تجعيد الورق، إعجاب الملايين على اليوتيوب، فما سر الراحة النفسية التي تسببها هذه الأصوات؟ وهل أنت حساس تجاهها؟ اكتشف ذلك من خلال المقال التالي.

أصوات مضادة للقلق

مقطع من 13 دقيقة على اليوتيوب يتضمن أصوات همس ستجعلك تسترخي، هل يفاجئك ذلك؟ انتظر فثمة الكثير غيره. تختبر مقاطع استجابة القنوات الحسية الذاتية الروابط العصبية والدماغية لديك من خلال التحفيز السمعي.

ويصور منتجو هذا المحتوى أنفسهم وهم يصدرون أصواتاً اعتدنا سماعها في الحياة اليومية، ويقتربون من المايكروفون لتحفيز إحساس المستخدِم بـ “الدغدغة الدماغية” مع تأثير مضاد للتوتر. أنشأت جينيفر ألين هذه الثقافة في عام 2010 في الولايات المتحدة الأميركية، ويعود إليها ابتكار مصطلح “استجابة القنوات الحسية الذاتية” أو (ASMR) وتضم صفحتها المخصصة لهذه التقنية على فيسبوك اليوم أكثر من 54,000 متابع.

أصوات تسبب نشوة الدماغ

كانت الأحاسيس التي تولدها هذه المقاطع قوية لدرجة أن البعض يسميها “نشوة الدماغ”. في عام 2014، اكتشفت لبنى ذات الـ 37 عاماً مقاطع الاستجابة القنوات الحسية الذاتية على الشبكات الاجتماعية. تقول لبنى: “حالما بدأت الاستماع شعرت بقشعريرة تسري في جسدي تشبه تلك التي نشعر بها في حمام ساخن، وفي غضون دقيقتين شعرت باسترخاء تام”. هنالك أكثر من 5,000 شخص ممن يقدمون مقاطع استجابة القنوات الحسية الذاتية، وهم في ازدياد، ويتواصل الكثير منهم بصورة دائمة مع متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي. أصبحت استجابة القنوات الحسية الذاتية بالنسبة لبعض الأشخاص بمثابة علاج نفسي، وتقول لبنى: “أخبرني بعض الأشخاص ممن تعرضوا لصدمات نفسية أن هذه المقاطع ساعدتهم خلال عملية التعافي”. يقول ماجد ذو الـ 35 عاماً، وهو يعاني من فرط التوتر: “لقد صادفت أحد مقاطع استجابة القنوات الحسية الذاتية على يوتيوب في عام 2011 وبدا غريباً جداً بالنسبة إليّ في البداية، ثم شعرت بشعور مريح جداً وكأنني في حالة نشوة شديدة لم أشعر بها من قبل. سرت قشعريرة سريعة في رقبتي وشعرت للمرة الأولى منذ سنوات بالهدوء. ومن ذلك الحين أستمع كل ليلة إلى أحد هذه المقاطع لأغط في نوم عميق”.

بين استعادة الذكريات والشعور بنشوة التنويم المغناطيسي

ما تفسير الاستجابة الحسية الشديدة التي تسببها هذه الأصوات؟ تقول لبنى: “أظن أننا لطالما شعرنا بهذه الأحاسيس فهذه المقاطع التي تتضمن أصوات الهمس مثلاً تذكرنا بطفولتنا دون أن نعي”. وبالنسبة لآخرين فإن الأحاسيس التي تسببها هذه الأصوات هي أقرب إلى التنويم المغناطيسي. يقول وسيم ذو الـ 47 عاماً وهو من منتجي هذه المقاطع على اليوتيوب: “تسبب هذه الأصوات حالة استرخاء شديدة أقرب إلى نشوة التنويم المغناطيسي بسبب التركيز الشديد على صوت معين”.

كيف تعثر على المقاطع الصوتية الملائمة لك؟

على الرغم من أنه قد لا يتقبل الجميع هذا النوع من التحفيز الحسي ولكن يمكن الاستفادة من ميزاته باتباع بعض القواعد.

ابحث عن محفز ملائمك فالحساسية تجاه صوت معين تختلف من شخص لآخر ومن ثم تختلف الأحاسيس التي يسببها الصوت ذاته من شخص لآخر أيضاً، لذا عليك أن تتجول في مختلف قنوات اليويتيوب لتعثر على الأصوات التي تناسبك.

وكما هو الحال في جلسة التأمل؛ استقر في مكان هادئ ودافئ حيث تكون متأكداً من أن شيئاً لن يزعجك،

وضع سماعة الرأس وابدأ. تسجَّل معظم هذه الأصوات بواسطة مايكروفونات عالية الأداء، ولذلك فإن استخدام سماعة الرأس يعزز شعورك بأن ثمة من يهمس في أذنك.

أما إذا كنت أكثر حساسية للمحفزات البصرية، فيمكنك استخدام مقاطع استجابة القنوات الحسية الذاتية التي تتضمن تقمص الأدوار وهي تجمع بين الهمسات والنص المكتوب.

المحتوى محمي !!