انقضت إجازة الصيف وحان وقت العمل: إليك 4 نصائح تزيد نشاطك

3 دقائق
كآبة الخريف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: انتهت الإجازة الصيفية وحلّ موسم العودة إلى المكاتب والأعمال، ومعه حلّت كآبة الخريف التي يشعر خلالها بعض الموظفين بحالة اكتئاب استثنائية. ما أسباب هذه الكآبة؟ وما الحلول الممكنة للحدّ منها؟ هذا ما يعرضه المقال التالي.

بعد انقضاء الخمول الصيفي الجميل، تحلّ كآبة الخريف ومعها مشاعر القلق وأيام العمل الطويلة التي يمرّ بها الموظفون. ومع ذلك، من الممكن التعامل مع هذه العودة بهدوء؛ لكن بشرط احترام بعض الحدود والقواعد وتعلّم فنّ اختيار التوقيت المناسب.

كآبة الخريف تصعب العودة إلى العمل بنشاط

يمثّل التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية تحدياً كبيراً، وعندما تنقضي أيام الراحة والكسل ويحلّ وقت العودة إلى العمل وإكراهاته، فمن الضروري أن يحرص المرء على الحفاظ على نفسيته، علماً أن اعتبار العودة إلى العمل أمراً لا يُحتمل قد يتحول إلى نبوءة ذاتية التحقق.

ماذا لو تجنّبت إذاً المبالغة في إحساسك باغتنام فوائد الإيحاء الذاتي والتنظيم الجيد للوقت لتحقيق الظروف الملائمة لعودة هادئة إلى العمل؟ للتخلص من التوتر اليومي الناجم عن العمل، من الأفضل الاستماع إلى نصيحة المدربة المهنية سهام أوبرتان (Sihem Aubertin) التي تقول: "من الجيد النظر إلى الخريف من زاوية مختلفة بالاعتماد على الأفكار الإيجابية والمحفزة".

لكن إذا تبدّد الشعور بالتوتر، كيف يمكن تحويل المخاوف إلى قوة لإدارة التحديات التي تواجهنا على نحو أفضل؟ وماذا لو كان هذا الانزعاج الناجم عن العودة من الإجازة مجرد إشارة إلى تغييرات إيجابية قادمة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، تقدّم لنا الطبيبة النفسية أنجليكا باريرو غوينان (Angélica Barrero-Guinand)، التي تعمل لفائدة منصة آي فيل (ifeel) المختصّة في صحة الموظفين النفسية، الخطوات الأساسية لتحقيق أهداف العودة إلى العمل بنوع من الهدوء.

كيف تتغلب على كآبة الخريف وتعود إلى العمل بنشاط؟

1. تحديد الأعراض المبكرة

ثمة أعراض دالة بوضوح إلى الإصابة بكآبة الخريف؛ مثل الحزن ونقص الحماس وانخفاض الطاقة وربما وصل الأمر إلى حالة من الفتور. وإذا كان الشعور ببعض هذه الأعراض أمراً طبيعياً، فإن استمرارها يعني وجود حالة معاناة أعمق ينبغي لك مواجهتها والسيطرة عليها وتحويلها، إن أمكن، إلى طاقة إيجابية.

وتوضح الطبيبة النفسية أنجليكا باريرو غوينان ذلك قائلة: "إذا أردنا أن نبدأ الموسم الجديد على أسس جيدة فمن الأفضل الانتباه إلى هذه المعاناة النفسية بدلاً من إنكار وجودها أو إخفائها".

2. تحويل الإحباط إلى حماس

غالباً ما نعيش في بداية الموسم حالة من الاكتئاب. لذا من المفيد الاعتماد على التعاطف والتواصل الإنساني لتغيير الأفكار السلبية والتركيز على الجوانب الإيجابية مهما كانت محدودة أو بسيطة. على سبيل المثال؛ تنصح الطبيبة النفسية بالتركيز على تجدّد اللقاء بزملاء العمل المقدَّرين أو المهمات المفضّلة أو التحديات التي يجب التغلب عليها في الشهور القادمة.

لكن ليس المقصود هنا تجاهل المشكلات والتكيّف مع موقف مزعج جداً؛ بل التركيز على بعض الجوانب الإيجابية البسيطة دون نسيان أهدافنا في الحياة. وإذا تطلب الأمر إذاً إجراء تغيير معين، فينبغي لك إجراءه واغتنام فرصة العودة إلى العمل "لتجديد النشاط".

3. تجديد النشاط

لِتحويل حالة الإحباط إلى حماس، ثمة نصائح عملية مفيدة وفقاً للطبيبة النفسية:

  1. تحديد أهداف قابلة للتحقيق على المديَين القصير والمتوسط.
  2. وضع قائمة المهمات التي يتعين إنجازها وتحديد وسائل تنفيذها.
  3. تنظيم روتين يومي مريح.
  4. بدء ممارسة نشاط جديد ترغب فيه منذ زمن.
  5. إعادة ربط علاقات تجاهلْتها على الرغم من فائدتها الكبيرة.
  6. اتباع نهج سمارت للأهداف الذكية: يسمح نهج سمارت للأهداف الذكية (la méthode S.M.A.R.T) بوضع أهداف قابلة للتحقق ومن ثمّ تحديد الأولويات. ويرتكز هذا الأسلوب المبتكَر من طرف الأميركي جورج دوران (George T. Doran) والمستخدم على نطاق واسع في مجال التدريب والإدارة، على تحديد الأهداف وترتيبها وفقاً للأولويات من أجل تنظيم خطوات التنفيذ العملية. يتعلق الأمر إذاً بتمرين واعد للحفاظ على الطاقة والخروج من هذا المأزق النفسي. ولتطبيق هذا النهج ينبغي لك إذاً تحديد أهداف تحترم مبادئه الخمسة التي ترمز إليها حروفه (S.M.A.R.T):
  • S: أن يكون الهدف محدّداً (specific) أو بعبارة أوضح بسيطاً.
  • M: أن يكون قابلاً للقياس (Measurable) حتّى تستطيع تقييم التقدم الذي حققته.
  • A: أن يكون هدفاً يمكن تحقيقه (attainable)، فللحفاظ على حماسك، من الأفضل أن تسعى إلى هدف في المتناول.
  • R: أن يكون هدفاً واقعياً (realistic).
  • T: أن يكون هدفاً ذا إطار زمني محدد (time-related) يمكّنك من إنهاء مهماتك.

ويعدّ وضع قائمة المهمات التي يتعيّن إنجازها مرتّبة وفقاً لأهميتها أمراً ضرورياً أيضاً لزيادة الإنتاجية والتوقف عن العمل في الجبهات كلّها؛ لأن وضع حدود منظمة لعملك لا يسمح فقط بتخفيف جدولك الزمني بل يتيح لك أيضاً إيجاد حلول إضافية.

4. تعلم فنّ اختيار التوقيت الأمثل

يعرف رواد الأعمال أن التوقيت مبدأ أساسي لضمان نجاح منتجاتهم وخدماتهم. "الموعد هو الموعد المحدد، وقبل الموعد ليس هو الموعد المناسب، وبعد الموعد، يكون الموعد قد فات". هذا المبدأ الذي صاغه الشاعر الفرنسي جول جوي، ألهمَ المفكر المصنّف ضمن الـ 50 مفكراً الأكثر تأثيراً في العالم في مجال الأعمال التجارية وكاتب خطابات نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، دانيال بينك (Daniel Pink) في كتابه "الأوان المناسب: علم تحديد التوقيت الأمثل" (Le Bon Moment, la science du parfait timing).

يعتمد هذا الكتاب على نتائج أحدث الأبحاث العلمية في مجالات علم النفس والبيولوجيا والاقتصاد لكشف أسرار الأوقات المناسبة التي تمنحها لنا الحياة على طبق من ذهب. إن احترام قانون لحظات الذروة ومعرفة الأوان المناسب للانخراط في عمل ما وتحديد الفترة الزمنية المثلى؛ كلّها خطوات تساعد على اتخاذ قرار تحديد التوقيت الأمثل لنفسك وللآخرين.

اقرأ أيضاً: 5 طرق فعالة لمواجهة اكتئاب الخريف.

المحتوى محمي