هل قضاء الكثير من الوقت مع شريك حياتك يضر بعلاقتكما؟ مختص نفسي يجيب

3 دقيقة
قضاء الوقت مع شريكك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: لماذا يجب ألّا تفرط في قضاء الوقت مع شريك حياتك؟ قد يفاجئ هذا السؤال الكثيرين لأنهم تعودوا على الاعتقاد أن التقارب بين الزوجين مفيد لهما ومعزّز لعلاقتهما؛ لكن المختص النفسي آرون بن زييف يرى أن التقارب الزائد بين الشريكين يمكن أن يضرّ بجودة علاقتهما، ويهدد استمراريتها لعدة أسباب: 1) التقارب المفرط بين الزوجين قد يولد لديهما شعوراً بالملل والاختناق. 2) قضاء الكثير من الوقت معاً يقتل الإثارة ويفسح المجال أمام الرتابة. 3) الإفراط في التقارب قد يؤدي إلى الاعتماد العاطفي المتبادل. لتجنّب الوصول إلى هذه المرحلة المضرة، ينصح الخبير النفسي بالحفاظ على مساحة الخصوصية الشخصية من خلال الإجراءات التالية: 1) البحث عن التوازن بين الوقت المشترك والوقت الشخصي. 2) تعزيز الاستقلالية والهوية الشخصية. 3) الحفاظ على الصداقات والاهتمامات الشخصية. 4) تخصيص الوقت للاسترخاء والاستراحة الفردية. إذا طبقت هذه النصائح ستتجنّب الإرهاق العاطفي وستدرك أن العلاقة الزوجية قرار اتخذه شخصان مستقلان اختارا الارتباط بحرّية واستقلالية.

هل يمكن أن يضرّ قضاء الكثير من وقت مع شريكك بعلاقتكما؟ وفقاً لخبير في علم النفس؛ فإن التقارب الزائد بين الشريكين يمكن أن يؤثر في دينامية علاقتهما الزوجية.

عادة ما نرى الحبَّ غاية مثالية؛ لكن هل قضاء وقتك كاملاً مع شريك حياتك مفيد فعلاً؟ في هذا السياق، يؤكد المختص النفسي آرون بن زييف (Aaron Ben-Zeév) في مقال له على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، إنّ الحفاظ على قدر من التوازن أمر مطلوب حتّى بين الأزواج المتآلفين جداً. فالتقارب المفرط قد يولد على المدى الطويل مللاً خانقاً وتوترات لا داعي لها؛ لأنّ كلا الطرفين يرغب في الحفاظ على مساحة الخصوصية الشخصية للشعور بالرضا.

وقد تتدهور العلاقة بين الزوجين حتى على مستوى الحميمية إذا لم يحترما الخصوصية الفردية. ويوضح بن زييف إن الحبّ والحميمية مهمان لكن الاستقلالية لا تقل أهمية أيضاً. لذا؛ فإن الوصول إلى نقطة التوازن هو الذي سيسمح بالحفاظ على حيوية العلاقة، وتجنّب تحول التقارب الزائد إلى عبء على الزوجين.

هل يمكن أن يقتل التقارب الزائد مشاعر الحب؟

قضاء الكثير من الوقت مع شريك الحياة قد يبدو مثالياً، ولا سيّما في بداية العلاقة. لكن بن زييف يشير إلى أن التقارب المفرط يمكن أن يحول هذا الشغف بسرعة إلى ملل. عندما يكون الزوجان معاً باستمرار فقد تختفي الإثارة الأولية وتفتح المجال لظهور الرتابة. للحفاظ على استمرارية الحب، من الضروري إذاً أن يجد الزوجان توازناً بين الوقت المشترك والوقت الشخصي.

إن تشارك أمورك كلها مع شريك حياتك قد يُفقدك هويتك، وعندما يفرط كلا الطرفين في التعلّق والاعتماد على الآخر، فقد يشعران بالإحباط والاختناق. وقد يضر هذا التقارب الزائد في النهاية بجودة العلاقة، ويعقد عملية الحفاظ على ارتباط صحي بين الزوجين.

لماذا تعد المساحة الشخصية مهمة للزوجين؟

من الضروري في العلاقة الزوجية أن يحافظ الشريكان على مساحتيهما الشخصيتين، على الرغم من أننا غالباً ما نتجاهل هذه المسألة. يذكّر المختص النفسي آرون بن زييف بأن الحبّ لا يقتصر على الحضور إلى جانب الشريك فقط؛ بل يجب أن يسمح لشريكه بالبقاء مخلصاً لذاته وقيمه أيضاً. هذا يعني أنّ تخصيص بعض الوقت للذات يساعد في الحفاظ على الهوية الشخصية، ويتيح استئناف العلاقة بطاقة متجددة، تعزز الحب والحميمية.

وينصح الخبراء أيضاً بالحرص على الاهتمامات الشخصية والحفاظ على الصداقات خارج إطار العلاقة الزوجية، وتخصيص بعض الوقت الشخصي للاستراحة والاسترخاء. هذا لا يعني تقليل الحب الذي تكنّه لشريكك؛ بل المقصود هو حماية هذا الحب على المدى الطويل من خلال تجنّب الإرهاق العاطفي.

السر في نقطة التوازن

قد تخفي الحميمية المبالغ فيها أحياناً مشكلات أعمق؛ مثل الاعتماد العاطفي أو الخوف من الوحدة. في مثل هذه الحالات، يمكن أن يصبح الحب ملاذاً لتعويض النقص؛ وهو الأمر الذي قد يضر بالعلاقة في النهاية. لذا؛ يحذر بن زييف من تحوّل علاقة الحب إلى تقارب مفرط، لأنه قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات الرغبة في السيطرة على الشريك أو امتلاكه؛ وهو الأمر الذي قد يهدد توازن العلاقة الزوجية.

على الرغم من ضرورة الحميمية وقضاء الوقت المشترك بين الزوجين، فإن التقارب الزائد يمكن أن يضرّ في النهاية بجودة علاقتهما. لتجنّب ذلك، من المهم أن تجد التوازن المطلوب، وتحترم المساحة الشخصية لشريك حياتك وتحافظ على قدر من الاستقلالية. فالحب أولاً وقبل كل شيء توازن بين شخصين مستقلين اختارا تشارك حياتيهما دون فقدان هويتيهما.