ما هو الطلاق العاطفي؟ 3 علامات تحذيرية

2 دقيقة
الطلاق العاطفي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: لا يحدث الطلاق في ساحات المحاكم بالانفصال التام فقط، فهناك طلاق من نوع آخر يحدث بين الزوجين وهما يعيشان تحت سقف واحد؛ إنه الطلاق العاطفي الذي يحدث عندما يتوقف الزوجان عن الارتباط العاطفي، ويتباعدان تدريجياً على الرغم من حفاظهما على زواجهما الشرعي. يتميز الطلاق العاطفي بمجموعة من العلامات التي يجب الانتباه إليها لإنقاذ العلاقة الزوجية قبل أن يتحول إلى طلاق فعلي. يحدد المختص النفسي مارك ترافيرز 3 علامات تكشف الطلاق العاطفي بين الزوجين: 1) غياب التواصل: يتوقف الزوجان عن الحوارات العميقة وتقتصر المحادثات بينهما على شؤون الحياة اليومية مثل إدارة المال وتربية الأطفال. 2) فقدان الحميمية: لا يتبادل الزوجان لمسات الحنان والرقة أو البوح أو يقضيان لحظات التآلف المشتركة معاً. 3) النزاعات المدمرة: تزايد النزاعات والجدالات التي تسودها الانتقادات ومشاعر الازدراء والسلوكيات الدفاعية. لا بد إذاً من التعرّف إلى هذه العلامات قبل طلب مساعدة المختصين وتفكير الزوجين معاً في الحلول المناسبة.

على الرغم من أن الطلاق العاطفي ظاهرة غير ملحوظة مثل الطلاق الشرعي فإنه قد يدمر العلاقة الزوجية تدريجياً. إليك 3 علامات أساسية تؤكد أن علاقتك الزوجية في خطر.

يحدث "الطلاق العاطفي" عندما يتوقف الشريكان اللذان يحافظان على زواجهما الشرعي عن الارتباط والتواصل العاطفي. وفقاً للمختص النفسي مارك ترافيرز (Mark Travers) فإن هذا الطلاق يمكن أن يحدث قبل الطلاق الرسمي أو دون حدوثه أصلاً. ويوضح الخبير النفسي في مقال له على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) ضرورة كشف العلامات المبكرة لتجنّب التداعيات السلبية لهذا النوع من الطلاق على الذات والعلاقة أيضاً.

يكشف مارك ترافيرز أنّ الزوجين يتباعدان تدريجياً عندما يحدث الطلاق العاطفي حتّى لو كانا يعيشان في بيت واحد، فينتهي بهما الأمر إلى عيش حياتين منفصلتين دون أيّ رابط حقيقي بينهما. يرجع هذا الوضع في الغالب إلى غياب التواصل والحميمية واستمرار النزاعات غير المعالجة، التي تضعف العلاقة تدريجياً. فكيف تتأكد إذا كنت في هذا الموقف؟ إليك 3 إشارات تؤكد أنك تعيش حالة طلاق عاطفي.

اقرأ أيضاً: ما هو الطلاق الرمادي؟ وكيف يؤثر في علاقة الأطفال بوالديهم؟

1. غياب التواصل

أُولى إشارات الطلاق العاطفي هي تراجع التواصل بين الشريكين. يصبح التواصل الذي يجب أن يكون أساس العلاقة نادراً وسطحياً بمرور الوقت، فتقتصر المحادثات بين الزوجين على الجوانب العملية في الحياة اليومية مثل الشؤون المالية أو تربية الأطفال؛ بينما تنعدم الحوارات الأعمق والأكثر عاطفية.

يخلق غياب التواصل فجوة عاطفية بين الشريكين، فيتوقفان تدريجياً عن العيش معاً باعتبارهما شريكين ليصبحا مجرد جارين يتقاسمان المسكن. وفقاً للمختص في علم النفس؛ فإن غياب الحوار قد يولد شعوراً بالوحدة والقلق، حتّى لو استمر الزوجان في العيش معاً داخل المكان نفسه.

2. فقدان الحميمية

العلامة الثانية الدالة على الطلاق العاطفي هي فقدان الحميمية، سواء تعلق الأمر بالحميمية العاطفية أو الجسدية. يتوقف الزوجان في هذه الحالة عن تبادل اللمسات الرقيقة أو البوح أو قضاء بعض أوقات التآلف المشتركة. قد يرجع هذا التباعد إلى النزاعات غير المعالجة أو الشعور العميق بالانفصال العاطفي أو عدم التوافق الذي يتفاقم بمرور الوقت.

كما يخلق غياب التقارب شعوراً متبادلاً بين الزوجين بالتجاهل واللامبالاة. وقد يشعران بالتباعد المتزايد بينهما، وهو الأمر الذي يعزز الدورة السلبية التي يَعلقان فيها، ويؤدي إلى إضعاف العلاقة أكثر.

اقرأ أيضاً: إشارة غير متوقعة تتنبأ بحدوث الطلاق في المستقبل

3. النزاعات المدمرة

العلامة الثالثة الواضحة الدالة على الطلاق العاطفي هي تزايد النزاعات بين الزوجين. بدلاً من حل الخلافات يتورط الشريكان في جدالات لا تنتهي، يسيطر عليها تبادل الانتقادات والازدراء والسلوك الدفاعي. وتؤدي هذه المشاحنات إلى تفاقم التوترات وتعميق الفجوة القائمة بينهما. كما يفضي تراكم هذه النزاعات بمرور الوقت إلى استنزاف الشريكين عاطفياً. فيشعران بإرهاق دائم وتصبح محاولات المصالحة أكثر تعقيداً بل مستحيلة. يخلق هذا الوضع أجواء تسودها التوترات باستمرار، كما يؤدي إلى إضعاف العلاقة أكثر.

إن التعرّف إلى علامات الطلاق العاطفي ضروري لتجنب التدهور الشامل للعلاقة الزوجية. فإذا شعرت بأنك معني بهذه المواقف من المهم أن تطلب المساعدة لفهم كيفية إحياء علاقتك بشريك حياتك، أو التفكير معاً في الطريقة المناسبة لضمان رفاهيتك ورفاهية أسرتك.