“اهرب منّي سأتبعك”: ما السر وراء حدوث ذلك في بعض العلاقات؟

2 دقائق
اهرب منّي سأتبعك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: تتحول العلاقة الزوجية أحياناً بسبب تراكم المشكلات إلى قطيعة غير معلنة، أو نفور من جانب واحد وفقاً لدينامية "أهرب منّي سأتبعك". وبينما يصرّ أحد الزوجين على مطاردة الطرف الثاني، يفضل أحدهما التباعد والهروب من المواجهة. إليك الإشارات الدالة إلى هذه العلاقة الزوجية المتوترة.

إذا كانت دينامية "أهرب منّي سأتبعك" تُثار أحياناً باعتبارها أسلوب إغراء، فإنها قد تضرّ كثيراً العلاقة الزوجية عندما يشعر الزوجان بثقلها.

سواء كانت دينامية "أهرب منّي سأتبعك" وسيلة لإثارة اهتمام الآخر أو دليلاً على الخوف من الالتزام في إطار علاقة جادة، فإنها تظل عموماً أسلوباً معتمداً في مرحلة إغراء الشريك.

وفي المقابل يمكن أن يشعر الطرفان الملتزمان في إطار علاقة زوجية بثقل هذه الدينامية. وقد يشكل هذا الشعور مشكلة حقيقية لهما خاصة عندما لا يستطيعان ضمان التوازن بين الحميمية والاستقلالية، ويصبحان غير متوافقين تماماً.

وفي إطار هذه العلاقة ثمة بالضرورة طرف هارب وطرف يطارده. وتنطوي هذه الدينامية على خطر تشكّل حلقة مفرغة.

وفي هذا الإطار تقول الطبيبة النفسية لورين سويرو (Loren Soeiro) في تصريح لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "عندما يبحث أحد الزوجين عن الاتصال بالطرف الآخر فيتهرب منه، فإن الطرف الأول قد يطارده بشراسة أكبر وقد يتفاعل معه الطرف الثاني بالهروب أكثر منه".

ولهذا السبب من المهم رصد هذه الإشارات مبكراً. وبمجرد تشخيص هذه الإشكالية فمن الممكن أن تشكل موضوعاً للعلاج النفسي المخصص للأزواج.

علامات سلوك المطاردة

تلخص لورين سويرو هذه العلامات قائلة: "يعد الطرف المطارِد في العديد من الحالات الشريك الذي يحتاج إلى تأكيد الآخر لتحقيق ذاته وإثباتها".

وفي إطار دينامية واضحة كهذه سيتجه المطارِد نحو البحث أكثر عن الحميمية خاصة الجنسية منها. كما سيكون البادئَ في الأنشطة والأوقات التي يقضيها الطرفان معاً.

ويظهر ذلك أيضاً من خلال طرح الطرف المطارِد سؤال: "ما بك؟" على شريكه بمجرد أن يصمت أو يصدر عنه سلوك يثير الشك. ويميل هذا الطرف المطارِد أيضاً إلى الرغبة في التحدث عن مشاعره باستمرار. كما يبحث أيضاً عن المواجهة من أجل تسوية الخلافات واللجوء إلى خيار المصالحة.

علامات سلوك التباعد

تبرز لورين سويرو أن الأشخاص الذين يبحثون عن التهرّب والتباعد يفضلون أخذ الوقت الكافي للتفكير في مشكلات علاقتهم الزوجية بدلاً من تبني النهج العاطفي لحلّ هذه المشكلات، لأنهم يفكرون على نحو عقلاني وعمليّ.

ويميل هؤلاء الأشخاص الذين يبتعدون عن الطرف الآخر ببساطة إلى التريّث لتجنّب بعض النقاشات.

وتوضح الطبيبة النفسية ذلك قائلة: "يمكن أن ينعزل هؤلاء الأشخاص بقضاء المزيد من الوقت مع أصدقائهم، أو من خلال التركيز على ممارسة هواياتهم أو من خلال إسكات مطارِديهم". كما يظهر أيضاً ذلك من خلال إنكار وجود مشكلات في العلاقة الزوجية.