مَن هو الشريك الشبح الذي يجعلك تفقد ثقتك بنفسك؟ وكيف تتعامل معه؟

2 دقائق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هل يختفي شريكك ثم يظهر فجأة ويتنصل من المسؤولية عن سلوكه هذا؟ إذاً أنت بالتأكيد ضحية أسلوب تلاعب سام.


الاختفاء والظهور المتكرران في العلاقة العاطفية أسلوب تلاعب سام؛ إذ يختفي الطرف المؤذي فجأة ودون سابق إنذار ثم يظهر فجأة أيضاً، وتُعد هذه الظاهرة نوعاً من أنواع العنف النفسي.

في مثل هذه العلاقة، ستلاحظ أن شريكك يختفي فجأة ويقطع كل اتصال بك دون سبب واضح، ثم بعد فترة يحاول الظهور في حياتك مجدداً من خلال الإعجاب بصورة نشرتها على إنستغرام أو التحدث إليك عبر أحد تطبيقات المواعدة! وحينما تسأله عن سبب التجاهل المفاجئ وتوضح له المشاعر التي سبّبها لك سينكر كل شيء، ويشكك في كلامك، ويحاول أن يولد لديك شعوراً بالذنب، وهنا يجب أن تعرف أنك ضحية تلاعب سام.

كيف يتلاعب الشريك الشبح بضحيته؟

وفقاً لدراسة استقصائية نشرها تطبيق المواعدة "بلينتي أوف فيش" (Plenty Of Fish) في عام 2016؛ فإن 78% من مستخدميه قد تعرضوا للتجاهل من طرف الشريك، وفي حين أنه يصعب التعافي من هذا الموقف فإن ظهور الطرف المتلاعب مجدداً يعمق الجرح النفسي.

وفي مثل هذه الحالة، بدلاً من أن يعترف الطرف المؤذي بأنه تجاهلك وقطع الاتصال بك، يتظاهر بعدم الفهم ويدفعك إلى التشكيك في نفسك ويحمّلك مسؤولية نهاية العلاقة. يمثل هذا التلاعب نوعاً من أنواع العنف النفسي وهو يؤذي تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك؛ ومن ثَم يدفعك إلى التساؤل عن هذه العلاقة ومدى صدقها وعما إذا كانت مشاعرك حقيقية.

وفي النهاية، تشكك في تصرفاتك ويتملكك شعور بالذنب لأنك غضبت من الآخر الذي يؤكد أنه ليس المسؤول عن نهاية علاقتكما.

ما العواقب النفسية لهذا السلوك؟

يمكن أن يتسبب التلاعب من خلال الاختفاء والظهور المتكررين بأذىً كبير للضحية، وتقول مختصة علم الجنس والعلاج النفسي، غابرييل دي كوزمو (Gabrielle Di Cosmo)، في مقابلة مع مجلة كوزموبوليتان (Cosmopolitan): "حينما تقع ضحية لمثل هذا السلوك، تتولد لديك مشاعر العجز والحزن والذنب والغضب والتعرض إلى الهجر".

ينتهي بك الأمر بعزل نفسك لأن تفكيرك يتمحور حول المتلاعب وكيفية استعادته مجدداً؛ ما يمكن أن يسبب لك أحياناً نقصاً في الشهية ويمنعك من التركيز في مختلف جوانب حياتك، الاجتماعية والمهنية والدراسية"، لذلك؛ إذا كنت ضحية لمثل هذه العلاقة السامة فيجب أن تصبّ تركيزك على استعادة عافيتك النفسية، لا تستمتع إلى كلام هذا الشخص المتلاعب؛ بل فكر في الموقف ملياً وتحدث عنه إلى أحبائك وعائلتك وأصدقائك، واقضِ الوقت مع الأشخاص الذين يحبونك ويحترمونك.

وكما هي الحال عند الانفصال، ستحتاج إلى وقت للتعافي والمضي قدماً، وإذا كنت تشعر بأن الأمر يفوق تحملك فقد تكون بحاجة إلى الاستعانة بمختص نفسي. وفي النهاية، يجب أن تعلم أنك تستحق أكثر من شخص لا يتمتع بالأخلاق اللازمة لتحمل المسؤولية عن أفعاله، وأنك جدير بالحب والاحترام.

المحتوى محمي