ما هو التواصل العداوني السلبي؟ وكيف تكتشفه في أسلوب حديثك؟

2 دقيقة
التواصل العداوني
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

مهما كانت طبيعة علاقتك بالآخر فإن التواصل يظلّ مفتاح تقوية الروابط معه وتعزيزها. ومن الضروري أيضاً أن نتواصل مع الآخرين للتعبير عن مجموع احتياجاتنا ورغباتنا، أو إحباطاتنا وعواطفنا؛ لكننا يجب ألا نقول أيّ شيء وبأيّ أسلوب شئنا.

هناك أساليب عديدة من التواصل؛ منها التواصل الفعال الذي يعبر المتحدث من خلاله عن احتياجاته بوضوح مع الحرص على احترام الآخر. وهناك التواصل السلبي الذي يتحاشى المتحدث خلاله التعبير الصريح عن رغباته ولا يتطرق أبداً إلى صلب الموضوع، ثم هناك التواصل العدواني الذي يصرح من خلاله المتحدث بالمعلومات كلّها دون اكتراث للمتلقي. وهناك أسلوب آخر من التواصل يمزج بين الأسلوبين الأخيرين: إنه التواصل العدواني السلبي.

ما هو التواصل العدواني السلبي؟

تقول المختصة في التأهيل النفسي الاجتماعي كندرا شيري (Kendra Cherry) في مقال لها على موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "نعرّف السلوك العدواني السلبي عادة بأنه سلوك يبدو عرضياً أو محايداً أو غير ضار؛ لكنه ينطوي ضمنياً على دافع عدواني لا واعٍ". إنه بعبارة أخرى تواصل عدواني غير مباشر.

لا يتخوف الشخص الذي يتبنى أسلوب التواصل العدواني من الدخول في النزاع والرد الفوري على أيّ هجوم وقول ما يريده دون أن يعبأ للأسلوب؛ بينما يترك صاحب التواصل العدواني السلبي للآخر فرصة السيطرة على الحوار ثم يحاول استعادتها بطريقة خفية في لحظة من اللحظات.

لهذا السبب قد يدفع الخوف من الدخول في نزاع أو النشأة في بيئة غير مشجعة على الكلام الفرد إلى التعبير بطريقة ملتوية. توضح شيري ذلك قائلة: "يمكن أن يتجلى السلوك العدواني السلبي مثلاً في مقاومة طلبات شخص آخر من خلال التأجيل أو العبوس أو العناد".

كيف تكتشف التواصل العدواني السلبي في أسلوب حديثك؟

من المهم كي يعيد الفرد النظر في أسلوبه التواصلي أن يكون واعياً بالتواصل العدواني السلبي لأنه قد يؤذي الآخر أو يثير انزعاجه أو غضبه. مع ذلك، من الصعب أن تتحلى دائماً بنظرة متأنية وموضوعية حول هذا الموضوع، فقد تعتقد نظراً إلى عدم تصرفك بعدوانية مباشرة أنك تتوخى الحذر في تواصلك مع الآخر وتتجنّب إيذاءه. وقد تظن أن الجانب السلبي في طريقة كلامك يتيح لك أن تكون صريحاً وصادقاً، علماً أن التواصل العدواني السلبي نادراً ما يساعدك على الحوار مع من حولك سواء في المجال المهني أو غيره، وهذه أول إشارة تحذيرية يجب أن تنتبه إليها. إذا ظهر لك أن كلامك يؤذي مشاعر الشخص الذي تتحاور معه أو صرّح لك بذلك أو شعرت بأنه يتبنى موقفاً دفاعياً في أثناء الحديث معك، أو توقف عن التحدث إليك فمن الممكن أن تكون قد أظهرت بعض علامات العدوانية السلبية.

وعلاوة على تفاعل الآخرين، فإن بعض سلوكياتك الشخصية يمكن أن يمثل أيضاً إشارة تحذيرية يتعين عليك الانتباه إليها مثل:

  • إنكار مشاعر الاستياء أو الغضب أو الانزعاج أو الإحباط، أو التلميح إليها دون التصريح بها بطريقة مباشرة. تقول المختصة في علاج الأزواج سارة إبستين (Sarah Epstein) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "يتقن الشخص العدواني السلبي التلميح إلى مشاعره دون التعبير عنها مباشرة، فقد يشير مثلاً إلى حادثة سابقة دون التصريح بمشاعره تّجاهها ثم يصرح بمشاعره تّجاه حادثة مماثلة".
  • إقصاء الآخر أو استبعاده من المحادثة أو حتّى تجاهل وجوده لأنك لا تحبه ولكنك لا تريد الدخول في نزاع معه.
  • التعبير عن العواطف باستخدام إشارات غير كلامية مثل التنهد أو النظر بعيداً أو التوقف عن الكلام أو إظهار عدم الحماس لفعل شيء لا تريد فعله.
  • عدم القدرة على تجاوز مشاعر الاستياء القديمة وإثارة النزاعات السابقة بانتظام.
  • تقديم مجاملات وعبارات إطراء غير صادقة، مع إضافة بعض الإشارات المهينة أو المؤذية إليها، ويتجلى ذلك في استخدام عبارات تحمل دلالات متضاربة مثل قولك: "لم أكن أتوقع أن تبلي بلاء حسناً" أو "تبدو أفضل من الأمس"، أو "أداؤك لا يدل على أنك مبتدئ" أو "أنت جميل، لم أعرفك في البداية".
  • تبرير بعض مظاهر عدوانيتك بأنك تمزح أو أنك صريح، واستغرابك من "إساءة الآخرين فهم" ملاحظاتك.

المحتوى محمي