نقابل بين الحين والآخر أشخاصاً يشعرون بالاستحقاق الزائد عن حده، ويدفعهم ذلك إلى تجاوز الحدود معنا؛ مثل الشخص الذي يتخطى الطابور أمامك معتقداً أنه منشغل أكثر من الواقفين لذا فهو أحق منهم بالتقدم، أو ذلك الشخص الذي يجلس على طاولتك نفسها في المطعم مبررأ ذلك بأن المكان مزدحم فلا مانع من تقاسم الطاولة معك! مواقف مزعجة عديدة تعكس عقدة الاستحقاق وهي سمة شخصية سنتعرف إليها بالتفصيل في هذا المقال.
محتويات المقال
ما هي عقدة الاستحقاق؟ ولماذا قد تظهر عند البعض؟
يعتقد الشخص الذي يعاني عقدة الاستحقاق أنه يستحق امتيازات أو أشياء ليست من حقه؛ أي أنه يؤمن بفكرة أن العالم مدين له بلا مقابل. وقد تعود جذور هذه العقدة إلى مرحلة الطفولة، فالأطفال الذين كان مقدمو الرعاية يمنحونهم كل ما يطلبونه، أو يحلون لهم مشكلاتهم بالنيابة عنهم، لذا غالباً يتوقعون استمرار هذا النهج من المعاملة في الكبر. وترتبط عقدة الاستحقاق ببعض أنماط الشخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية النرجسية.
اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية النرجسية: 9 علامات تحذّرك من الوقوع ضحية للمصابين به
9 علامات تدل على عقدة الاستحقاق
ثمة العديد من العلامات التي إذا ما ظهرت على سلوك الشخص فهي تشير إلى معاناته عقدة الاستحقاق؛ أهمها:
- تبنيه فكرة أنه يستحق معاملة خاصة وتفضيلية عن الآخرين، دون مراعاة للضرر الناتج عن ذلك.
- ارتفاع سقف مطالبه وتوقعه المزيد دائماً في مختلف مجالات الحياة، دون أن يبذل الجهد الذي يجعله يستحقه.
- توقع أن يبذل الآخرون الجهد لمساعدته من أجل نيل رضاه نتيجة تمتعه بثروات أو سلطات معينة.
- وضع احتياجاته قبل احتياجات من حوله على الرغم من عدم استحقاقه هذه الأولوية.
- تضجره في حال عدم تلبية طلباته ولوم الآخرين على ذلك بطريقة درامية.
- عدم شعوره بالامتنان تجاه ما يمتلكه، وتجنبه شكر الآخرين عندما يقدمون له معروفاً.
- الميل إلى التصرف باعتباره ضحية، وإلقاء اللوم على من حوله بدلاً من مواجهة مشكلاته.
- حاجته إلى الثناء والإعجاب المستمر من الآخرين ليرضى عنهم.
- معاناته مشكلات نفسية لا يفصح عنها؛ أهمها شعوره بانعدام الأمان والخوف والاكتئاب والعزلة.
اقرأ أيضاً: متلازمة الرجل اللطيف؛ حين تصبح اللطافة الزائدة غير سليمة
كيف يمكن للشخص الذي يعاني عقدة الاستحقاق أن يتعامل معها؟
تكمن صعوبة التخلص من عقدة الاستحقاق في أن الشخص الذي يعانيها غالباً لا يعترف باضطراب سلوكه؛ لذا تعد الخطوة الأولى الاعتراف بضرر ما يمارسه من أفعال إلى جانب تخليه عن فكرة أن العالم مدين له بشيء؛ وإنما عليه أن يبذل ما يكفي من جهد لينال المكاسب التي يستحقها؛ وكذلك أن ينطلق في مساعدة الآخرين حتى يتمكن من الموازنة بين الأخذ والعطاء، والتركيز على الأشياء التي تقع تحت سيطرته مثل أفكاره ومشاعره وأفعاله وردودها، مع تجنب التركيز على المساحات الخارجة عن سيطرته مثل أفعال الآخرين واستجاباتهم.
وسيكون من المفيد له أيضاً ممارسة الامتنان تجاه ما يمتلكه في حياته من أشياء أو علاقات، والتفكير بين الحين والآخر في حال الآخرين ورصد التأثير الضار لشعوره بالاستحقاق في حياتهم، وعليه ألا يتردد في طلب مساعدة المختص النفسي عند الحاجة، فهناك العديد من أنواع العلاج النفسي التي قد تكون مفيدة لتعديل سلوكه؛ مثل: العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioural therapy)، والعلاج السلوكي الجدلي (Dialectical Behavior Therapy)، والعلاج بالقبول والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy).
5 إرشادات فعالة للتعامل مع المصابين بعقدة الاستحقاق
يشير المعالج النفسي أسامة الجامع إلى أن الأشخاص الذين يعانون عقدة الاستحقاق، في حال عدم حصولهم على ما يريدون، فإنهم يسيئون لمن حولهم؛ لذا ينصح بالعديد من الإرشادات الفعالة للتعامل معهم؛ وهي:
- صف لهم حالهم وما يفعلونه معك.
- ضع الحدود الواضحة بينك وبينهم.
- كن ثابتاً على مبادئك وما تريد.
- اعتذر عن خدمتهم والاستجابة لهم.
- في حال تهديدهم لك فدعهم يغضبون، ولا تصدق العواقب التي يقولون لك إنها ستحدث نتيجة عدم استجابتك لهم.
اقرأ أيضاً: انشغالك الدائم ربما يدل على هروبك من مشاعرك المؤلمة، فكيف تواجهه؟