منذ بداية جائحة كورونا وعددُ المراهقين الذين يقعون واحداً تلو آخر فريسة الاضطرابات النفسية آخِذ في التزايد بشكل ملحوظ، فكيف تكتشف ما إذا كان ابنك واحداً منهم؟ وكيف يمكننا تحسين صحة المراهقين النفسية؟
لم تَفْتِك جائحة كورونا بصحة سكان العالم الجسدية فحسب؛ بل وضعت صحتهم النفسية هي والأخرى على المِحك، وبالأخصّ فئة المراهقين. فوفقاً لدراسة جديدة أجراها تطبيق السلامة النفسية هيدسبيس (Headspace) فإن: "ملايين المراهقين يواجهون اليوم صعوبات مرتبطة بصحتهم النفسية والضغوط الاجتماعية". كيف تكتشف إذا كان ابنك (أو ابنتك) واحداً من هؤلاء المراهقين؟
صحة المراهقين النفسية على المحك
للوصول إلى الاستنتاج السابق فقد تم استطلاع رأي ما يقرب من 1,000 مراهق، وبالنظر إلى نتائج الاستطلاع المنشورة بصحيفة ذا صن (The Sun) فإن: "31% من هؤلاء المراهقين سبق لهم أن عانَوْا من مشكلات نفسية لمدة سنتين على الأقل، و56% منهم تسبب لهم وسائل التواصل الاجتماعي وتكاليف المعيشة الشعور المستمر بالقلق".
ترافق ارتفاع نسبة القلق عند المراهقين صعوبة في إيجاد طريقة للتعامل السليم معه، وحسب الاستطلاع نفسه فإن: "89% من المراهقين الذين واجهوا مشكلات نفسية كانوا في أمسّ الحاجة إلى المساعدة لكنهم لم يعرفوا أي جهة يقصدون".
علامات الاكتئاب عند المراهق
إلى جانب القلق، تظهر عند الأجيال الأصغر سنّاً اضطرابات أخرى يُعتبر الاكتئاب أحدها لكن يبقى من الصعوبة بمكان تنبّه الأهل المبكر إلى أعراض ابنهم المصاب. فكيف يمكن ذلك؟ يشير هيدسبيس إلى 10 علامات يمكن الاستدلال من خلالها على الإصابة باضطرابات الاكتئاب:
- العزلة الاجتماعية: لا يخرج ابنك إلا نادراً من البيت، و لو خُيّر بين البقاء لوحده والخروج رفقة أصدقائه سيفضل البقاء وحيداً.
- فقدان الشغف: رويداً رويداً يبدأ بفقدان استمتاعه بالأشياء التي لطالما أحبّها أو أحبّ القيام بها سابقاً.
- تقلّب المزاج: تتغير تصرفات المراهق ويبدو حزيناً أكثر من المعتاد بل قد يبدأ بالميل إلى البكاء.
- الانفعال السريع وحدّة الطباع: تصير أصغر الأشياء قادرة على إثارة غضبه فينفعل لأتفه الأسباب كما ترافق ذلك صعوبة في التركيز.
- تغيّر في الشهية: ينتقل من النقيض إلى النقيض؛ من استهلاكه كميات كبيرة من الطعام إلى فقدان كامل للشهية.
- وتيرة حياة مضطربة: يتحول الروتين اليومي البسيط إلى عبء يثقل كاهله، فيبدأ المراهق في إيجاد صعوبة بالغة في الاهتمام بنظافته الشخصية وإنجاز المهام المنزلية.
- مشكلات في النوم: يضطرب نومه وقد يصادف صعوبة في النوم أو العكس؛ يغرق في النوم ولا ينهض من سريره إلا بمشقة.
- إهمال كامل للتحصيل الدراسي: صحيح أن علاقة المراهقين بالمدرسة ليست مثالية دائماً؛ لكن إذا لاحظتم أنه فقد اهتمامه في الدراسة بشكل كامل ولم يعد يلقي أي بال لواجباته المنزلية أو نجاحه من عدمه، فذلك يعد ضمن علامات مروره بحالة اكتئاب.
- صعوبة اتخاذ القرارات: يتحول اتخاذ القرارات إلى مهمة جسيمة بالنسبة إليه، لا سيما إذا تعلق الأمر بقرارات مرتبطة برغباته واحتياجاته الشخصية، والأمر نفسه بخصوص تلك القرارات البسيطة التي تؤخذ عادة بشكل تلقائي كل يوم.
- إنهاك متكرر: تتكرر على لسانه أفكار تنمّ عن عدم تقدير الذات والحط من قدره كما تعبّر عن إنهاكه البالغ من قبيل "خذلتني قوتي".