بين الواجبات التقليدية والعمل: تعرّف إلى أسباب الضغط النفسي عند المرأة

2 دقيقة
الضغط النفسي عند المرأة

لا تتعلّق أسباب الضغط النفسي عند المرأة بهرموناتها كما يُشاع دائماً؛ بل تتشابك العوامل المختلفة لخلق فقاعة من الضغوط التي تخنقها. وقد أثبتت الأبحاث أن هناك اختلافات فيزيولوجية بين الرجل والمرأة تجعل النساء أكثر عرضةً للضغط النفسي من الرجال.

من وجهة نظري؛ يعود السبب في ذلك لأننا كنساء نتحمّل عبء الواجبات المنزلية والحمل والولادة والتربية، وتزيد على ذلك أعباء الدراسة أو العمل عند البعض، فكيف إذاً لا نكون أكثر عرضة للضغوط؟

رغم الاختلافات عند كلّ امرأة تعاني من الضغط النفسي؛ تحكي مطوِّرة التطبيقات منغ لي قصتها مع الضغط النفسي موضحةً: "بعد أن أصبحت أماً لأول مرّة، أدركت سريعاً أنني كنت مشغولة جدّاً برعاية الآخرين ما بين الأسرة والعمل لدرجة أنني فقدت نفسي!".

مهما تعدّدت الأسباب أو اختلفت، يضيف الضغط النفسي عبئاً أكبر على المرأة، ويجعل من تأدية واجباتها اليومية والتقدّم المهني والحياتي عموماً مهمةً صعبةً للغاية.

ما هو الضغط النفسي؟

الضغط النفسي هو لغة يستخدمها الجسم للتعبير عن ردّ فعله إزاء أحداث تسبّب التوتّر، ويعرّفه الطاقم الطبّي من كليفلاند كلينك (Cleveland Clinic) على أنّه ردّ فعل طبيعي للجسم عند حدوث التغييرات؛ ما يؤدي إلى ردود فعل جسدية وعاطفية وفكرية.

أما الدكتورة والمختصة في إدارة التوتر وعلم النفس الإيجابي، إليزابيث سكوت فتخبرنا بأنه نوع من التغيير يسبب ضغوطاً جسدية أو عاطفية أو نفسية، ويحدث كاستجابة لأي شيء يتطلّب الانتباه أو التصرّف.

يختبر الجميع بلا استثناء قدراً من الضغط النفسي، وبعضه يكون إيجابياً لأنه يحفّز على تحقيق أهداف ملحوظة؛ كأن يساعد على تجنّب الخطر أو الالتزام بالموعد النهائي لتسليم العمل مثلاً، بينما يصبح سلبياً ومدمّراً حين يكون مزمناً أو مفرطاً؛ ما يجعل التكيّف والتأقلم معه مهمة صعبة.

يصبح الضغط النفسي للأسف أشبه بنمط حياة عند بعض النساء لدرجة أنهن لا يأخذن وقتاً للتوقّف واستيعاب مدى تأثيراته في مختلَف جوانب حياتهن.

أسباب الضغط النفسي عند المرأة

يشترك كلّ من المرأة والرجل في مسبّبات الضغط النفسي كالأمور المالية والأمن الوظيفي والصحة وقضايا العلاقات. وفي حال كانت المرأة أكثر عرضة للتأثّر بالضغوط، فإن ذلك يرجّح وفقاً لكليفلاند كلينك لكونها تؤدّي أدواراً عديدة، فغالباً ما تتضمن أدوارها الالتزامات العائلية، وتقديم الرعاية للأطفال أو الوالدين المسنين، ومسؤوليات العمل بالإضافة إلى الأدوار الحياتية الأخرى، وهناك احتياج دائم للمهام التي تقوم بها هي دوناً عن الرجل.

تعدّد المهام ومزاولتها في الوقت نفسه أو أوقات متقاربة هو ما يمكن أن يُشعر المرأة بالإرهاق والضغط نتيجة بذل مجهودات كبيرة لتحقيق التوازن بين الوقت والالتزامات.

ومع عدم القدرة على تلبية التوقعات المنتظَرة من الآخرين سواء في المحيط الشخصي أو المهني، يزداد الضغط النفسي وتغيب معه قدرة المرأة على تلبية احتياجاتها الشخصية.

علامات الضغط النفسي عند المرأة

بما أن استجابة المرأة للضغوط تختلف عن استجابة الرجل، فيمكن أن نتوقّع أن أعراض الضغط النفسي تظهر لديهما بشكل غير مألوف. يحدّد الخبراء من كليفلاند كلينك أعراض الضغط النفسي عند المرأة في ست علامات تتضمّن الآتي:

  • الأعراض البدنية: وتتراوح بين الصداع وصعوبة النوم والتعب والألم؛ ويعدّ ألم الظهر والرقبة الأكثر شيوعاً، وقد يعاني البعض من الإفراط في تناول الطعام أو انخفاض الشهية، ومشكلات الجلد، وكذلك نقص الطاقة الجسمانية، واضطراب المعدة، وانخفاض الرغبة في ممارسة الجنس أو الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
  • الأعراض العاطفية: مثل القلق والاكتئاب، والغضب، والتعاسة، وفقدان القدرة على التحكم في الانفعالات، وتقلبات المزاج، والإحباط.
  • الأعراض النفسية: مثل النسيان، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، والتفكير السلبي، وقلة التركيز، والملل.
  • الأعراض الاجتماعية: انخفاض الحميمية في العلاقات العاطفية، والعزلة، والمشكلات العائلية، والوحدة.
  • الأعراض المعنوية: اللامبالاة وعدم الاكتراث، وفقدان المعنى، والفراغ، وفقدان التراحم، والشكّ، والشعور بالذنب، واليأس.
  • الأعراض على المستوى المهني: ساعات العمل الطويلة، والعلاقات المهنية المتوترة، والتركيز الضعيف، والمهام الوظيفية غير المنجزة.

قد يُفهم بشكل خاطئ أن طبيعة المرأة تفرض تحمّلها للكثير من الأعباء على نحو عادي. بالتأكيد يضيف لعب أدوار مختلفة ورعاية الآخرين والعناية بمصالحهم معانٍ حقيقية لحياة المرأة؛ ولكن محاولة القيام بكلّ المهام ستجلب الضغوط باستمرار، وأسباب الضغط النفسي عند المرأة ليست بعيدة عمّا تزاوله من مهام يومية تتطلّب الكثير من الجهد الجبّار.

المحتوى محمي